لم يكن مُستغرباً ما أدلى به رئيس نادي الأنصار نبيل بدر في آخر إطلالةٍ إعلامية له، حين كان يتحدّث عن وضع مدرب الفريق التشيكي فرانتشيك ستراكا. كان منتبهاً لكل ما يقوله في المواضيع الأخرى، خاصة السياسيّة منها، إلا أن في الموضوع الفنّي ـــ الإداري، تكلّم بصراحة «زيادة عن اللزوم»، مستخدماً صيغة الأنا «أنا قررت». تطرّق إلى نتائج المباريات الوديّة الأخيرة و«اسم نادي الأنصار» الذي خسر فريقه الأول في عددٍ منها. فريق الأنصار، الذي لم يفز سوى ببطولة واحدة في عهد بدر خلال نحو خمس سنوات، عاد ليقول إن أي قرار يصدر بإجماع الهيئة الإدارية التي تجمعه مع خمسة أعضاء آخرين. أولئك الذين بقوا معه بعدما وضع استقالته بيد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. يوم الأربعاء، اتّخذت الإدارة قرار إقالة ستراكا. بديله سيكون غالباً المدرب الأردني عبدالله أبو زمع. هو المدرب العاشر للفريق، والتغيير الـ15 في الجهاز الفني في عهد رئيس النادي الحالي. جمال طه، هاتف شمران، زوران بيسيتش، فاروق جعفر، ريشارد تاردي، سامي الشوم، إميل رستم، روبرت جاسبرت وفرانتشيك ستراكا. هؤلاء تناوبوا على قيادة الأنصار منذ شباط 2013 حتى آب 2018. غريبٌ كيف عادى أغلب جمهور «الأخضر»، خلال أشهر قليلة، رئيس النادي نبيل بدر خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وعاد ليحتضنه بعد الصُلحة مع الرئيس الحريري، ثم شكره على التعاقدات التي أبرمتها الإدارة، ليعود وينتقده بسبب إقالة مدرب الفريق. الاستقرار في القرار غائب حتى في صفوف الجماهير.
قبل أيام كان بدر يستذكر المباريات الوديّة الأخيرة التي خسرها الفريق في إطار استعداداته لبطولة الدوري، ويردفها بعبارة «اسم نادي الأنصار». فريق ستراكا كان يخسر المباريات من دون تدخّل إداري، وخسر أيضاً بعد التدخّل. صدمة، ربما، حين يقول إن المدرب «وافقه» على التشكيلة التي لعبت أمام العهد وخسرت 1-2، وأن هذه هي التشكيلة التي ستخوض غمار الدوري، وكأن بدر حسم الموضوع من دون أن يكون للمدرب رأي في ذلك، وسيكون الأخير مُرغماً على لعب المباريات الرسمية بتشكيلة واحدة لا حقّ له في التعديل عليها. تُشير المعلومات في الوسط الكروي إلى أن الإدارة كانت في صدد الاستغناء عن ستراكا قبل نحو شهر بسبب سلوكه في التمارين، خاصة في الفترة التي شهدت حساسية بينه وبين لاعب الفريق السابق ربيع عطايا، إلا أن اللاعبين، وأبرزهم عباس عطوي «أونيكا» وحسن شعيتو «شبريكو»، ودّعوا مدرّبهم حتى قبل أن يُعلن النادي إقالته، ما يعني أن لا مشاكل بينهم وبين المدرب «الأجنبي».
