عادت قضية التلاعب بنتائج المباريات لتطل برأسها في لبنان، لكن هذه المرة من البوابة الإيطالية وفي قضية لا تتعلق بالكرة اللبنانية أو بمنتخب لبنان، بل بالمدرب الإيطالي جوسيبي جيانيني الذي يشرف على تدريب منتخب لبنان الأول، بعد المعلومات التي نشرتها صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الإيطالية أمس حول اتهامات وجهت الى المدير الفني للمنتخب اللبناني الإيطالي جوسيبي جيانيني المتهم بالاحتيال، وتم استدعاؤه للتحقيق بسبب تلاعب في مباريات الدرجتين الثانية والثالثة في ايطاليا.
وأشارت الصحيفة الى أن جانيني دفع رشوة بقيمة خمسين ألف يورو للاعبين في فريق مارتشانيزي في موسم 2008-2009 لتمرير المباراة، حيث كان مدرباً لفريق غاليبولي، وهذا ما حصل فعلاً بفوز فريق نجم روما السابق 3-2.
كذلك كشفت الصحيفة أسماء المتورطين مع لاعب المنتخب الايطالي في التسعينيات وأبرزهم ايفانو سالفاتوري ريغي المدير الرياضي لغاليبولي بطلب من المستثمر سافيوري ريغي، لكون الفوز في المباراة يؤمن صعود الفريق من الدرجة الثالثة الى الدرجة الثانية.
وتسلم جانيني المبلغ من سلفاتوري ريغي ودفعه الى لاعبي مارتشانيزي مايكل مورولو وماسيمو روسو.
وقالت الصحيفة إن هذه الاسماء سيجري استدعاؤها ومساءلتها عن القضية، إضافة الى كل من يثبت ضلوعه في هذه الفضيحة، مشيرة الى أن هؤلاء الأشخاص مرتبطون بأطراف متشددة من المافيات الإيطالية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة باتت كابوس مدرب المنتخب اللبناني الحالي.
ويستعد جانيني مع المنتخب اللبناني لخوض مباراة مصيرية ضد تايلاند في 5 آذار المقبل، ضمن تصفيات كأس الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا. وكانت فضائح كثيرة عصفت بالكرة الايطالية بداعي التلاعب، أشهرها كالتشيوسكوميسي، كذلك طالت فضائح التلاعب الكرة اللبنانية في العامين الماضيين، وأدت الى إيقاف 15 لاعباً وإدارياً، إضافة الى ثلاثة حكام أوقفوا لاحقاً في سنغافورة.
في لبنان، وقع الخبر كالصاعقة، خصوصاً أن «جروح» التلاعب لم تندمل بعد، إضافة الى أن المنتخب في انتظار استحقاق مصيري، وهو التأهل الى نهائيات كأس آسيا 2015.
جيانيني لم ينتظر انتشار الخبر، فهو أبلغ المسؤولين في المنتخب عما ذكرته الصحيفة، وهو تحرّك صباحاً حيث طلب من محاميه في ايطاليا التوجه الى السلطات المعنية ومتابعة الموضوع. المحامي الإيطالي أبلغه أن القضية تتعلق بمافيا متخصصة في تبييض الأموال، وجزء من عملها التلاعب بنتائج المباريات. وأشار المحامي الى أنه حتى الآن لم يُستدع جيانيني، عكس ما ذكرت الصحيفة.
وأبلغ المحامي موكله أن ملف القضية ضعيف حيث إن اسم جيانيني ورد في سياق التحقيقات عبر مصدر واحد هو نجل شخصية إيطالية مرتبطة بتركيب نتائج المباريات، كذلك يرى المحامي أن الأمر ليس جدياً، والكلام هنا على ذمة جيانيني ومحاميه.
ولفت المحامي الى أن السلطات الايطالية تتروى في توجيه الاتهام لجيانيني، نظراً إلى عدم وجود أدلة صلبة، ومن المفترض أن يجتمع المحامي مع القاضي المسؤول عن القضية اليوم الخميس لمناقشة الملف والسؤال عن سبب عدم استدعاء موكله للتحقيق والاكتفاء بتسريب اسمه الى الإعلام. وفي حال لم تكن هناك أدلة ضد جيانيني، فإن محاميه سيعقد مؤتمراً صحافياً لتوضيح المسألة.
أما جيانيني فهو أكّد أن هذه الأمور ليست من ثقافته، والمباراة المذكورة لم تمنح فريقه التأهل الى الدرجة الثانية، حيث إن المباراة كانت على بطولة الدرجة الثالثة.
أحد المتابعين عن كثب لما يحصل في قضايا التلاعب في إيطاليا أشار لـ«الأخبار» إلى أن القضية تبدأ قي القضاء المدني، وفي حال ثبوت التهم تنتقل الى القضاء الرياضي الذي بدوره قد يوقف جيانيني مدى الحياة في حال ثبت تورطه.




من سيشرف على المنتخب؟

لا شك في أن السؤال الأول في قضية جيانيني هو ماذا على صعيد منتخب لبنان؟ ومما لا شك فيه أن المسؤولين في الاتحاد لن يتهاونوا في هذه المسألة، خصوصاً بعد الخطوة التاريخية بتوقيف عدد كبير من اللاعبين، وبعضهم أساسي لمنتخب لبنان، بعد ثبوت تورطهم في قضية التلاعب. وبالتالي، فإن الاتحاد لن ينتظر حتى إثبات تورط جيانيني في القضية. ففي حال وجّه اتهام اليه فقط، بغض النظر عن كونه بريئاً أو لا، فحينها سيكون مشوار المدرب قد انتهى مع المنتخب اللبناني. وحينها سيجري بحث ملف منتخب لبنان برمته، لكن قد يكون هذا الأمر بعد مباراة تايلاند، حيث من الممكن أن يستمر المدرب المساعد كارلو تيبي (الصورة) في مهمة الإشراف على المنتخب، نظراً إلى معرفته بواقع المنتخب من جهة، وضيق الوقت للبحث عن مدرب يدير المنتخب قبل موعد المباراة في 5 آذار المقبل.