كانت الابتسامة تملأ وجه النجم الهولندي كلارنس سيدورف وهو يوقّع على «الأوتوغرافات» لحظة عودته الى مدينة ميلانو الإيطالية للإشراف على فريقها ميلان، أما الفرح فكان يحتل وجوه الميلانيين ممن استقبلوه، فنبأ إقالة ماسيميليانو أليغري كان وحده كافياً لأن يدخل السرور الى قلوب الميلانيين في ذروة معاناة فريقهم، فكيف إذا كان إسناد المهمة الى نجم الفريق السابق سيدورف؟ فهذا محفز أكثر للفرح والأمل. أوَليس سيدورف بمثابة ابن النادي (ارتدى قميص ميلان بين 2002 و2012) والذي لطالما كانت شجاعته وروحيته العالية في الملعب مصدر قوة للفريق اللومباردي ومحفزاً لجماهيره؟ إذاً، من حق جماهير ميلان أن تأمل خيراً بهذا الهولندي، حيث يبدو واضحاً أن الحاجة في ميلان في الوقت الحالي هي لشخص من قلب النادي ويحمل الكثير من الحب في قلبه لقميص الفريق لكي يتمكن الأخير من فتح صفحة مشرقة جديدة. من هنا، يمكن القول إن اختيار سيدورف لخلافة أليغري كان الخيار الأفضل من إدارة ميلان في مثل هذا التوقيت في منتصف الموسم، وفي ظل الحاجة الى شخص يجيد تحفيز اللاعبين بعد الروح الانهزامية التي سيطرت عليهم في الفترة السابقة ومعرفة كيفية التواصل معهم، علماً بأن سيدورف يرتبط بعلاقات وثيقة مع بعضهم وتحديداً مع البرازيلي كاكا.
فقد بدا واضحاً في عهد أليغري أن المشكلة الرئيسية لدى هذا الأخير تكمن في هذه النقطة، إذ بدا أليغري في أحيان كثيرة في موقف العاجز عن فعل شيء أو التأثير على اللاعبين. صحيح أن ميلان لم يعد ميلان فان باستن أو ميلان رونالدو أو ميلان شيفتشنكو أو ميلان كاكا (قبل انتقاله الى ريال مدريد الإسباني)، لكنه ليس بذلك السوء الذي يجعله يتخلّف بـ 30 نقطة عن يوفنتوس ويتعرض لهزائم أمام فرق متواضعة؛ كان آخرها أمام ساسوولو! ليس ميلان خالياً الى هذا الحد من الأسماء التي بإمكانها، إن توافر المدرب الجيد قيادة وتكتيكاً، أن تعيد الفريق الى السكة الصحيحة، على الأقل حتى تحصل النقلة النوعية و«الثورة» الكاملة في الصيف القادم.
القيادة والتكتيك قلنا إذاً. بالنسبة إلى القيادة، يمكن القول إن سيدورف قادر على تلبية طموح الميلانيين في أن يدير الأمور على أفضل ما يرام في ملعب «سان سيرو»، هو العارف بخبايا الأمور في أروقة هذا الأخير والذي يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة استناداً، على الأقل، الى ما كان يظهره لنا في الملعب، والأهم أنه على علاقة ممتازة بسيلفيو برلوسكوني وابنته باربرا، وأكثر فهما من طلبا منه تسلّم مهمة تدريب ميلان.
أما بالنسبة إلى الأمور الفنية، فيمكن القول إن تجربة هذا اللاعب الغنية مع فرق كأياكس أمستردام وريال مدريد وإنتر ميلانو وميلان ومنتخب هولندا طيلة 21 عاماً تحت قيادة أهم المدربين ومشاركته وفوزه بأهم البطولات، تكفي لأن يكون رأس هذا النجم قد امتلأ خططاً وخبرات وحنكة.
سيدورف أمام مهمة غير سهلة مع فريق كميلان، هذا صحيح. آمال الميلانييين تبدو كبيرة على الهولندي، هذا صحيح. المتربصون به سيكونون كثراً، هذا صحيح. لكن العشق الذي يكتنفه قلب سيدورف لميلان كفيل، لا شك، بأن يصل به الى تحقيق المستحيل.




المواهب الهولندية

يُتوقع أن ينحو كلارنس سيدورف نحو المدرسة الهولندية لاستقطاب المواهب منها، وخصوصاً في ذلك المعاناة المالية في ميلان، وحتى إن بعض الأسماء الهولندية بدأت تربطها الصحف الإيطالية من الآن للانتقال الى الـ «روسونيري» كآدم ماهر، لاعب وسط أيندهوفن، وسيم دي يونغ، لاعب وسط أياكس امستردام.