وفي اليوم التاسع من المونديال، لم تكن مباراة السهرة بين السويسريين والصرب هي «العنوان». لكن في المونديال، كل الأمسيات مضيئة، وفي هذه المباراة هذا ما كان. كانت التوقّعات بأننا سنكون أمام مباراة متكافئة بين منتخبين متقاربَين في المستوى وفي طريقة اللعب عبر الاعتماد على القوّة البدنية بالدرجة الأولى. لم نكن ننتظر سحراً طبعاً، هذا لا يجيده الصرب والسويسريون، بل نوع آخر من الكرة حيث البقاء للطرف الأكثر امتلاكاً للروح القتالية، وحيث الغلبة في الكرات الثابتة والألعاب الهوائية. كان واضحاً أن المباراة ستكون سجالاً بين المنتخبين خصوصاً في خط الوسط حيث المعركة المحتدمة بوجود «المقاتلَين» نيمانيا ماتيتش في الجانب الصربي وغرانيت تشاكا في الجانب السويسري.لم تعط المباراة مجالاً لالتقاط الأنفاس. منذ البداية بدت مشتعلة. سجّل الصرب من كرة عرضية، والهدف أعطاهم ثقة بدت واضحة حيث فرضوا لعبهم وشخصيتهم على خصمهم. لعبوا الدقائق التالية بهدوء وتركيز ومن دون استعجال حيث تركوا الاستحواذ على الكرة للسويسريين. من جهتهم، تقدّم السويسريون. في الدقيقة 30 قالوا كلمتهم الأخطر بعد تمريرة رائعة من ستيفن زوبير لبلريم دزيمايلي الذي سدّد وأنقذها الحارس. لكن الخطورة ظلّت على رغم ذلك صربية. هذا ما تُظهره تسديدة النشيط دوزان تاديتش الصاروخية التي مرّت قريبة من المرمى في الدقيقة 45، لينتهي معها الشوط الأول بتفوّق صربي كما بدأ. كان لا بد من رد فعل سويسري في الشوط الثاني. السويسريون لم ينتظروا طويلاً لتحقيق ذلك. سريعاً منذ الدقيقة 52 عادوا إلى المباراة، عندما ارتدّت الكرة إلى تشاكا القادم من الخلف فأطلقها صاروخية رائعة اكتفى ستويكوفيتش بمشاهدتها وهي تُعانِق الشباك، ومعها تَعَانق السويسريون فرحاً في المدرجات. أين شيردان شاكيري؟ أخيراً ظهرت خطورة نجم السويسريين في الدقيقة 58 بتسديدة مقوّسة رائعة من الجهة اليسرى أصابت القائم الأيمن. سويسرا أفضل. بعد ذلك هدأ نسق المباراة قليلاً، لكن ذلك لم يُلغِ الشعور بأن هدفاً قد يُسجَّل في أي دقيقة تحديداً من السويسريين الذين كانوا أخطر، وهذا ما حصل. إنها الدقيقة الأخيرة. شاكيري مجدداً. هجمة مرتدة ينطلق على إثرها من منتصف الملعب وينفرد. يسدد الكرة في الشباك، مسدّداً معها «الضربة القاضية» للصرب. انتهت المباراة. كانت مباراة رائعة لكن نتيجتها لم ترق الصربيين الذين أنهوا الشوط الأول متأهلين، ثم خرجوا من المباراة خاسرين. كما أنها لم ترق البرازيليين، إذ مع 4 نقاط لهم ومثلها لسويسرا و3 نقاط لصربيا، فإن كل الاحتمالات في الجولة الأخيرة باتت واردة.