يبدو أن مجموعةً من الفرق العربية أصبحت قريبة من العودة إلى منصات التتويج في البطولة الآسيوية: على الورق، النتائج تبشر خيراً. أربع مجموعات في غرب آسيا فيها على الأقل متأهل عربيٌ واحد للدور الثاني من دوري الأبطال. وقائمة الهدّافين لم تخلُ من الأسماء العربية القادمة من شمال أفريقيا. عشرة فرق عربية، من قطر (الغرافة، الدحيل، السد، الريان)، السعودية (الأهلي، الهلال)، الإمارات (الجزيرة، الوحدة، الوصل، العين)، تأهل نصفها إلى دور الـ16.الدحيل (لخويا سابقاً)، بطل الدوري القطري هذا الموسم، هو الاسم الأبرز في البطولة الآسيوية شرقاً وغرباً. الفريق الآسيوي يمثّل إرثاً عربياً طويلاً في المسابقة: سبعة ألقاب عربية في دوري أبطال آسيا تقاسمتها فرق الخليج العربي. واليوم، «الكتيبة العسكرية» استطاعت أن تخرج بالانتصار في كل المباريات التي لعبتها حتى الآن، من دون إهدار أي نقطة. جمال بلماضي، المدرب الجزائري، عرف كيف يوظف إمكانيات لاعبيه لتحقيق الانتصارات، رغم أن عمرَ الدحيل 9 سنوات فقط، إلّا أنه استطاع الفوز بالدوري القطري 6 مرات. يوسف العربي اللاعب المغربي وهدّاف الدحيل في البطولة، يتفوّق على أبرز الأسماء، مثل أوسكار البرازيلي لاعب شنغهاي. وفي المجموعة الثانية أيضاً، لم يحقق الوحدة الإمارتي إلا انتصاراً وحيداً ليأتي في المركز الأخير بعد ذوب آهن أصفهان الإيراني ولوكوموتيف طشقند الأوزبكي.
وفي المجموعة الأولى التي لعبت فيها ثلاثة فرقٍ عربيّة، استطاع الأهلي السعودي بقيادة مهاجمه عمر السومة التأهل إلى الدور الثاني ، والخبر السعيد «للملكي» كان خبر بقاء لاعبه السوري مع الفريق ، بعد الأخبار التي ترددت عن خلافه مع النادي. وكتب السومة في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، عبر حسابه على تويتر: «وعبر الزمان سنمضي معاً». أما الجزيرة الإماراتي فعزاء خروجه من ربع نهائي كأس رئيس الإمارات الأسبوع الماضي كان التأهل إلى الدوري الثاني في آسيا. أما الغرافة القطري فاكتفى بإضافة مشاركة إلى سجل مشاركاته. أما الوصل الإماراتي فقد دخل التاريخ من الباب الضيّق، بعد أن ودّع البطولة خالي الوفاض من دون الحصول على أي نقطة، بعدما تلقى خسارته السادسة في المجموعة الثالثة الإثنين وذلك أمام ضيفه ناساف الأوزبكي (2-1). وأصبح الوصل أول فريق إماراتي يحقق هذا الرقم السلبي في البطولة الآسيوية، ورابع نادٍ من منطقة غرب آسيا، والثامن في تاريخ دوري أبطال آسيا، بعد العربي 2012، ودونج تام 2007، ودا نانج 2006، وهوانج آنه 2005، ونيفتشي والشرطة 2004، وأوصت سابا 2003، ونيسا عشق أباد 2003. وفي المجموعة عينها، تصدّر بيرسيبوليس الإيراني برصيد 13 نقطة، مقابل 12 للسد القطري الذي حل ثانياً بقيادة الإسباني المخضرم تشافي هيرنانديز. وحسمت صدارة المجموعة بعد انتصار الفريق الإيراني (1-0) على السد في المباراة التي جمعتهما الإثنين. وعقب المباراة، أشاد الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، المدير الفني لبيرسبوليس، بأداء لاعبي الفريق الخصم. ولعل أبرز الأسماء في نادي السد هو الجزائري بغداد بونجاح الذي يتصدر قائمة الهدافين بـ7 أهداف.
حسم العين الإماراتي القمة الخليجية وانتزع بطاقة التأهل من الريان القطري


