تُستأنف مباريات الدّوري الإنكليزي الممتاز يوم غد السّبت وذلك بعد انتهاء فترة التّوقّف الدّولي. ملعب ويمبلي سيشهد أقوى المواجهات المرتقبة في الجولة الخامسة من البريمييرليغ، حيث سيحلّ المتصدّر ليفربول ضيفاً صعباً على صاحب الأرض توتنهام هوتسبير.تعدّ المباراة الكبيرة بين الفريقين أكثر المباريات ترقّباً هذا الأسبوع في الدّوريات الخمسة الكبرى، نظراً إلى مدى قوّة وتماسك «المنظومتين»، وإن كانت الكفّة تميل لأبناء مدينة البيتلز هذا الموسم، إلّا أنّ المسار التّاريخي للمواجهات بين المدرّبين يورغن كلوب وماوريسيو بوكيتينهو في السّنوات الثّلاث الماضية شهدت نديّة كبيرة، حيث انتهت المواجهات بـ4 تعادلات لكلّ فريق وانتصار لكلّ من بوكيتينهو وكلوب. وقد بدأ هذا الأخير مسيرته بالبريمييرليغ أمام توتنهام على ملعبه القديم «وايت هاريت لين»، وذلك في أول مبارياته برفقة ليفربول، حينها انتهت المباراة بالتّعادل السّلبي بدون أهداف، وفي الدّور الثّاني انتهت المباراة على الأنفيلد بنتيجة التّعادل أيضاً ولكن بهدف في شباك كل فريق.
كلوب واصل اكتفاءه بنقطة واحدة أمام توتنهام بعد أن تعادل مرّة أخرى على ملعبه بهدفٍ لمثله، قبل أن يحقّق المدرّب الألماني أول انتصاراته بالفوز على السّبيرز بهدفين من دون رد. في الموسم الماضي، استطاع توتنهام بقيادة مدربّه الأرجنتيني المثابر، تحقيق الفوز بنتيجة عريضة على الريدز ليفربول، بأربعة أهداف لواحد، قبل أن تنتهي مباراة الدور الثّاني بالتعادل الإيجابي بهدفين لكلّ فريق.
هذا الموسم تمكّن ليفربول من تحقيق العلامة الكاملة في مبارياته الأربع الأولى، يعود السّبب وراء ذلك لترميم كلوب جميع خطوط الفريق، بعد أن قام باستقدام لاعبين جدد يناسبون أفكاره ويلائمون المنظومة. قرابة الـ160 مليون جنيه إسترليني صُرفت لضمّ كلّ من لاعب وسط لايبزغ الألماني، الغيني نابي كيتا، ومتوسّط ميدان نادي موناكو البرازيلي فابينيو تافاريس، إضافة إلى حارس مرمى نادي روما البرازيلي أليسون بيكر وجناح ستوك سيتي السّويسري شيردان شاكيري، وكل ذلك بغية تعزيز التّشكيلة الأساسيّة ودكّة البدلاء في آنٍ معاً، في موسمٍ قد يكون الأخير لكلوب برفقة ليفربول في حال لم يحقّق أي لقب. تأقلم اللّاعبين السّريع وثبات تألّق نجوم الموسم الماضي وأبرزهم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبيرتو فيرمينيو، ساهما في تكوين فريق متماسك في خطوطه الثّلاثة، ما مكّن ليفربول من الفوز في مبارياته الأربع الأولى، ليثبت أنّه أحد أكبر المرشّحين الكبار لتحقيق اللّقب. لكنّ الاختبار الأقوى لرجال كلوب يكمن بتحقيق الفوز على أرض توتنهام، حيث تمثّل القمة المبكرة من عمر الدّوري، المؤشّر الحقيقي لكلّ من المدرّبين عن مدى جاهزيّتهما على مزاحمة حامل لقب النّسخة الماضية مانشستر سيتي. على الجانب الآخر يدخل بوكيتينهو المباراة وعينه على النّقاط الثّلاث، لتعويض الخسارة الأخيرة ضدّ مفاجأة الدّوري هذا الموسم نادي واتفورد، والّذي يقبع في المركز الثّالث بفارق الأهداف عن ليفربول وتشيلسي. وستشكّل عودة هيونغ مين سون لصفوف النّادي اللّندني دفعة قويّة في حال شارك ضدّ ليفربول، إذ إنّ توتنهام خسر خدماته في أولى مباريات الدّوري لمشاركته بدورة الألعاب الآسيوية «آسياد»، وكان معوّضه في هذه الفترة اللّاعب البرازيلي لوكاس مورا الّذي قدم مستوى جيّداً.
و تكمن المشكلة الأساسيّة بالنّسبة للمدرّب الأرجنتيني بضعف دكّة البدلاء، كون النّادي لم يبرم أي صفقة هذا الموسم، وظهرت هذه المشكلة في المباراة الأخيرة الّتي خسرها أمام واتفورد، حيث لم يجد المدرّب أوراقاً بديلة تعود به إلى أجواء المباراة. يقبع توتنهام في المركز الخامس برصيد 9 نقاط، وتعدّ نقاط المباراة المقبلة بمثابة السّتّ نقاط، إذ إن الفوز سيمكّن السّبيرز من معادلة رصيد ليفربول بـ12 نقطة، ما سيقرّب توتنهام أكثر من الصّدارة، مع العلم بأنّ أي تعثّر سيجعل مانشستر سيتي وتشيلسي ينفردان في الصّدارة، خاصّةً أنّهما يحظيان بمباراتين سهلتين على الورق.
شكّل التّوقّف الدّولي محطّة لبوكيتينهو لإعادة ترتيب أوراقه، في وقت كان يتمنّى فيه المدرّب الألماني عدم التّوقّف، نظراً إلى الأداء الرّائع للاعبيه، ومثّلت عودة اللّاعبين دون إصابات الفوز الأكبر لكلا المدرّبين، خاصّة بوكيتينهو الّذي كان قلقاً من عدم إمكانيّة لحاق نجمه ديلي ألي بقمّة نهار السّبت، وذلك بعد الأخبار الشّائعة عن إصابته بتدريبات المنتخب الإنكليزي، لكنّ غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنكلترا لكرة القدم، أكّد أنّ الإصابة التي تعرض لها اللاعب ديلي ألي ليست خطيرة، وأنّه يحتاج إلى أيّام قليلة للعودة إلى الملاعب من جديد، حيث سيتمكّن من المشاركة في المواجهة المرتقبة أمام ليفربول.
بعيداً عن المنافسات التّكتيكيّة بين المدرّبين، ستشهد المباراة مواجهة خاصّة بين أفضل لاعب في الدّوري الإنكليزي الموسم الفائت محمّد صلاح، والنّجم الإنكليزي هاري كاين، واللّذين تنافسا الموسم الماضي حتّى الرّمق الأخير على لقب هدّاف البطولة، قبل أن يحسم محمّد صلاح المواجهة بتسجيله 32 هدفاً، فيما سجّل كاين 30 هدفاً.
وتشهد الجولة الخامسة من الدّوري الإنكليزي العديد من المواجهات الأخرى حيث يواجه بورنموث نادي ليستر سيتي، وهادرسفيلد يلتقي كريستال بالاس، ومباراة واتفورد مع مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي يواجه فولهام، ونيو كاسل يونايتد يصطدم بأرسنال وتشيلسي يلتقي من جهته كارديف سيتي.