بدأت المباراة التي انتظرها مشجعو إنتر ميلانو مع فريق تورينو، آملين بأن يبدأ فريقهم صفحة جديدة في الدوري بعد الخسارة أمام ساسولو. هذا ما حدث فعلاً. سجّل الجناح الكرواتي ووصيف كأس العالم مع منتخب كرواتيا إيفان بيريزيتش هدفاً مبكراً بعد أن استغل عرضيّة من المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي، معلناً تقدّم الإنتر بهدف عند الدقيقة السادسة من عمر المباراة. استمرّ ضغط رجال المدرب لوتشيانو سباليتي الذي بدوره دخل اللقاء بتشكيلة مغايرة لما كانت عليه في المباراة الافتتاحية. ثلاثي في خط الدّفاع مكوّن من السلوفاكي ميلان سكرينيار والهولندي ستيفان دي فراي بالإضافة إلى اللاعب الإيطالي دانيلو دامبروزيو (الذي في الأساس يلعب في مركز الظهير الأيمن). شاهدت الجماهير خلال الشوط الأول نسخة جيّدة من الإنتر، حيث لم يستطع هجوم فريق تورينو بقيادة الإيطالي أندريا بيلوتي من الوصول إلى مرمى الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش. قبل نهاية الشوط الأول استطاع المدافع دي فراي المنتقل حديثاً إلى الإنتر من فريق العاصمة لاتسيو تعزيز تقدّم فريقه بهدف ثان، بعد أن نفّذ الجناح ماتيو بوليتانو كرة ثابتة حولها المدافع الهولندي إلى الشباك في الدقيقة (32) من عمر اللقاء. مع بداية الحصّة الثانية، كان الجميع يتوقّع بأن المباراة متّجهة لفوز الإنتر وبنتيجة كبيرة نظراً لسوء الأداء الذي كان عليه فريق المدرب الإيطالي والتر ماتزاري، إلّا أنه كان لإياغو فالكي الجناح الإسباني ورفاقه في تورينو رأي آخر في هذا الشوط. ولأن كرة القدم لعبة تعتمد على أخطاء فريق الخصم في كثير من الأحيان، استغل بيلوتي خطأ الحارس «قليل الأخطاء» سمير هاندانوفيتش الذي خرج من مرماه بطريقة «غير مفهومة» مسجلاً هدف تقليص الفارق، وقالباً معطيات المباراة رأساً على عقب. فمنذ تسجيل بيلوتي للهدف الأول لصالح فريق «الثيران»، انخفض أداء الإنتر بشكل مفاجئ واختفى لاعبوه. بدأت السيطرة تتّجه إلى أقدام لاعبي الفريق الضّيف، حيث استطاع اللاعب سواليهو ميتي تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 68 محطّماً بذلك كل الآمال التي تشكّلت لدى جماهير «النيراتزوري»، وكأن بشبح مباراة ساسولو بدأ يلوح في الأفق. استمرّ ضغط الفريق الثاني من مدينة تورينو حيث كان قريباً جداً من قلب الطاولة على أصحاب الأرض. افتقد الإنتر للّاعب «المنقذ» الذي كان من الممكن أن يمنح فريقه نقاط المباراة الثلاث، إلّا أن المنقذ الحقيقي هنا كان حكم اللقاء الإيطالي باولو ماتزوليني الذي أنقذ بدوره سباليتي من خسارة ثانية توالياً وأعلن نهاية المباراة.
استمرّ ضغط الفريق الثاني من مدينة تورينو حيث كان قريباً جداً من قلب الطاولة

مباراة ثانية في الدوري لسباليتي وللإنتر، وتعثّر ثان توالياً، ما يجعلنا نتكهّن بموسم ربّما يكون سيّئاً بالنسبة إلى الإنتر على عكس ما كان متوقّعاً منه، نظراً إلى الصفقات التي أبرمتها إدارة النادي والاستعدادات الجيدة التي قام بها النادي الإيطالي. ولكن في الوقت عينه، يجب منح سبالتي الوقت اللازم لإيجاد «التوليفة» المناسبة من اللاعبين، والثبات على تشكيلة يستطيع من خلالها ليس منافسة اليوفي على اللقب، بل على الأقل تحقيق الانتصار الأوّل في الدوري. ولكن هناك وجهة نظر في إيطاليا تقول إن سباليتي غير قادر على قيادة الإنتر بهذه الأسماء، نظراً إلى «تواضع» قدراته التكتيكيّة.
أمّا في باقي مباريات الجولة الثانية من الكالشيو، فقد حققّ فيورنتينا فوزاً ساحقاً على ضيفه كييفو فيرونا بعد أن فاز عليه بنتيجة ستّة أهداف مقابل هدف وحيد، على واحد من أحد أصعب الملاعب في إيطاليا والتي يصعب الفوز عليها، وهو ملعب أرتيمو فرانكي. ويتميّز نادي مدينة فلورنسا بأدائه الهجومي الذي اعتدنا على مشاهدته في السنوات الأخيرة. كان الظهير الأيمن الصربي نيكولا ميلينكوفيتش نجم المباراة بسبب أدائه المميّز بالإضافة إلى تسجيله لهدف من خارج منطقة الجزاء، أعطى به التقدم لفريقه. كما سجّل لاعب خط الوسط ماركو بناسي هدفين وسجّل جيوفاني سيميوني نجل المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني هدفاً في الدقائق الأخيرة من المباراة. من جهته حقق أودينيزي فوزاً صعباً على سامبدوريا بهدف وحيد سجّله الجناح الأرجنتيني رودريغو دي بول لاعب فالنسيا الإسباني السابق. وتجمّد رصيد الصّاعد الجديد إلى الدوري وأحد أعرق الأندية نادي بارما عند نقطة وحيدة بعد أن انهزم خارج الديار على يد إمبولي بهدف لميركو أنتونوتشي.