لاعبون كثر صنعوا نجوميتهم وأسطورتهم في هذا الفريق الكبير وذاك، لكن مسيرة هؤلاء كادت أن تكون مختلفة. كان من الممكن أن تكون بدايتهم مع فرق صغيرة وأقلّ شهرة، وهذا ما كان كفيلاً ربما بأن يغيّر مسيرتهم. هكذا، فإن أندية عدة تفاجئ بين فترة وأخرى المتابعين بالكشف عن أنها كانت قريبة من ضم هذا النجم أو ذاك، وفي أحيان أخرى يكون النجم هو من يُحدث المفاجأة بإعلانه بأنه كاد أن يلعب لهذا الفريق في مطلع مسيرته.
نيمار في لوكوموتيف!

الأحدث في هذا المجال كان مع البرازيلي نيمار لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي. بداية مسيرة هذا النجم الأوروبية كان من الممكن جداً أن لا تكون في الملاعب الإسبانية مع برشلونة، بل في الملاعب الروسية. هذا ما كشفه رئيس لوكوموتيف موسكو، نيكولاي ناوموف، لإحدى الصحف المحلية قبل فترة بقوله إن ناديه كان قريباً من الحصول على نيمار عام 2009 عندما كان في السابعة عشرة من عمره مع سانتوس في بلاده. كان يتعيّن على لوكوموتيف دفع 10 ملايين يورو لضم نيمار، غير أن البرازيلي لم يُقنع حينها مسؤولي النادي الروسي خلال مشاركته في دورة البحر الأبيض المتوسط. تخلى لوكوموتيف عن الفكرة. ضم في المقابل لاعباً مجهولاً اسمه آلان غاتاغوف. بعد سنوات سيطير نيمار إلى مدينة برشلونة بمبلغ وصل إلى 80 مليون يورو. لاحقاً، سيصبح أحد أفضل لاعبي العالم وأغلى لاعب في التاريخ بعد انتقاله من "البرسا" إلى النادي الباريسي. لا شك بأن لوكوموتيف شعر بندم كبير. خسر لاعباً مهماً على المستوى الفني، ومثمراً على المستوى المادي. زميل نيمار في سان جيرمان، الموهوب كيليان مبابي، كاد بدوره أن لا يبدأ مشواره مع موناكو ويتألق في موسمه الأول في دوري أبطال أوروبا.
اعترف ميسي أنه كان قريباً من اللعب لريفر بلايت في بلاده

هذا ما كشفه رالف رانغنيك المدير الرياضي للايبزيغ الألماني قبل فترة بقوله إن ناديه كان في 2015 قريباً من ضم مبابي الذي كان حينها في فريق شباب موناكو. وقال رانغنيك لصحيفة "بيلد" الألمانية: "والد مبابي قال لي إذا أعطيتني ضمانات أنك أنت من سيتولى الإدارة الفنية للايبزيغ، فسأمنحك إياه حالاً. لكنني لم أكن حينها قادراً على إعطاء تلك الضمانات". هكذا فقد "طار" مبابي من يدَي لايبزيغ الذي كان يبني فريقه تحضيراً للّعب في الدرجة الأولى في الموسم التالي عندما حلّ في الوصافة مقدّماً العديد من المواهب كتيمو فيرنر والغيني نابي كيتا، لكن بالتأكيد لو كان مبابي مع لايبزيغ لكان الأخير حصل على مبلغ 180 مليون يورو الذي نقل الموهوب الفرنسي من موناكو إلى سان جيرمان الصيف الماضي.

