لم يكن فوز العهد على الصفاء 6 - 0 في أولى مباريات بطل لبنان عادياً. ليس فقط النتيجة بل سرعة تسجيلها. 4 أهداف في 36 دقيقة أمام فريق ليس عادياً أو صاعداً حديثاً إلى الدرجة الأولى. كانت على فريق الصفاء ثالث ترتيب الدوري الماضي والفريق العنيد المشاكس وفي بعض الأحيان منافس. قد تكون الأنظار توجّهت إلى ملعب المباراة مع اللاعبين الأساسيين الموجودين ضمن 11 لاعباً ومهرجان الأهداف الذي استمر على مدار الشوطين. لكن في مكان قريب جداً كان هناك أمر لافت وهو مقعد احتياط العهد.
ينص القانون على تسجيل 18 لاعباً على كشف كل نادٍ. 11 أساسيون 7 احتياطون. في مباراة العهد مع الصفاء كان مقعد احتياط العهد لافتاً جداً. ستة من أصل سبعة أسماء تصنّف في خانة «نجوم الصف الأول» في الكرة المحلية والأجنبية، وحتى اللاعب السابع وهو مصطفى كساب يعتبر من النجوم الواعدين. كل لاعب منهم قادر على أن يكون النجم الأول في أي فريق. كل لاعب منهم هو فريق بحد ذاته. الحارس الاحتياطي هو محمد حمود. من أفضل حرّاس لبنان وحارس دولي سابق. إلى جانبه زميله السابق في المنتخب المهاجم أكرم مغربي، أحد أبرز المهاجمين في فترة سابقة في بلد يفتقر فيه إلى المهاجمين وهذا واضح في منتخب لبنان. الاسم الثالث ربيع عطايا من أفضل لاعبي لبنان والصفقة الأغلى في الدوري اللبناني لهذا الموسم. رابع الاحتياطيين زميل عطايا في المنتخب والمحترف سابقاً في بلغاريا لاعب خط الوسط سمير أياس.
هذا على الصعيد اللبناني. أجنبياً لعب العهد أمام الصفاء بأجنبي واحد هو البلغاري مارتن توشيف. لاعب جرى التعاقد معه مباشرة من دون تجربة ولم يسجل أيّ هدف مع العهد في كأس النخبة والكأس السوبر. في اللقاء أمام الصفاء كان بإمكان توشيف أن يحسم لقب هداف الدوري من أول مباراة. سجّل ثلاثة أهداف وأضاع ضعفيها. بدا وكأنه في الشوط الثاني لم يعد يريد التسجيل. قد يكون احتراماً للخصم ونظراً إلى حجم النتيجة. توشيف كان الأجنبي الوحيد رغم أن العهد تعاقد مع ثلاثة أجانب، فأين الأجنبيين الآخرين؟ الجواب هو: على مقعد الاحتياط.
نعم فالسوري أحمد الصالح قائد منتخب سوريا ونجم دفاعه على مقعد الاحتياط وإلى جانبه الغاني عيسى يعقوبو أفضل أجانب الدوري اللبناني في الموسم الماضي. قد يكون وجود الأخير على مقعد الاحتياط إجباري بعد تعرضه لتقلص عضلي في رقبته حاول طبيب الفريق معالجته قبل يوم من المباراة لكن بقيت آلام طفيفة. الأمر اللافت هو أن يعقوبو هو من طلب من المدير الفني باسم مرمر عدم إشراكه كما يقول الأخير لـ«الأخبار». ليس لعدم قدرته على اللعب بل خوفاً من تجدد الآلام واضطراره الى الخروج ما قد يخسّر فريقه تبديلاً قد لا يكون في حسابات المدرب. «هذا أمرٌ ليس عادياً. من النادر أن تجد لاعباً يطلب البقاء على الاحتياط وهو قادرٌ على اللعب حرصاً على مصلحة الفريق» يتحدث مرمر باحترام عن يعقوبو.
مرمر: مقعد الاحتياط عنصر أساسي لإحراز الألقاب


ثلاثة أسئلة نوجهها لمرمر حول الأسماء الموجودة على مقعد احتياط العهد. لماذا؟ كيف يستطيع إدارة الموضوع؟ هل يتقبّل اللاعبون النجوم ذلك؟
سؤال الـ«كيف» يجيب عليه مرمر انطلاقاً من فكرة أن طبيعة المنافسة والجبهات الثلاث التي يقاتل عليها العهد تفرض أن يمتلك مقعد احتياط زاخر بالأسماء. «المقعد الاحتياطي هو عامل حاسم لإحراز الألقاب. ففي ظل ضغط المباريات واضطرارك لخوض مباراة كل ثلاثة أيام يفرض أن تملك لاعبين احتياطيين بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين حتى تستطيع أن تكمل المشوار في المنافسات الثلاث الدوري والكأس وكأس الاتحاد الآسيوي» يشرح مرمر أهمية ودور مقعد الاحتياط.
