يستضيف نادي الشمال الفرنسي ليل، نظيره نادي الجنوب مارسيليا على ملعب بيير ماوروي، في قمّة مباريات الجولة الثّامنة من الدّوري الفرنسي (ليغ1). مباراةٌ لا تقبل القسمة على اثنين، إذ إنّ أي نتيجة غير التّعادل، كفيلة بتقدّم فريق على الآخر في جدول التّرتيب، نظراً إلى حصول كلا الفريقين على 13 نقطة (المركز الثالث)، بعد مضيّ 7 جولات من الدّوري الفرنسي، وهو نفس عدد النقاط الذي حصده ليون في المركز الثاني. يحتلّ الفريقان المركزين الثّالث والرّابع توالياً، ويقبع الاثنان خلف الوصيف ليون الّذي يتفوّق بفارق الأهداف فقط. مباراةٌ لن يفرّط بها المدرّبان كونها تعدّ مباراة السّتّ نقاط، الّتي ستقرّبهما أكثر من باريس سان جيرمان، على الرّغم من تحليقه وحيداً خارج السّرب. ليل، وعلى الرّغم من استضافته المباراة على أرضه وبين جماهيره، لا يستبشر من ملعبه خيراً أمام مارسيليا، إذ إنّ آخر فوز أمامه على ملعب بيير ماوروي، يعود لعام 2013. بعيداً عن عامل الأرض والجمهور، فإنّ الكفّة تميل لمارسيليا في الفترة الأخيرة بشكلٍ عام، حيث لم يخسر أيّاً من المباريات الخمس الأخيرة في الدّوري الفرنسي أمام ليل.
تاريخٌ «أسود» يسعى ليل لتفاديه عندما يواجه مارسيليا في المباراة المقبلة، رغم دخوله اللّقاء جريحاً، فبعد أربعة انتصارات متتالية، تمكّن بوردو من إيقاف صحوة ليل بعد أن كبّده الخسارة بنتيجة 1-0. تطوّرٌ كبير عرفه النّادي هذا الموسم، إذ إنّه كان يحتلّ في الجولة السّابعة منذ سنة مضت المركز الثّامن عشر برصيد 5 نقاط، بينما يقبع اليوم في المركز الرّابع بثلاث عشرة نقطة. على الجانب الآخر، يدخل مدرّب مارسيليا رودي غارسيا اللّقاء، بأوراقٍ ناقصة، وذلك تبعاً للإصابات العديدة الّتي تعرّض لها لاعبوه بداية الموسم. حيث شكّلت إصابة عادل رامي ضد فرانكفورت ضربة قويّة للمدرّب الفرنسي، الّذي لن يتوارى عن إقحام بوباكار كامارا ليحل محله مرة أخرى فى محور الدفاع. فيما قد يكون ماكسيم لوبيز خير معوّض لمورجان سانسون في خط وسط مرسيليا. وأشار نادي مارسيليا في بيان رسمي، إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت تعرض الكاميروني كلينتون نجي لتمزق في العضلة الداخلية للفخذ الأيمن، ليدخل مارسيليا اللّقاء بالعديد من النّقص عقب الإصابات، إضافةً إلى إيقاف كلٍّ من أمافي وكاليتا. فيما ستعطي عودة حارس الفريق الأوّل ستيف مانداندا، جرعة إيجابيّة لأبناء الجنوب، بعد أن غاب لفترةٍ طويلة عن الملاعب.
شهد أداء نادي ليل تحسنّاً كبيراً مقارنةً بالسنة الماضية


مارسيليا المنتشي بعد فوزه الصّعب على ستراسبورغ، عانى الأمرّين خلال الموسم الحالي جراء التخبّطات بالنّتائج، إذ بدأت المشاكل بعدما فشل في العثور على رأس حربة مناسب في سوق الانتقالات الصّيفي، في ظلّ معاناة الفريق في مركز رأس الحربة، منذ رحيل غوميس وباتشوايي. وعلى الرّغم من استقطاب النّادي لفالير جيرمان من موناكو، إلّا أنّ اللّاعب الفرنسي لم يظهر بالشّكل المطلوب بعد، إذ إنّه ظهر جليّاً حاجة الفريق لمهاجم من طينة أكبر. حاول الفريق استقطاب ماريو بالوتيلّي في الصّيف من النادي الجار نيس، دون أن يتمكّن من ذلك. إخفاقات رؤوس الحربة في النّادي، عوّضها نجماه البارزان فلوريان توفان وديميتري باييه، اللّاعبان الّلذان يحملان عبء الفريق على ظهريهما. بستّة أهداف إلى الآن، يحتلّ توفان صدارة الهدّافين في الدّوري الفرنسي إضافةً لصناعته ثلاثة أهداف، في موسمٍ يعدّ الأفضل في مسيرة الشّابّ الفرنسي، فيما يحتلّ باييه صدارة صانعي الأهداف بـ 4، إضافةً إلى تسجيله 4 أهداف أيضاً. ديميتري باييه اللّاعب المميّز، الّذي عرفه العالم في يورو 2016 بعدما تألّق برفقة ويستهام يونايتد في البريمييرليغ، سيخوض مبارة خاصّة أمام ليل، النّادي الّذي ترعرع في ملاعبه في بداية مشواره الكروي. مباراة عاطفيّة قد تكون من طرفٍ واحد، في المعركة الّتي لا تقبل القسمة على اثنين كما ذكرنا.
وفي هذه الجولة من الـ«ليغ1» أيضاً يحلّ متصدّر الدّوري بالعلامة الكاملة باريس سان جيرمان، ضيفاً ثقيلاً على نيس، في محاولة لمعادلة الرّقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية في بداية الدّوري، وهي المسجّلة باسم نادي ليل موسم 1937-1936، بعد أن حقّق النّادي أفضل بداية له في تاريخه الجولة السّابقة، متجاوزاً إنجاز الفريق برفقة أوناي إيمري، حيث حقّق 19 نقطة من أول 7 مباريات في الموسم الماضي. ويستضيف ليون نادي نانت في محاولة للحفاظ على مركزه الثّاني، فيما يحلّ موناكو الجريح ضيفاً على سانت اتيان، في محاولة لتحقيق فوزه الأوّل، الغائب منذ 7 مباريات في كلّ المسابقات.