غريبةٌ هي صورة اللاعبين الأجانب على مقاعد احتياط فرق الدوري اللبناني. ففي دوريّ هاوٍ، يُصنّف من بين الأضعف في المنطقة، من المفترض على اللاعب الأجنبي أن يلمع نجمه وأن يُبدع على حساب نظرائه المحليين، إلا أن هذا ليس حال أولئك الذين تستقدمهم إدارات الأندية والمدربين والسماسرة. دخول الأجنبي إلى أرض الملعب في الدقائق الأخيرة من المباراة لا يعني سوى أنه أدنى مستوى من اللاعب اللبناني، وأنه عبء على الجهاز الفني، وباتت أقصى واجباته إراحة اللاعبين المحليين بعد مجهودهم وإضاعة الوقت، بدلاً من أي يشكّل الإضافة التي تفتقدها الفرق.

لائحة اللاعبين


52
لاعباً أجنبياً من 21 بلداً
32
لاعباً من 12 بلداً أفريقياً
6
لاعبين من 4 بلاد أوروبية
7
لاعبين من 3 دول في أميركا الجنوبية
7
لاعبين من دولتين في آسيا
7
السنغال
6
غانا
5
ساحل العاج وسوريا والبرازيل
3
نيجيريا


الإخفاق بجلب لاعبين مميزين سببه الرئيسي الأول ضعف الدوري المحلي، مستوى وتنظيمياً وتسويقاً، وهذا أمر يتحمّل مسؤوليته الاتحاد اللبناني لكرة القدم من جهة، ووزارة الشباب والرياضة من جهة أخرى. فالأول، لا يعمل على تسويق اللعبة للبنانيين، فكيف الحال بالنسبة إلى دول المنطقة على أقل تقدير؟ والتسويق إن حدث يجب أن يكون للعبة ناجحة، وليس لدوري يفتقد لأدنى معايير الاحتراف، ويعاني من مشاكل في البنى التحتية والملاعب وأمنها. والثانية، المفترض منها أن تكون الداعم الأول لهذا الاتحاد ولمختلف الرياضات، لضمان نجاح الأندية قبل استمراريتها، ولضخ الأموال في اللعبة. هذه الأساسيات المفقودة تُنفّر اللاعب الأجنبي المميز من القدوم إلى لبنان حتى لو تم التواصل معه، فالمرور بمحطة الدوري اللبناني يُعد «دعسة ناقصة» إذا سبق له الاحتراف. أما الذي يأتي من دول جنوب أفريقيا، فلا تشكّل الملاعب اللبنانية له مسرحاً لعرض مواهبه، نسبة لعدم تسليط الضوء عليها، ما يُبطئ من سرعة حلم الانتقال إلى بلاد الاحتراف الأوروبية.
أما السبب الثاني، فيعود إلى المدربين، الذين ينتقون لاعبين جُدداً غير مؤهلين للعب في الدوري اللبناني، أو يختارون الذين فشلوا مسبقاً في لبنان ورجعوا إلى بلادهم. وهذا الأمر له أسباب عدة لا يكون المدرب مسؤولاً عنها، أهمها الميزانية المالية المرصودة من قبل إدارات الأندية، التي تحدّ من خيارات المدرب في استقدام اللاعبين، وتجبره أحياناً على اختيار «أفضل السيئين». ولو أن بعض «المديرين الفنيين» تُفتح لهم الميزانية، إلا أنهم يخفقون في التعاقد مع اللاعبين الجيدين، وهذا الحال في أندية كالعهد والنجمة والأنصار، وجديداً الشباب العربي، طبعاً دون أن ننسى دور «السماسرة» في هذه العملية، إذ يعملون على الاتفاق مع بعض المدربين لجلب لاعبين دون المستوى، مقابل حصة من أموال الإدارة المدفوعة.

