فجأة ومن دون مقدّمات اختفى لاعب الوسط الأوغندي دينيس إيغوما من مشهد كرة القدم اللبنانية في الموسم قبل الماضي، بعدما ترك بصمة لافتة عند وصوله إلى نادي العهد.تفسيرات واجتهادات كثيرة طُرحت لما حصل بين العهد ولاعبه، وجميع محاولات رأب الصدع لم تنجح. بقي دينيس خارج المشهد حتى أطل من جديد وبشكلٍ مفاجئ أيضاً لاعباً مع النبي شيت (البقاع الرياضي حاليّاً). مسألة لم تُعجب بطل لبنان، فقرر التوجّه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لتحصيل حقّه بعدما خالف اللاعب العقد الموقّع بين الطرفين.

لا شك في أن دينيس أخطأ في تصرفه وقتذاك، وهي مسألة أثّرت في مكانٍ ما على مشواره الاحترافي، والدليل أنّه بعد تألقه في تصفيات كأس العرب للأندية الأبطال مع فريق النجمة، ذهب الأخير إلى خيار عدم تجديد الارتباط معه بسبب خوفه من صدور قرارٍ من «الفيفا» يقضي بإيقافه على خلفية الدعوى العهداوية، وهو أمر نقلته مصادر عهداوية إلى نظيرتها النجماوية، محذرة من التعاقد مع اللاعب الأوغندي إثر انتهاء عقده مع النبي شيت.
وبالفعل قرر نادي النجمة ضمّ السنغالي إدريسا نينانغ بدلاً من دينيس، الذي ربما كان محظوظاً جرّاء هذه الخطوة، إذ بعد أسابيع قليلة وقّع على عقدٍ مع نادي كاظمة الكويتي مقابل 140 ألف دولار في الموسم الواحد ولمدة 3 مواسم (كان سيوقّع للنجمة مقابل 60 ألف دولار، بعدما لعب مع النبي شيت مقابل 35 ألف دولار في الموسم الماضي).
طلب العهد تعويضاً بقيمة 350 ألف دولار وبإيقاف اللاعب


هذه الخطوة كانت بلا شك مؤشراً بأن مطلب العهد بإيقاف اللاعب لن يقرّه الاتحاد الدولي، وهو ما حصل بالفعل مع صدور قرار «الفيفا» الذي استمع إلى الطرفين عبر وكيليهما، أي العهد (وكيله المحامي جوزف يزبك) ودينيس (وكيله المحامي البلجيكي مينو تونيسون)، إضافةً إلى اعتبار النبي شيت (البقاع الرياضي) طرفاً ثالثاً في القضية، بحسب مستند القرار الذي حصلت الأخبار حصراً على نسخة منه.
وإذا كان العهد قد فاز بالقضية بعدما أقر له «الفيفا» تعويضاً قدره 35.937.50 ألف دولار (إضافةً إلى 5% من الفوائد المتراكمة على المبلغ منذ 22 شباط 2017)، فإن القرار يعتبر خسارة بالنسبة إليه. وبحسب معلومات «الأخبار» فإن العهد كان قد طلب عبر محاميه تعويضاً بقيمة 350 ألف دولار، إضافةً إلى إيقاف اللاعب بسبب الضرر الفني الذي ألحقه بالفريق.
لكن مصدراً مقرّباً من القضية، شرح بأن «الفيفا» وجد أن الحجج التي قدّمها محامي اللاعب المتخصّص في هذا النوع من القضايا، وبعد اطلاعه على دعوى العهد، رمت جزءاً من المسؤولية عن دينيس، الذي واجه الدعوى بشكوى تمحورت بحسب قوله حول عدم التزام العهد معه بالبنود المالية المُتفق عليها بينهما، وبطريقة التعامل معه.


أما الخطوة المقبلة فهي تحتّم على اللاعب دفع المبلغ خلال 30 يوماً من تاريخ تبلغه بالقرار، وهو أمر يطال النبي شيت (البقاع حالياً) أيضاً، فالأخير أصبح ضمن القضية بسبب اعتبار أن أوّل نادٍ يوقّع له لاعب فسخ عقده مع ناديه الأول، يصبح النادي الجديد طرفاً في أي قضية مرفوعة إلى «الفيفا»، وبالتالي يلحظ قرار الاتحاد الدولي اسم النبي شيت معتبراً أنه جزء من مسؤولية تنفيذ قراره بالدفع للعهد، ما يعني أنه سيكون عليه تحمّل جزء من المبلغ المطلوب في حال قال دينيس إنه لا يملك المبلغ كاملاً. أما في حال عدم الالتزام بالمدة المحددة للدفع، فإنه يمكن للعهد رفع شكوى إلى لجنة الانضباط في «الفيفا» لاتخاذ المقتضى بحق اللاعب.
وبحسب المعطيات أيضاً فإن القضية قد لا تغلق نهائياً، إذ يمكن لمحامي دينيس التقدّم بطلب استئناف، وهو أمر لا بدّ ألا يكون ضمن أمنيات العهد لأنه سيكلّفه المزيد من الأموال، وبالتالي فإن الدفعة التي سيحصل عليها بعد فترة أطول سيكون قد خسر منها نسبةً كبيرة.
إذاً القضية قد تطوى قريباً جداً، لكن لا يبدو أن دينيس يريد الخروج من المحاكم، إذ علمت «الأخبار» أنه يستعدّ لرفع دعوى قضائية بحق نادي النجمة على خلفية فسخ عقده بعدما وجد محاميه ثغرة قانونية قد تمنحه الفوز بالقضيّة!


العهد غير راضٍ ومحاميه يوضح
عبّر رئيس نادي العهد تميم سليمان عن عدم رضاه عن القرار الصادر في قضية اللاعب الأوغندي دينيس إيغوما كونه لم يعطِ النادي حقّه لأن اللاعب ألحق ضرراً كبيراً بالنادي. وقال سليمان: «لم نستطع استيفاء حقنا من القرار الصادر عن الفيفا. وقد طلبنا من المحامي جوزف يزبك استئناف القرار لكننا لم نتابع الموضوع. فمسألة دينيس أصبحت خلف ظهرنا والموضوع بالنسبة لنا كان معنوياً وليس مادياً. وعلى الصعيد المعنوي أعتبر أننا قد فزنا، أما الموضوع المادي فهو ثانوي». وعن إمكانية الذهاب أبعد بالموضوع أشار سليمان إلى عدم وجود النية لأي خطوة طالما أن النادي نال حقه المعنوي. من جهته، أوضح المحامي يزبك لـ«الأخبار» حيثيات القضية معتبراً أن دينيس غادر إلى بلاده للمشاركة مع المنتخب الوطني وتخلّف عن العودة محاولاً التنصل من العقد. وعليه، قام النادي بالإجراءات القانونية وكذلك مارس دينيس حقّه بالدفاع، ثم صدر الحكم. أما بالنسبة إلى أسباب الحكم فقد أشار يزبك إلى أن النادي واللاعب يُبلّغان بالحكم فقط، أي إن الفيفا يعطيك الفقرة الحُكمية، وهذا ما حصل مع العهد الذي فاز مادياً ومعنوياً، أما تعليل الحكم أي الـ«Grounes» فيجب تقديم طلب لمعرفة تفاصيله. ولفت يزبك إلى أنه في صدد تقديم طلب للحصول على تعليل الحكم لاتخاذ القرار بالاستئناف أو عدمه. ذلك أن الاستئناف لا يتم في الفيفا بل في محكمة التحكيم للرياضة «CAS» ولديه إجراءات معقدة ورسوم عالية.