كثيرة هي الاسماء الاجنبية المميزة التي مرّت على ملاعب كرة السلة اللبنانية. الروسي سيرغي تشيبوتكين والاميركيون مايكل كامبرلاند وجمال روبنسون وآيس كاستس وسكوتي تورمان وريك هيوز وطوني ماديسون، والسنغالي أسان ندياي والنيجيري الراحل محمد آشا ومواطنه ابراهيم تات والمالياني لامين دياورا وغيرهم كثيرون تركوا بصمة في ملاعبنا.
ومع ارتفاع مستوى البطولة والمنافسة واللاعبين المحليين، شرعت الفرق في البحث عن افضل الاجانب لتعزيز صفوفها، وخصوصاً ان الفرق الطامحة الى احراز اللقب ارتفع عددها بحيث لم يعد الصراع الثنائي موجوداً بل اتسعت دائرة الاقوياء. وهذه المسائل دفعت الى طلب اجانب يكون بمقدورهم تسجيل العدد الاكبر من النقاط في كل مباراة وحمل الفريق على اكتافهم، وهي مهمة لم تكن سهلة على العديد من اللاعبين القادمين للاحتراف في لبنان، ما دفع الفرق الى تبديلهم بشكلٍ سريع، وقد ساعدها النظام الفني في البطولة الذي يسمح بتغيير مفتوح للاعبين الأجانب حتى ما قبل 48 ساعة من أول مباراة من مرحلة «الفاينال فور»، لذا فقد حضر بعض الاجانب لمباراة واحدة لتعويض غياب لاعبٍ مصاب او للتجربة فقط...
وهذه النقطة تطرح علامة استفهام حول اذا ما كانت نوعية اللاعبين المستقدمين هي بنفس المستوى الذي شهدناه في الماضي البعيد او خلال النهضة الكبيرة التي عرفتها اللعبة، وخصوصاً ان مستوى بطولة لبنان لم يعد يسمح باستقدام اجنبي اقل مستوى من نظيره المحلي.
وكيل اللاعبين باسكال بيروتي يوضح قائلاً: «ضمت الفرق اللبنانية مجموعة مهمة من اللاعبين الاجانب اصحاب المستوى الرفيع، وهذا يبدو جليّاً من خلال بقاء الاميركي لورين وودز والمصري اسماعيل احمد مع الرياضي، وضم الحكمة للاميركيين تشارلز توماس وبول مارينيه وكريس دانيالز (سيتم اختيار اثنين منهم)، والمتحد للاميركيين كوري وليامس وحسان وايتسايد وكالفن وارنر». ويضيف: «طبعاً هناك اندية تستقدم لاعبين بحجم قدراتها المادية العادية، لكن حتى هؤلاء اللاعبون يتمتعون بمستوى جيّد يخوّلهم اللعب في بطولة لبنان».
الا ان نقطة اخرى تثير الاسئلة ايضاً وتتمحور حول اعتماد الفرق على لاعبين متقدّمين في السن، امثال وودز (35 عاماً) و«سمعة» (37 عاماً)، ولاعب التضامن الجديد الاميركي اليكس سكايلز (36 عاماً)، ومواطنه وارنر (34 عاماً)، المطلوب منهم لعب دورٍ قيادي على طريق الانتصارات. والكلام هنا على مدى صوابية تحمل هؤلاء اللاعبين لضغط المباريات في ظل برنامجٍ مكثّف للبطولة في موسمها الجديد، ولو ان لاعباً مثل اسماعيل احمد مثلاً بدا وكأنه يزداد قوة مع تقدّمه في السن.
ورغم وفرة الاسماء المهمة القادمة حديثاً مثل لاعب المتحد الاميركي حسان وايتسايد الذي سبق ان ظهر بقميص ساكرامنتو كينغز قبل اعوامٍ قليلة، فإن التغييرات ستكون حاصلة لا محالة، وذلك لسببين اساسيين، اولهما ان الفرق تحتاج الى الوقت للوصول الى التركيبة المثالية بالنسبة اليها والثبات على الاجنبيَّين اللذين بإمكانهما خلق الكيميائية الضرورية مع المحليين. اما السبب الثاني فهو انخداع الفرق احياناً بالسيرة الذاتية للاعبين الذين يقدمون بخلفية انهم يتمتعون بماضٍ مبهر، بينما يكون حاضرهم سيئاً، وذلك على غرار ما حصل مع الحكمة عندما ضم اليه الاميركي الشهير ساماكي ووكر في موسم 2008-2009.
وهذه التغييرات تكبّد الفرق اعباء مادية في ظل الموضة الحديثة وتتمثل باشتراط اللاعبين ومن ورائهم وكلاء اعمالهم على توقيع عقودٍ مضمونة بحيث يكون النادي مجبراً على دفع قيمة العقد كاملاً للفترة الموقّعة بين الطرفين إن قرر فسخ الارتباط بينهما. من هنا، كان الكلّ حريصاً على استقدام الاجنبي المناسب او تجديد الثقة بأجنبييه على غرار ما فعل بيبلوس عبر احتفاظه بالأميركي جاي يونغبلود والكندي مايكل فرايزر، في الوقت الذي برز فيه التوجّه نحو التعاقد مع لاعبين اميركيين دونهم الافارقة على غرار ما حصل كثيراً في الماضي البعيد بعد تراجع مستوى النيجيريين مثلاً، وهم الذين كان آخرهم جليل أكيندلي الذي دافع عن الوان الشانفيل في الموسم الماضي. كذلك، لم تعد المدرسة الاوروبية جذابة بالنسبة الى الفرق اللبنانية، اذ وحده الشانفيل ضم اليه لاعباً صربياً هو فلادان فوكوسافلييفيتش بعدما كان بطل الموسم قبل الماضي قد ذهب الى خيار مشابه في البطولة التي لم تستكمل عندما ضم الجورجي نيكولوز تسكيتيشفيلي.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




رواتب خيالية


يبلغ الراتب الشهري الأدنى الذي يتقاضاه لاعب اجنبي في لبنان 8 آلاف دولار، ويضاف اليه بدل سيارة ومكان اقامة، اضافة الى الحوافز الخاصة بحالات الفوز في المباريات، الى تذاكر سفر، وقد يشمل العقد ايضاً بدل استقدام افراد عائلته إن كان متزوجاً. اما الراتب الشهري الأعلى، فيراوح بين 40 و50 الف دولار، وهو رقم بات عادياً بالنسبة الى الفرق المنافسة على اللقب، اذ على سبيل المثال قارب راتب الاميركي كوينسي دوبي (الصورة) الـ 100 الف دولار عند قدومه الى الحكمة في الموسم الماضي.