المدرب الأجنبي يجد صعوبة في التعاطي مع اللاعب اللبناني


المشكلة الحقيقيّة هي أنه للموسم الثاني، توالياً، تستبدل الإدارة المدرب بآخر قبل انطلاق الموسم بأسابيع قليلة. مدربٌ يُعِدّ التمارين ويقود المباريات الوديّة والتنشيطية ويطلب التعاقد مع اللاعبين، وآخر يتسلّم القيادة الفنيّة ثم يطلب تغيير الأجانب قبل مرحلة الإياب، هذا إذا بقيَ هو في منصبه. قبل انطلاق الموسم الماضي، عُيّن المدرب إميل رستم على رأس الجهاز الفني في الأنصار. قاد الفريق إلى نصف نهائي كأس النخبة، وخاض مباراة كأس السوبر أمام العهد، وضمّت الإدارة اللاعبين الذين طلبهم، قبل أن «تقبل استقالته» وتستبدله بالألماني روبرت جاسبرت، الذي اُقيل، وحلّ مساعده سامي الشوم بدلاً منه، ثم اختير ستراكا في مرحلة الإياب، ويُستبدل قبل انطلاق الدوري في 14 أيلول المقبل. أربعةُ مدربين خلال فترة سنة تقريباً. أمرٌ إن دلّ على شيء، فهو التخطيط الإداري غير الواضح، وكأنّ المشكلة لا تكمن سوى في هذا المركز فقط. بل المستغرب أكثر، أن الجهاز الفني المساعد لا يتغيّر، بل يبقى هو عينه على الرغم من تغيير المدربين، إلا إذا ترك أحدهم منصبه متّجهاً نحو نادٍ آخر، كما فعل الشوم. ذلك طبعاً إلى جانب التوقيت السيّئ الذي تختاره الإدارة بعد اتّخاذ القرار الأسوأ.
يقول البعض إن على إدارة الأنصار أن تُدرك أن العمل الإداري لا يدخل في نطاق نظيره الفنّي إلّا في حالات خاصة. هذا الأمر يعود إلى الجهاز الفني للفريق، واللجنة الفنيّة، إن وجدت، وإن كان أعضاؤها «فنيّين»، أما اختيار التشكيلة من قبل الإداريين والتعاقد مع لاعبين لم يطلبهم المدرب والتغيير المستمر في المدربين، ليست الطريق إلى الألقاب، وهذا معروف في عالم كرة القدم. 25 بطولة من أصل 34 من المسابقات الرسمية الحالية حققها «الأخضر» بقيادة مدربٍ واحد هو عدنان الشرقي. رقمٌ فيه من العبرة ما يكفي لوجوب إيجاد الاستقرار في الجهاز الفني، إذ لا يمكن للاعبين أن يتكيّفوا ويطبّقوا أفكار وخُطط ثلاثة وأربعة مدربين خلال موسمٍ واحد. لنكن واقعيين، المدرب الأجنبي يجد صعوبة في التعاطي مع اللاعبين اللبنانيين، ويحتاج إلى الوقت ليتفهّم الأجواء «غير الاحترافية» التي يعيشونها. فإذا كانت الإدارة تُغيّر بين كل ثلاثة أشهر مدرباً، فأين سيجد هذا المدرب الوقت الكافي لتنفيذ خُططه على الأقل؟



بركات وقّع للسلام والأنصار... ولن يلعب مع أيّ منهما
أعلن نادي الأنصار الثلاثاء الماضي عن تعاقده مع اللاعب السنغالي من أصل لبناني يوسف بركات. إدارة السلام زغرتا بدورها أرسلت كتاباً إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم تسأله فيه فسخ عقد اللاعب مع الأنصار بحجّة توقيعه عقداً مع النادي الشمالي بعد الحصول على شهادة الانتقال الدولية من نادي «رينيسانس»، وموافقة اتحادي الكرة في لبنان والسنغال أيضاً، طالبين السماح له بتوقيع عقدٍ في الاتحاد اللبناني. مدير نادي الأنصار بلال فرّاج شرح لـ«الأخبار» أن إدارة النادي سجّلت اللاعب على كشوفات الفريق في مسابقة كأس النخبة، وهي كانت استقدمته إلى لبنان في أواخر تموز الماضي، لكنّها لم تتوصّل معه إلى اتفاقٍ لتوقيع العقد، قبل أن تتعاقد إدارة السلام زغرتا مع اللاعب. وبعد توقيع بركات عقدين مع ناديي الأنصار والسلام زغرتا، سيوقفه الاتحاد اللبناني لكرة القدم ويمنعه من اللعب مع أيّ منهما، بعدما كان جمّد الشيك الذي دُفع له من قبل إدارة الأنصار.