استطاع نادي البقاع الرياضي أن يخرج من أزمته الماليّة، عقب استقالة رئيس الهيئة الإدارية أحمد الموسوي من منصبه، وتمكّن من إضافة بعض العناصر الجديدة إلى فريقه، آخذاً من أميركا الجنوبية وجهةً له في ملف اللاعبين الأجانب. أداء النادي في مسابقة كأس التحدّي الأخيرة كان ملفتاً رغم عدم ضمّه مواهب بارزة، فاستطاع أن يتعادل مع كل من شباب الساحل وطرابلس في دور المجموعات، قبل أن يخرج من نصف نهائي البطولة بعد خسارة بركلات الترجيح أمام الشباب الغازية. ممثّل البقاع الوحيد في الدرجة الأولى لم يجد داعماً له، يعيده إلى «أيام العز» حين صعد للمرة الأولى في موسم 2014-2015 إلى دوري الأضواء، واستطاع أن يحجز مركزاً له بين فرق النخبة لثلاثة مواسم متتالية. مسؤولو المنطقة يبدو أنهم مشغولون بأمورٍ أخرى غير الرياضة هكذا يصف بعض أهالي المنطقة المحبين للنادي الأمر، و«فسحة الأمل» الرياضية باتت تضيق أكثر فأكثر. تغيير اسم النادي من النبي شيت إلى البقاع الرياضي بهدف التأكيد أن النادي هو لكل منطقة البقاع وليس النبي شيت فقط، وبالتالي إيجاد مموّلين لم ينجح، وبقيَ النادي صورة عن المنطقة التي تعاني من الإهمال منذ زمن بعيد. في الحقيقة، فريق النبي شيت بقي هو عينه، لم يتغيّر، أو بالأحرى تغيير الاسم لم يغيّر النادي وواقعه. لم تنجح الخطّة باستقدام رجال الأعمال البقاعيين والسياسيين وأهالي المنطقة عامة، إذ لا يزال الفريق محصوراً بالبلدة. بلدةٌ تمثّل منطقة. سوق الانتقالات يُشير إلى أن الفريق البقاعي سيكون منافساً على البقاء في الدرجة الأولى كما فعل في الموسم الماضي، ليس أكثر. أفلت فريق النبي شيت في الموسم الماضي من الهبوط إلى الدرجة الثانية في الجولة الأخيرة. كان ذلك بعدما خرج عدد من اللاعبين المميّزين من النادي بسبب الشحّ المالي في الفترة الأخيرة، ولم تنجح الخطط بالاعتماد على اللاعبين من أبناء المنطقة فقط. لم يتغيّر الكثير بعد أشهر، الفريق الذي عانى كثيراً لم يستقدم عناصر على مستوى عال فنياً. في البداية، كان يبدو أن الإدارة استسلمت للأمر الواقع. استغنت عن لاعب الوسط حسين رزق لمصلحة شباب الساحل. بعدها، بدأت الأمور تتغيّر ولو بشكلٍ طفيف. تعاقد النادي مع لاعب وسط العهد جهاد أيوب وزميليه الأخوين محمد وحسين فحص، الذين لعبوا جميعهم مع شباب الساحل في الدرجة الثانية في الموسم الماضي. أحمد عبد الرحمن وهادي السوقي وجوزيف جلّاد انضموا أيضاً إلى الفريق، فيما عاد محمد باقر أيوب إلى حيث لعب لثلاثة مواسم قبل الانتقال إلى الشباب العربي، وجدد حمزة عبّود عقده موسماً إضافياً، وضم المهاجم محمد قدوح والفلسطيني عمر مشلاوي. أجنبياً، انضم المدافع الكولومبي ألداير هيرنانديز إلى فريق المدرب الفنزويلي إنكريكي غارسيا، برفقة النيجيري بيلو ايمانويل اولاميدي والسنغالي داوودا جوييه. مقارنة مع الأسماء التي سبق للنادي أن تعاقد معها، كمحمد أبو عتيق، علي بزّي، علي الأتات، علي ناصر الدين، نصار نصار وغيرهم، ومعهم أجانب أمثال السوري خالد الصالح والغاني عيسى يعقوبو والنيجيري دانييل اودافين، تبدو تشكيلة البقاع الرياضي «متواضعة». هو الأضعف في سوق الانتقالات هذا الموسم، إلى جانب طرابلس والشباب الغازية.
يعتبر النادي صورة عن المنطقة التي تعاني من الإهمال منذ زمن بعيد

الفريق هزم النجمة والعهد والأنصار والصفاء مرات عدة، ولكنه سقط الموسم الماضي في 12 مباراة، جامعاً 20 نقطة فقط، أقل بـ11 نقطة من الموسم الذي سبقه، مكتفياً بالفوز في خمس مناسبات، وجامعاً نقطتين من الفرق الأربعة الأولى. مشواره في مرحلة الذهاب هذا الموسم من المفترض أن يكون سهلاً، إذ يستضيف سبعة فرق على أرضه، بينها العهد والنجمة والأنصار والإخاء، فيما يرتحل للقاء السلام زغرتا والشباب الغازية والتضامن صور والصفاء. البقاع، هو الفريق الأخير الذي أسقط بطل لبنان العهد في بطولة الدوري منذ 26 مباراة، عندما كان لا يزال يحمل اسم النبي شيت. الفريق خاض مباريات استعدادية عدة، آخرها خسرها أمام الإخاء الأهلي عاليه بهدفين دون رد، فيما تعادل مع الصفاء بهدفين لمثلهما، وتغلّب على البرج بهدفين وعلى النهضة بر الياس والتضامن صور بثلاثة أهداف.
غياب المتابعة من قبل مسؤولي المنطقة للنادي، أمر لا يعجب المشجعين، الذي لا يحضرون بأعداد كبيرة على مدرجات ملعبهم، كما يغيبون عن الملاعب الأخرى. في البداية، كان الأمر يتعلّق بإزاحة أبناء البلدة عن الصورة، وهم الذين ساهموا بصعود الفريق إلى دوري الأضواء. اليوم بعد الاعتماد شبه الكلّي على أبناء بلدة النبي شيت والبلدات المحيطة بها، وفي ظل المعاناة التي يعيشها النادي بشكل عام، بات لازماً على المشجعين مساندة ممثّل منطقتهم أكثر، هذا ما يقولوه كثيرون في المنطقة، وما تتمناه وتطالب به الإدارة.
يستحق البقاع أكثر ممّا يُقدّم له، وليس على المستوى الرياضي فقط. الدعوة إلى احتضان الشباب يجب أن تُترجم إلى أفعال، وهذه المطالب ليست جديدة يقول بعض أهالي المنطقة، والرياضة واحدة من الحلول المهمة. يصف البعض نادي النبي شيت السابق والبقاع الرياضي الحالي بأنّه «بقعة ضوء في محيطٍ قَلِق»، ولاعبوه وجماهيره قادرون على النهوض فيه مجدداً إذا ما وَجدوا الدعم من المسؤولين عن منطقتهم. هم بحاجةٍ إلى «الأمل» بغدٍ أفضل و«الوفاء» بالوعود التي قُدّمت إليهم.