لا يختلف اثنان على أن العداوة التي تجمع بين أرسنال وتوتنهام تعدّ من الأشهر بين فريقين في مدينة واحدة أو حتى في بلد واحد. فرغم وجود تشلسي في العاصمة الإنكليزية، فإن «دربي» شمال لندن بين الـ«غانرز» والـ«سبيرز» هو الأقوى في مدينة الضباب ومن الأهم في إنكلترا.
هذه العداوة تعود إلى أكثر من 100 عام، وقد انطلقت تحديداً سنة 1913 مع انتقال أرسنال من جنوب لندن إلى شمالها حيث شيّد ملعبه الشهير السابق «هايبري» على بعد كيلومترات قليلة من ملعب توتنهام «وايت هارت لاين»، ما أدى إلى حالة عارمة من الاستفزاز في صفوف جمهور توتنهام، وخصوصاً مع تحوّل عدد من أنصار الـ«سبيرز» لتشجيع الـ«مدفعجية».
ومن ثم جاء عام 1919 مع قرار الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بزيادة عدد فرق الدرجة الأولى وفق تصويت تأهل عبره أرسنال على حساب توتنهام بالذات، وقد اتهم الأخير رئيس الـ«غانرز» وقتها، هنري نوريس، باستخدام حيل رجحت كفة فريقه.
ومع توالي السنوات اشتعلت العداوة بين الطرفين لأكثر من سبب منها عام 1999 من خلال استفزاز جمهور توتنهام لأرسنال عندما احتفل مع جمهور مانشستر يونايتد، رغم خسارة فريقه أمام «الشياطين الحمر» 1-2 في الجولة الأخيرة من الـ«برميير ليغ» التي أدت إلى تحقيق الأخير اللقب بفارق نقطة واحدة عن أرسنال.
وبعدها أقدم أرسنال على خطوة اعتبرها توتنهام موجهة بالصميم إليه من خلال تغييره اتجاه المدفع على شعاره من الشمال نحو اليمين حيث يقع ملعبه «وايت هارت لاين» إلى يمين ملعب «هايبري».
وأخيراً وليس آخراً، كان انتقال نجم توتنهام المدافع سول كامبل إلى أرسنال عام 2001 سبباً مهماً في إشعال العداوة بين جمهوري الفريقين، لتستمر الحال على هذا النحو حتى يومنا هذا.
غير أن ما يمكن ملاحظته في الموسم الحالي في الدوري الإنكليزي هو ازدياد الاستفزاز بين الطرفين «بمناسبة وبلا مناسبة» وهو يأخذ بعداً أكثر تهكماً على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهوري الفريقين.
فأول من أمس، اعتذر نجم أرسنال، الإسباني سانتي كازورلا، عن رفعه لافتة مع نجم الـ«غانرز» السابق، الفرنسي روبير بيريس، وإحدى المعجبات، تحمل شتائم بحق توتنهام، ليبرر لاعب الوسط الموهوب بأنه لا يفهم الإنكليزية جيداً. وبطبيعة الحال، فإن موقعَي «فايسبوك» و«تويتر» امتلآ بالشتائم والتهكمات من جماهير توتنهام بحق كازورلا.
قبل ذلك بأسبوعين، كانت هذه الصفحات نفسها تشهد تهكماً من جماهير توتنهام بحق نجم أرسنال، ثيو والكوت، وذلك لقيامه برفع شارة النصر خلال خروجه من الملعب مصاباً بوجه جماهير توتنهام في كأس انكلترا، وقد ردت الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي شامتة بغيابه الطويل عن الملاعب من خلال إدخال تعديل تقني على الصورة ليظهر فيها والكوت وهو يرفع أصابعه الستة في اشارة تهكمية لغيابه 6 أشهر عن الملاعب.
أما حارس أرسنال، البولوني فوتشيك تشيزني، فلم يتوان عن السخرية من خسارة توتنهام أمام مانشستر سيتي 0-6 على صفحته في «فايسبوك» كاتباً: «أحداث مهمة جرت في ملعب الاتحاد».
موقع «تويتر» كذلك كان على موعد مع تغريدة استفزازية بامتياز لجماهير الـ«سبيرز» من مهاجم الـ«مدفعجية»، الألماني لوكاس بودولسكي، عندما كتب الأسبوع الماضي: «أفضّل الاعتزال على أن أكمل مسيرتي مع توتنهام»، وذلك في رده على سؤال بهذا الشأن من أحد مشجعي فريقه.
غير أن الاستفزازات بين الطرفين يمكن أن تتخطى مجرد التهكم والسخرية إلى الأذيّة المباشرة. هكذا، فقد ذكرت العديد من الصحف الإنكليزية في الأسبوع الماضي أن رئيس توتنهام، دانيال ليفي، يحاول منع انتقال نجم شالكه الألماني الصاعد، جوليان دراكسلر، إلى أرسنال من خلال عدم السماح للاعبه الألماني الآخر لويس هولتبي بالعودة إلى النادي الملكي الأزرق في ألمانيا.
ليفي يبدو حريصاً على عدم تكرار الخطأ الذي وقع فيه الصيف الماضي عندما أسهم على نحو غير مباشر بحصول أرسنال على النجم الألماني مسعود أوزيل من ريال مدريد، عندما رضخ بعد طول انتظار للأخير، سامحاً بانتقال نجمه الويلزي غاريث بايل إلى العاصمة الإسبانية ليقوم الملكي ببيع أوزيل إلى الـ«غانرز»، وهذا ما أغضب ليفي.
وعلى سيرة أوزيل، فإن جماهير توتنهام خصته قبل فترة بأغنية تهكمية تقول كلماتها: «عندما يلعب (الوافد الجديد الدنماركي كريستيان) ايريكسن للأبيض الصغير، يظهر أوزيل كالأحمق الكبير»!
هذا ما يحدث إذاً في لندن بين أرسنال وتوتنهام. هذه بعض من يوميات عاصمة الإنكليز. يوميات من الواضح أنها لا تعرف الملل.




أهداه قميص توتنهام... فبكى!

تأخذ العداوة بين جماهير أرسنال وتوتنهام في بعض الأحيان طابعاً لا يخلو من الأجواء الطريفة، وهذا ما حدث في منزل إحدى العائلات على ما تناقلت الصحف الإنكليزية قبل مدة، حيث قام والد يشجع توتنهام بإهداء نجله الصغير، الذي يشجع أرسنال، قميص الـ«سبيرز»، فما كان من الأخير إلا أن أجهش بالبكاء، وسط ضحكات الأب.