لا يمكن أن تذكر الأسطورة دييغو مارادونا في مونديال 1990 في إيطاليا دون أن تذكر كلاوديو كانيجيا. الاثنان شكّلا ثنائياً رائعاً في تلك البطولة التي وصلت فيها الأرجنتين إلى المباراة النهائية وخسرتها أمام ألمانيا. هذه الثنائية يمكن اختصارها بلقطة واحدة فقط وهي كرة مارادونا الرائعة التي مررها في مباراة الدور الثاني أمام البرازيل لكانيجيا الذي تخطى الحارس كلاوديو تافاريل ببراعة وسدد في الشباك، ليُنهي مشوار «السيليساو» في البطولة. ذلك الهدف وصفه كانيجيا لاحقاً بالأفضل في مسيرته. كانيجيا سيعود ليتألق مجدداً في المباراة أمام إيطاليا صاحبة الضيافة في نصف النهائي عندما سجل هدف التعادل وقاد المباراة لركلات الترجيح التي ابتسمت للأرجنتينيين. لكن ابتسامة كانيجيا لم تكن كاملة، إذ إنه تلقّى حينها بطاقة صفراء بسبب لمسه الكرة بيده كانت كفيلة بإبعاده عن النهائي. تأثر «ألبيسيليستي» طبعاً بغيابه، وبقي هذا النهائي الحسرة الكبرى في مسيرته. بعد تلك البطولة سيوجد كانيجيا، أو «العصفور» كما لُقب، في مونديال 1994 في الولايات المتحدة حيث شكّل ثنائياً مع غابريال باتيستوتا هذه المرة ومن ورائهما مارادونا قبل إيقافه لتعاطي المنشطات، وقد سجل هدفين في المباراة الثانية أمام نيجيريا لكنه تعرّض لإصابة أبعدته عن باقي المباريات. إنها الحسرة مجدداً، إذ إن كانيجيا سيشاهد من مقعد البدلاء خروج الأرجنتين، التي كانت مرشّحة للقب، من الدور الثاني أمام رومانيا جورجي هاجي. ثنائية كانيجيا مع «باتيغول» لن يُكتب لها أن تحضر في مونديال 1998 في فرنسا، ذلك أن دانيال باساريلا، الذي تسلم تدريب «ألبيسيليستي» وقتها، استبعد كانيجيا بسبب رفض الأخير قصّ شعره الطويل على غرار باقي زملائه. أما حضوره الأخير في كأس العالم فكان للنسيان في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان تماماً كما مشاركة الأرجنتين في تلك البطولة، حيث لازم مقعد البدلاء وهو يشاهد خروج «ألبيسيليستي» من دور المجموعات.يمكن القول إن كانيجيا عرف شهرته من مونديال 1990 دون تحقيق اللقب، لكن، من يعلم، فإنه كان باستطاعته الوصول إلى المجد إلى جانب «باتيغول» في مونديال 1998، لكنه فضّل أن يُبقي شعره منسدلاً على كتفَيه على أن يرفع، ربما، كأس العالم!