رونالدو في باستيا؟

نيمار ومبابي "مشروعان" قادمان لكرة ذهبية، وربما لكرات. هذه الكرات وصل عددها لدى النجم البرتغالي كريستيانو رونالو إلى خمس. كرة في مسرح الأحلام "أولد ترافورد" وأربع في "سانتياغو برنابيو". هكذا، فقد صنع رونالدو "أسطورته" في مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني بعد أن بدأ مسيرته مع سبورتنغ لشبونة في بلاده، لكن درب "الدون" كادت أن تكون مختلفة، إذ ببساطة فإنه كان قريباً قبل وصوله إلى مدينة مانشستر لأن يسلك الطريق إلى فرنسا، لكن ليس إلى باريس سان جيرمان أو مرسيليا أو موناكو بل إلى... باستيا. فقد كشف اللاعب والمسؤول السابق في باستيا، جو بونافيتا، أواخر 2016 في كتابه "أساطير باستيا" أن النادي كان قريباً من ضم رونالدو عام 2002. وقال بونافيتا: "لقد كنا في سالانش نخوض مباراة ودية ضد سبورتنغ لشبونة نظّمها المدرب ريبيرو وهو صديق قديم. قال لي إن اللاعب البالغ 16 عاماً (رونالدو) موهوب ويحبّ أن يلعب في الدوري الفرنسي. كان فريقه يطلب 800 ألف يورو. لقد تحدّثت مع إدارة الفريق والمدرب جيرارد جيلي، لكنهما رفضا العرض". وأضاف بحسرة: "بعد أسابيع قليلة اتصل بي ريبيرو وقال لي: "لا تفكر برونالدو. لقد جاء السير أليكس فيرغيسون (المدرب التاريخي السابق لمانشستر يونايتد) إلى لشبونة وشاهده يلعب واصطحبه معه إلى إنكلترا. لقد حصل على توقيعه حتى قبل أن يقول له عد إلى بلدك واجلب أمتعتك. بهذه الطريقة أصبح الفتى الموهوب لاعباً لمانشستر وليس لباستيا".

لو لعب ميسي لريفر بلايت...

غير أن رونالدو لم يكن وحده قريباً في ذلك العام من باستيا، إذ إن النجم الفرنسي فرانك ريبيري الذي صنع نجوميته مع مرسيليا ثم مع بايرن ميونيخ الألماني كان كذلك أيضاً، حيث يقول لاعب ومسؤول باستيا السابق في كتابه أيضاً: "اتصل بي لوران كوسترو وهو لاعب سابق في بولون (فريق مدينة ريبيري الذي نشأ فيه) وقال لي بأن هناك لاعباً مميزاً يبلغ 19 عاماً. لقد ذهبت لرؤيته وبالفعل وجدته مميزاً، ثم تحدّثت إلى المدرب جيرارد جيلي لكنه قال لي بأن لدينا العديد من لاعبي الوسط ونحن لا نعرفه. كان سيكلّفنا فقط 15 ألف فرانك أي حوالى 2500 يورو!".
الوجهة الأوروبية لمارادونا كادت أن تكون الملاعب الإنكليزية للعب في صفوف شيفيلد يونايتد

ا شك بأن جماهير باستيا عند قراءتها كتاب بونافيتا كان لسان حالها واحد: ماذا فعلت يا جيلي؟! بطبيعة الحال لا يمكن الحديث عن النجوم دون المرور على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. "ليو" بدأ مشواره الاحترافي مع برشلونة الإسباني. في ملعب "كامب نو" تحوّل ميسي إلى أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة. هناك حصد الألقاب الكثيرة ومعها 5 كرات ذهبية... ولا يزال المشوار مستمراً. لكن، ربما، فإن "البرسا" ما كان ليحصل على موهبة ميسي. "ليو" بنفسه اعترف أنه كان قريباً من اللعب لريفر بلايت في بلاده، حيث كشف في إحدى المرات: "كان هذا منذ وقت طويل جداً ولكنه في نهاية الأمر لم يحصل. لقد كان هناك احتمال بأن ألعب مع ريفر بلايت عندما كنت صغيراً في السن، ولكنه لم يتحقق". من يعلم؟ ربما لو لعب ميسي لريفر بلايت وتألق في صفوفه لكان لفت أنظار العديد من الفرق الأوروبية الكبرى لتنافس برشلونة عليه، وربما كان انتقل إلى أحدها.

حتى أنت يا مارادونا!