في موازاة ذلك، حسم العين الإماراتي القمة الخليجية وانتزع بطاقة التأهل بعد تفوقه الكبير على ضيفه القطري. ففي الجولة السادسة والأخيرة، استطاع بطل نسخة 2003 الفوز بنتيجة (4-1) على مضيفه الريان، ليحل ثانياً في المجموع ويبلغ الدور المقبل برفقة استقلال طهران الذي هزم الهلال السعودي (1-0) وتصدر بـ12 نقطة. وأنجز العين «مهمة» بلوغ الدور المقبل بفوزه على الريان بأهداف المصري حسين الشحات (11) وعمر عبد الرحمن (55) والسويدي ماركوس بيرغ ثاني هدافي البطولة (58 و78)، بينما اكتفى الفريق القطري بهدف لسيباستيان سوريا (85). الريان فشل للمرة الثامنة (مجموع مشاركاته في المسابقة) في تخطّي الدور الأول، علماً بأن فريق المدرب الدنماركي مايكل لاودروب خاض المباراة في غياب هدافه المغربي عبد الرزاق حمد الله المصاب. أما عن المصري حسين الشحات، فهو يقدّم أداءً لافتاً، إذ لعب مع العين 13 مباراة في مختلف البطولات سجل خلالها 10 أهداف وصنع 12 هدفاً. وانضم الشحات إلى صفوف العين في كانون الثاني/يناير الماضي قادماً من مصر للمقاصة. وقال المصري، «إن فريقه استحق الفوز على الريان القطري 1/4 وحصد بطاقة التأهل رسمياً إلى دور الـ16 لدوري أبطال آسيا»، مضيفاً «أنه وزملاءه كانت لديهم ثقة كبيرة بتحقيق الفوز رغم أن المباراة كانت خارج ملعبهم».
وخرج «الزعيم»، نادي العاصمة الرياض، البطل في نسختين سابقتين والوصيف أربع مرات، بنقطتين فقط، لثالث مرة في تاريخ مشاركاته الآسيوية، إذ يمتلك الفريق مسيرتين سلبيتين مشابهتين، في النسخة القديمة (1967-2002). أرقامه الآسيوية تثير التعجب وتستحق التوقف عندها. فالنادي «العاصمي»، وصيف النسخة الماضية من البطولة وبطل الدوري السعودي في العام الحالي، لكنه لم ينجح إلّا في حصد تعادلين فقط. وأصبح الهلال خامس وصيف للبطولة، يخرج من دور المجموعات في النسخة التالية (احتل المركز الأخير في المجموعة الرابعة)، بعد بوليس تيرو التايلاندي 2004، وسباهان الإيراني 2008، واتحاد جدة السعودي 2010، وتشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي 2012.
أما في شرق آسيا، فقد تأهل ثلاثة من أربعة فرق صينية مشاركة في البطولة إلى دوري خروج المغلوب وهي تيانجين غوانجيان، شنغهاي وجوانجزو إيفرجراند. الفرق اليابانية شهدت تراجعاً ملحوظاً في النتائج؛ فكاشيما انتلرز هو الفريق الوحيد الذي حسم تأهله مبكراً، وهذه حال الفرق الكورية الأربعة أيضاً، إذ لم يحسم إلّا جيونبك هيونداي موتورز تأهله قبل الدخول إلى المباراة الأخيرة. الخلاصىة أن حظوظ الفرق العربية تبدو متاحة للتتويج بدوري أبطال آسيا في ظل الأداء الجيد للفرق القطرية، وخصوصاً الدحيل الذي سجل أرقاماً لا يستهان بها. أما الممثل السعودي الوحيد الأهلي، الوصيف في مرتين، يسعى أن يكون خير سفير للكرة السعودية. العين الإماراتي الذي تأهل بانتصار خارج ملعبه قد يذهب بعيداً، والنادي الإماراتي الثاني الجزيرة يبدو الحلقة الأضعف عربياً.



السومة باقٍ في جدة


تفاقمت أزمة المهاجم السوري عمر السومة مع ناديه أهلي جدة في الآونة الأخيرة، والتي بدأت عندما اعترض اللاعب على استبداله في مباراة فريقه أمام الهلال الأسبوع الماضي، ضمن الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين. السومة رفض مصافحة مدربه سيرجي ريبروف بعد المباراة، لكنه خرج أمس الثلاثاء ليطمئن جماهير «الملكي» بتجديد رغبته في البقاء، مغرّداً عبر تويتر: «وعبر الزمان سنمضي معاً». وتدخل تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، لنزع فتيل الأزمة باجتماعه مع السومة، في حضور طارق كيال نائب رئيس الأهلي، والذي خرج بعده السومة ليؤكد بقاءه في الأهلي.