الموسم شهد تسجيل 309 أهداف 109 منها سُجلت عبر الأجانب أي بنسبة أقل من 40%


ولنكن واقعيين هنا، هل يقبل اللاعب الأجنبي «السوبر» أن يُختبر؟ وأين نسمع عن لاعب في دوري «مُحترم»، خضع للتجربة في تمارين الفرق للوقوف على مستواه؟ هذه الأمور تحدث قبل التوقيع مع معظم اللاعبين الأجانب في لبنان، وهذا دليل فاضح على مستوى هؤلاء، الذين يتوافدون من كل حدبٍ وصوب، من دون أن يحملوا معهم سيرة ذاتية على أقل تقدير، ودون أن نجد لهم أي أثر على مواقع البحث الالكترونية. المشكلة ليست بمستوى الأجانب فحسب، فهؤلاء قد يخوضون موسماً أو اثنين ويرحلون عن الدوري اللبناني، إلا أن الأثر الذي يتركونه هو على فرقهم، خاصة في المحافل الخارجية، وعلى زملائهم، وبالتالي على مستوى المنتخب الوطني لاحقاً. إضافةً إلى حجز فرصة اللاعبين المحليين الصاعدين بالمشاركة بشكل أكبر.

الحل في رسم الحدود
في حين يبدو أن الدعم المادي من الدولة ووزارة الشباب والرياضة أولاً، ومن الاتحاد اللبناني ثانياً، بسبب قلة التعامل مع المعلنين، مفقوداً ولا يُعوّل عليه، يمكن أن يتمثّل الحل بموضوع اللاعبين الأجانب بوضع حدود من قبل اتحاد اللعبة على إدارات الأندية، لمنعهم من التعاقد مع لاعبين دون المستوى. وهذا الأمر يتمثّل بحظر جلب لاعبين لا يلعبون في الدرجة الأولى في البلاد الأفريقية والآسيوية، وفي الدرجة الثانية في البلاد اللاتينية، ومثلها في بعض الدوريات الأوروبية، وصولاً إلى الدرجة الثالثة في بلاد القارة العجوز الأهم على صعيد اللعبة. بهذه الطريقة، نحدّ من استقدام أجانب، نعلم أنهم لا يلعبون في دوريات مستواها أقل بكثير من الدوري اللبناني. إلا أن هذا الحل، إن عُمل به، لا يجب أن يكون «الخلاص» بالنسبة للعبة، بل واجبات المسؤولين بدعم الأندية مادياً، والعمل على تحسين المنشآت الرياضية، والتسويق للعبة، والبدء في مشروع تطبيق الاحتراف، هي الحلول الأبدى.

تراجع بعدد أهداف الأجانب
لا يوجد فريق في لبنان لا يملك لاعباً أجنبياً على الأقل في خط هجومه، نسبة لقلة المهاجمين المحليين الجيدين، وهو أمر واضح في المنتخب الوطني، الذي لا يحضر في تشكيلته سوى مهاجم واحد يلعب في الدوري المحلي، وهو حسن شعيتو. وفي حين ينتظر المدربون والإدارات الإضافة من المهاجمين الأجانب، يضطرون إلى فسخ التعاقد معهم واستبدالهم بغيرهم بسبب ضعفهم وعدد أهدافهم الضئيل. هذا الموسم شهد تسجيل 309 أهداف، 109 منها سُجلت عبر الأجانب، أي بنسبة أقل من 40% (حتى الجولة الأخيرة)! وبالمقارنة مع عدد الأهداف في المواسم الثلاثة الماضية، نجد أن الرقم انخفض بشكل كبير، إذ سجل الأجانب 122 هدفاً في الموسم الماضي، و161 في الموسم الذي سبقه، و165 قبله.
أما في لائحة الهدافين، تبرز أسماء خمسة لاعبين أجانب بين العشرة الأوائل مع ختام هذا الموسم، كما احتل ثلاثة أجانب فقط لائحة الـ»توب 10» في الموسم الماضي.



لاعبون مميزون

الحاج مالك

أحد أفضل صفقات الأنصار في السنوات الخمس الأخيرة كان المهاجم السنغالي الحاج مالك تال. على الرغم من الموسم المخيّب الذي قدّمه الفريق، إلا أن اللاعب القادم من الدوري الأردني سجل 13 في الدوري، وساهم بالفوز التاريخي لفريقه على الخصم النجمة بتسجيله أربعة أهداف.

