انتهى الأسبوع الواحد والعشرون من الدوري اللبناني لكرة القدم على «نصف حسم» في صراع الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية. فما كان متوقعاً من بداية الموسم تأكّد مع سقوط الإصلاح البرج الشمالي بشكل رسمي بعد خسارته الكبيرة أمام التضامن صور 1 - 4. لم تنفع «الجيرة» ولا معادلة أبناء المنطقة الواحدة في واقع المباراة حيث حقق التضامن فوزاً مستحقاً أمام فريق دفع ثمن التخبّط الإداري والضعف المادي فتذيّل القاع من بداية الموسم وحتى نهايته تقريباً ولم ينجح في حصد أكثر من 11 نقطة من أصل 63 ممكنة ما يعكس واقعاً فنياً ضعيفاً انتهى بنتيجة منطقية كانت حصيلة تحضيرٍ خاطئ وإمكانيات متواضعة وموسم عابر في دوري الأضواء.المعركة على البطاقة الثانية أصبحت معركة حياة أو موت في الأسبوع الأخير. الشباب العربي توجّه إلى البقاع وهزم النبي شيت في عقر داره وأمام جمهوره العائد من الإيقاف وانتزع المركز العاشر الآمن بفارق الأهداف عن البقاعيين كونهما تعادلا في المواجهات، ففاز النبي شيت ذهاباً 1 - 0 وفاز الشباب العربي إياباً بالنتيجة عينها. أربعة أهداف وضعت الفريق الجبلي في مركز قد يعطيه سنة إضافية في دوري الأضواء في حال فاز على طرابلس في الأسبوع الأخير. هذا بشرط أن لا يفوز النبي شيت على الإصلاح بعدد كبير من الأهداف تعيده إلى المركز العاشر وتبقيه موسماً جديداً في الدرجة الأولى.
كل هذا كان بالإمكان تفاديه لو خطف النبي شيت نقطة من ضيفه، لكنه لم يفعل. السبب كما يراه مدير النادي سمير رزق هو أخطاء فنية واستهتار من بعض اللاعبين. أمرٌ قد يدفع ثمنه البقاعيون غالياً. فبعد أن كان مصيرهم في يدهم أصبح الآن بيد غيرهم وباتوا يحتاجون إلى هدية من الطرابلسيين كي ينجوا من السقوط.
لكن لماذا وصل الفريقان إلى هذه الحالة؟
النبي شيت دفع بكل بساطة ثمن افتقاده للاعبي الخبرة. رؤية إدارته وتحديداً الرئيس أحمد الموسوي كانت بتشكيل فريق بقاعي من أولاد المحافظة التي غابت عشرات السنين عن الخارطة الكروية في الدرجة الأولى قبل أن يصعد النبي شيت. لكن أهل المنطقة وأبناءها خذلوا الرئيس فتبيّن أن المال أهم من تمثيل الفريق لدى بعض اللاعبين. فبدأ الابتزاز للإدارة كما يقول أحد الإداريين الكبار في النادي. أمر وضع المسؤولين في موقف حرج بعد الاستغناء عن عدد من اللاعبين بهدف تحويل الفريق إلى بقاعي بالهوية واللاعبين فكانت تعاقدات الدقائق الأخيرة قبل إقفال باب التواقيع بمن تيسّر من اللاعبين، فجاءت النتيجة تعثرات وخسائر ونتائج متواضعة لعبت الأخطاء التحكيمية دوراً فيها كما يقول رزق. تعاقدات الوقت الضائع أفرزت مشكلة أساسية في الفريق وهي عدم وجود المهاجم الهداف. استفحلت المشكلة أكثر بعد إصابة مايكل بيو مارتنس في مرحلة الإياب وتحديداً بعد مباراة النجمة في الأسبوع الثالث عشر.
في الشباب العربي تبدو الخيبة أكبر بكثير، ورغم ذلك عاد الأمل إلى الإدارة والرئيس غازي الشعار بعد فوز الفريق الأخير. خيبة المسؤولين في النادي كانت بعد صرف ما يقارب المليون دولار، وفي نهاية الموسم الفريق يصارع على الهروب من الهبوط. تعاقدات بالجملة للفريق الصاعد للمرة الأولة إلى دوري الأضواء لكن الخيارات كانت خاطئة. لاعبون متقدمون في العمر وأجانب ليسوا بالمستوى المطلوب وخيارات فنية خاطئة خصوصاً في فترة المدرب التشيكي ليبور بالا التي كانت كارثية للفريق.
لكن يبدو أن الرئيس الشعار وضع كل هذه الأمور خلف ظهره مع عودة الأمل بعد تسلّم مدرب الحراس زياد الصمد مهمة تدريب الفريق بقرار جريء في ظلّ الوضع الصعب للنادي. هذا ما سمح للصمد برفع سقف الطلبات من الإدارة دعماً للاعبين، حيث طلب مبلغ 500 دولار كمكافأة لكلّ لاعب في حال الفوز على النبي شيت، وكان له ما أراد، حيث سيتسلّم اللاعبون مكافآتهم غداً في أول تمرين للفريق. كما سيحصل اللاعبون على راتب شهر آذار إضافة إلى بعض المساعدات لبعض اللاعبين سبق أن طلبونها من الإدارة. كل هذا لإراحة اللاعبين قبل المباراة الحاسمة مع طرابلس في 14 الجاري. مباراة سيخوضها الشماليون بلا أجانب بعد انتهاء عقد لاعبيهم، لكن الفريق يملك من اللاعبين ما يكفي لإقلاق الشبابيين. أضف إلى ذلك أن مدرب الفريق موسى حجيج لا يقيم أي اعتبار لمبدأ عدم وجود حافز أو غياب الأجانب أو حتى أن الصمد ابن طرابلس، فهو سيدخل إلى المباراة سعياً وراء الفوز بروح رياضية بغض النظر عن حاجة خصمه للنقاط.