دييغو أرماندو مارادونا. الأسطورة الأرجنتيني، كما هو معلوم، بدأ مسيرته في بلاده مع أرجنتينوس جونيورز ثم انتقل إلى العريق بوكا جونيورز قبل أن يحوّل وجهته إلى أوروبا ليحطّ في مدينة برشلونة ثم ينتقل إلى نابولي الإيطالية، هناك حيث صنع العجب العجاب. بيد أن بداية الوجهة الأوروبية لـ "بيبي دي أورو" كادت أن تكون مختلفة حيث كان قريباً من الملاعب الإنكليزية للعب في صفوف شيفيلد يونايتد عندما كان يبلغ 17 عاماً. آنذاك سافر موفد النادي الإنكليزي، هاري هاسلم، إلى الأرجنتين وأُعجب بموهبة مارادونا وكان عليه دفع 200 ألف جنيه إسترليني لضمه، لكن الإدارة في إنكلترا رفضت المبلغ واستقرّت على الأرجنتيني الآخر أليخاندرو سابيلا مقابل 160 ألف جنيه. إذاً، 40 ألف جنيه حرمت إنكلترا ومدينة شيفيلد من أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة. هل يذكر أحد الآن شيئاً عن سابيلا؟! شيفيلد يونايتد خسر مارادونا إذاً، أما النادي الإنكليزي الآخر بلاكبيرن روفرز فخسر بدوره أسطورة فرنسا زين الدين زيدان. ففي عام 1995 كان المدرب السابق لبلاكبيرن، الإسكوتلندي كيني دالغليش، يرغب بشدة في التعاقد مع "زيزو" الذي كان في بداية مسيرته في صفوف بوردو في بلاده، لكن طلبه قوبل برفض رئيس ناديه جاك ووكر الذي قال له حينها: "لماذا تريد التعاقد مع زيدان ولديك تيم شيروود؟". بعد 3 أعوام فقط كان زيدان يتوَّج بطلاً للعالم مع منتخب بلاده ويحمل الكرة الذهبية مع فريقه يوفنتوس الإيطالي ثم يواصل رحلة تألقه في العاصمة الإسبانية مدريد مع الريال، أما شيروود فمرّ على الكرة مرور الكرام.
هكذا، فإن قصصاً كثيرة لنجوم كانوا قريبين في مطلع مسيرتهم من اللعب لفرق صغيرة، لكن الصفقات فشلت لسبب أو لآخر. هؤلاء اللاعبون أصبحوا نجوماً وأساطير فيما بعد مع فرق كبيرة، أما تلك الفرق الصغيرة التي فرّطت بهم فبقيت على حالها، أما لسان حالها: ألا ليت الزمان يعود يوماً!




بيليه رفض أوروبا


يشكّل الأسطورة البرازيلي بيليه "علامة فارقة" في الكرة، إذ إن "الجوهرة السوداء" لم يلعب أبداً في مسيرته في أوروبا بل خاضها مع سانتوس في بلاده. بطل العالم 3 مرات مع "السيليساو" كان لا شك مطلوباً في العديد من الفرق الكبرى في "القارة العجوز" إلا أن الفرْق أنه رفض عروضها. ويقول بيليه: "ريال مدريد كان يريدني وكذلك مانشستر يونايتد ويوفنتوس"، ويضيف: "فكّرت كثيراً في المجيء إلى أوروبا، لكنني فضّلت البقاء مع فريق قلبي سانتوس".




زلاتان لا يحب «الضباب»


عندما كان يبلغ 19 عاماً في بداية مسيرته مع مالمو في بلاده، كان النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قريباً من أن يبدأ رحلته الخارجية مع أرسنال، لكن الانتقال لم يتم، أما السبب؟ فهو طلب مدرب "الغانرز" الفرنسي أرسين فينغر من "إيبرا" الخضوع لاختبار رغم أنه كان قد منحه قميص النادي الذي يحمل الرقم 9 واسمه وقد التقط به زلاتان صورة، حيث كان ردّ السويدي على طريقته: "لم أصدّق ذلك وقلت: زلاتان لا يخضع لاختبار". لاحقاً سينتقل زلاتان إلى أياكس أمستردام الهولندي ثم إلى يوفنتوس فإنتر ميلانو الإيطاليين وبرشلونة الإسباني وميلان الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي الآن. هكذا، ومن سخرية القدر، فإن مسيرة زلاتان الأوروبية كادت أن تبدأ في إنكلترا لكن في لندن، وها هي توشك على الانتهاء في إنكلترا لكن في مانشستر.




انترميلانو وريال مدريد: غلطة بـ 160 مليون يورو!


حين انتقل النجم البرازيلي فيليبي كوتينيو هذا الشتاء من ليفربول الإنكليزي إلى برشلونة الإسباني بمبلغ قياسي في تاريخ النادي الكتالوني، ذكّرت صحيفة "ماركا" بأن اللاعب كان قريباً من الانضمام إلى صفوف الغريم ريال مدريد في بداية مسيرته عام 2008 إلا أن الملكي فضّل عليه مواطنه أليبيو مقابل مليوني يورو، غير أن الأخير لم يلعب أي مباراة مع الفريق الأول للريال ولا حتى لاحقاً مع بنفيكا البرتغالي وهو الآن في دوري الدرجة الثانية البرازيلي. اللافت أن إنتر ميلانو الإيطالي ضم كوتينيو حينها بالسعر الذي حصل به الريال على أليبيو ليبيعه لاحقاً إلى ليفربول بـ 10 ملايين يورو ومن ثم يبيعه الأخير لبرشلونة بـ 160 مليون يورو (مع الحوافز والمكافآت).