يعقوبو

لاعب الوسط الغاني ليس غريباً على الدوري اللبناني. فهو سبق له أن لعب مع شباب الساحل والنبي قبل أن ينتقل إلى العهد. على الرغم من مشاركاته القليلة بالأهداف، إلا أن يعقوبو شكّل نقطة قوة في خط وسط بطل لبنان إلى جانب هيثم فاعور وحسن شعيتو ومحمد حيدر، وكان من بين أفضل ثلاثة أجانب هذا الموسم.

كريست ريمي

ريمي هو الآخر ليس جديداً على الملاعب اللبنانية. فالمهاجم العاجي لعب مع الأنصار وشباب الساحل في ثلاثة مواسم سابقة، واستطاع أن يسجل مع التضامن صور هذا الموسم 10 أهداف،
صانعاً أربعة أخرى، ومساهماً بوصول فريقه إلى نصف نهائي كأس لبنان.

ميسيفسكي

اللاعب المقدوني الذي استقدمه مدرب النجمة الألماني ثيو بوكير في مرحلة الإياب من الدوري، فرض نفسه أحد نجوم الفريق بسرعة، واستطاع أن يعوّض النقص في خط وسط «النبيذي»، بعد تحريره أحمد جلول من الواجبات الدفاعية، ومساندته لزملائه في الهجوم.

إرنست أنانغ

على الرغم من تذبذب مستواه طوال الموسم، إلا أن مهاجم الصفاء الكاميروني إرنست أنانغ كان من بين أفضل الوجوه الجديدة في الدوري اللبناني، إذ ساهم بتسجيل 12 هدفاً لفريقه، واضعاً إياه في المركز الثالث، علماً أنه افتقد لزميلٍ في الهجوم، بعد فسخ التعاقد مع السوري محمد المرمور.



مخيّبون


تالا نداي

المهاجم السنغالي الذي انتقل من الصفاء إلى الأنصار، لم يشارك بتسجيل أي هدف في جميع مشاركاته الست مع «الأخضر»، علماً أنه كان سجل خمسة أهداف وصنع سبعة أخرى في الدوري بالموسم الماضي، ما اضطر إدارة النادي إلى فسخ التعاقد معه واستبداله بلاعب الوسط الليبيري ثيو ويكس، الذي لم يسجل أو يصنع أي هدف هو الآخر.

فلاح وليث

اللاعبان العراقيان اللذان استقدمهما مواطنهما المدرب عبد الوهاب أبو الهيل إلى الاخاء الأهلي عاليه، خيّبا الآمال كثيراً، حتى اضطر المدرب إلى الطلب من الإدارة الخصم من راتبيهما، قبل فسخ التعاقد معهما. سجل عبد الكريم هدفاً واحداً وصنع مثله في 11 مباراة، فيما لم يساهم صاحب بأي هدف خلال مشاركاته الخمس.

كومازيك

هو اللاعب الأوروبي الوحيد الذي فُسخ عقده في لبنان هذا الموسم، من بين ستة لاعبين من القارة العجوز. الصربي مهاجم السلام زغرتا اكتفى بتسجيل هدفٍ واحد وصناعة مثله، واستبدل بلاعب من مكان بعيد، أي في أميركا اللاتينية، وهو البرازيلي جوسيانو دا سيلفا سانتوس، الذي لم يساهم بتسجيل أيّ هدف أيضاً.

كوفي بواكيه

مهاجم الاجتماعي السابق الذي احتل المركز الثالث في ترتيب الهدافين بالموسم الماضي بـ11 هدفاً، لم ينجح بتسجيل سوى هدفٍ واحد في المباريات التسع التي لعبها، ما أجبر الإدارة على فسخ التعاقد معه. كما فاجأ بديله الأرجنتيني لوكاس غالان المتابعين، بتسجيل هدفٍ واحد، وهو الذي سبق له أن توج هدافاً للدوري اللبناني مرتين.

حسن العويّد

مهاجم طرابلس السابق هو أحد اللاعبين السوريين الأربعة الذين فُسخت عقودهم هذا الموسم. فاللاعب الذي عاد وانتقل إلى فريق الجيش السوري، لم يسجل سوى ثلاثة أهداف، جاءت جميعها في المباراة الأخيرة له مع الفريق الشمالي. أما بديله العاجي برنارد كونان، فهو أيضاً فشل بتسجيل أكثر من ثلاثة أهداف.