عندما تذكر كرة القدم سنتذكر الرجال. اللعبة «ذكورية» في وعي الناس. البعض يفضّل مارادونا، وآخرون مواطنه ميسي، منهم من يتوجّه لرونالدينيو، ومنهم من يحبّذ الظّاهرة رونالدو، لاعبون أساطير وغيرهم. كانوا أيقونات في الحقبات الّتي لعبوها، ما جعل من الصّعب الجزم من هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم للرّجال. نسائيّاً الوضع أسهل، إذ فور ذكر الكرة النّسائيّة، تتبادر فوراً صورة مارتا، المرأة الّتي ولدت لتلعب كرة القدم، والّتي فرضت نفسها كأفضل لاعبة في تاريخ كرة القدم النّسائيّة.في حفل جوائز «ذا بست» المقدّمة من الاتحاد الدّولي لكرة القدم، لأفضل لاعبي العالم في كرة القدم عام 2018 في العاصمة البريطانيّة لندن، فازت مارتا نجمة منتخب البرازيل وفريق أورلاندو بريد الأميركي بجائزة أفضل لاعبة في العالم، بعد منافسة شرسة مع نجمتي ليون الفرنسي دزينيفر ماروزسان وأدا هيجربرغ (التي تستحق الجائزة أيضاً)، لتخلف لاعبة خط وسط برشلونة لايك مارتينس، الهولنديّة الّتي توجّت كأفضل لاعبة في العالم العام الماضي. فوز ابنة الـ 32 عاماً، جاء إثر إنجازاتها برفقة فريقها والمنتخب، إذ تألّقت اللّاعبة في محطّاتها المختلفة بين الأندية الّتي لعبت لها. برزت الموسم الماضي بعد أن قادت فريق أورلاندو برايد إلى الدّور نصف النّهائي من دوري كرة القدم النّسائي في الولايات المتحدة، بعد أن سجّلت 13 هدفاً وقدّمت ستّ تمريرات حاسمة. بينما يظلّ التّألّق الأعظم برفقة منتخب البرازيل، والتي تحمل شارة قيادته منذ أعوام، حيث تمكّنت من قيادة منتخب بلادها إلى التّتويج بلقب كأس أميركا في نيسان/ أبريل الماضي. اللّاعبة السّاحرة حظيت بالعديد من الإنجازات الفرديّة، إذ إنّها لم تكتف بكونها اللاعبة الأفضل في بلادها، بل حفرت اسمها بأحرف من ذهب بعد أن أصبحت اللاعبة الأكثر تهديفاً في تاريخ نهائيات كأس العالم للسيدات، وذلك عندما سجلت في شباك كوريا الجنوبية في نهائيات 2015 القائمة بكندا.
اللّاعبة البرازيليّة اختيرت كأفضل لاعبة في العالم 5 مرّات من قبل، حيث سيطرت على الجائزة في الأعوام الممتدّة بين 2006 و2010، غابت بعدها عن الجائزة المقدّمة من فيفا 8 سنوات، إذ حلت في المركز الثاني عام 2016 خلف الأميركية كارلي لويد، ولم تترشح للجائزة عام 2017، وقد سبق لمارتا أن رشّحت بين نخبة أفضل لاعبي العالم 14 مرّة، اختيرت بين أفضل 3 لاعبات 12 مرّة.
وأعربت اللّاعبة البرازيليّة عن مدى افتخارها بتحقيق الجائزة، مهديةً إيّاها لزملائها. وأبدت مارتا مدى سعادتها لتطوّر اللّعبة على الصّعيد النّسائي، معربةً عن حماسها الشّديد لدخول عالم التّدريب النّسائي في المستقبل.