في السؤال الثاني حول كيفية قدرته على إدارة الموضوع، يعترف مرمر بأن المهمة ليست سهلة على الإطلاق. لكن الفيصل فيها هو المباريات والتمارين بعيداً عن الأسماء. وحين يدخل اللاعب الاحتياطي إلى أرض الملعب ويثبت نفسه حين يفرض على المدرب إشراكه كأساسي. وحين يصل جميع اللاعبين إلى مستوى واحد حينها يكون مبدأ المداورة للإبقاء على جهوزية اللاعبين بنفس المستوى.
السؤال الثالث حول كيفية تقبل اللاعبين لبقائهم على مقعد الاحتياط يجيب عنه مرمر بأنه لا يوجد لاعب يتقبل فكرة أن يكون احتياطياً لكن الأمور حتى الآن إيجابية.
نستغل حديثنا مع الكابتن باسم لتوجيه سؤال مطروح بعد البداية الصاروخية في الدوري: إلى هذا المدى هناك فارق بين العهد وباقي الأندية؟
«فريقي كان موفقاً أمس وإذا حافظنا على العقلية التي نلعب بها حالياً وعلى التعاون بين اللاعبين بعيداً عن تفكير أي لاعب بأنه يريد أن يكون النجم الأوحد، نعم نستطيع أن نخلق فارقاً فنياً كبيراً عن باقي الأندية».
نسأل مدرب فريق العهد عن تبديلاته خلال المباراة حيث أشرك كلاً من ربيع عطايا وسمير أياس ومصطفى كساب. تحديداً التبديل الأخير بدا لافتاً حيث كان يُتوقع أن يشرك أكرم مغربي لإدخاله تدريجياً بأجواء الفريق والمباريات. «اخترت كساب لأنه وجد فترة أطول مع الفريق بعكس مغربي الذي حضر قبل أسبوع. وهناك مجال أمام أكرم ليشارك مع الفريق والأيام جايي»، يختم مرمر حديثه لـ«الأخبار».



الأنصار يحمّل الاتحاد مسؤولية خسارته!
أرسلت إدارة نادي الأنصار كتاباً إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم، شكت فيه الحكم محمد درويش، الذي قاد مباراة الفريق أمام النجمة في افتتاح الأسبوع الأول من بطولة لبنان الـ 59 بكرة القدم. بيان النادي انقسم إلى شقّين: تنظيمي وتحكيمي. وأشار كتاب الأنصار إلى «الأعداد الهائلة» من جمهور النجمة على المنصّة الرئيسية في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، «حتى في الأماكن المخصصة لإدارة الأنصار»، محمّلاً المسؤولية لاتّحاد اللعبة. ذلك إلى جانب إغلاق الباب المخصّص للدخول إلى أرض الملعب من الجهة اليسرى للمنصّة، حيث جماهير الأنصار في الدرجة الأولى وحصر الدخول عبر البوابة الملاصقة لمكان جلوس جماهير النجمة، «الأمر الذي كاد يؤدّي إلى احتكاك بين الجمهورين ورئيس النادي نبيل بدر... «لولا تصرّفنا بالكثير من المسؤولية منعاً منّا لجرّ الأمور إلى ما لا تحمد عقباه». كما تطرّق كتاب الأنصار» إلى «السماح للاعبين من أندية اُخرى بالوجود على المنصّة، في حين منع لاعبو الأنصار الذين كانوا خارج تشكيلة المباراة من الدخول وحضور المباراة». وفي الشق التحكيمي، أشار كتاب الأنصار إلى أن الحكم محمد درويش «يمتلك سجلاً حافلاً من الأخطاء التحكيمية القاتلة بحق نادي الأنصار»، مستعرضين الحالات التحكيمية التي شهدها اللقاء الأخير ولا سيما عدم إيقاف الحكم اللعب بسبب توجيه «الليزر» على اللاعبين. ورغم أن الأنصار طلب معاقبة درويش، إلى أنه، وفقاً للمتابعين، يبدو أن ثمة تحاملاً كبيراً في بيان النادي على الحكم، وخاصةً أن وجود «أخطاء سابقة» لا يبرر الارتياب من الحكم. فباستثناء «اللايزر»، كان أداء الحكم جيداً. ولا يمكن للأندية أن تستمر بطلباتها بانتقاء الحكام والموافقة على تعيينهم، لأن وظيفتها الأساسية هي لعِب كرة القدم، والابتعاد عن «موضة» التدخل في تعيين الحكم والقبول به، من دون أن يلغي ذلك وجوب قيام تحقيقات جدية من الاتحاد، في حال الشك في حدوث أخطاء.