هو سبت النجمة بامتياز. أمسية كروية «مثالية» للنجماويين أمام الصفاء في الأسبوع 19 من الدوري اللبناني لكرة القدم، انتهت بصدارة وثأرٍ وثلاث نقاط مستحقة. فاز النجمة على الصفاء 3 - 1 وردّ خسارته في الذهاب 0 - 2، منتزعاً الصدارة بشكل مؤقّت، لكن لفترة قد تطول حتى 21 الجاري موعد مباراة العهد مع السلام زغرتا المؤجّلة.
أمسية سبت مميزة، حضر معها جمهور النجمة بالآلاف واحتفلوا مع ناديهم بالفوز والمركز الأول وولادة نجم جديد هو علي الحاج، ابن السبعة عشر ربيعاً (مواليد 2/2/2001) حوّل الدقيقة 22 من المباراة الى لحظة تاريخية بالنسبة إليه وإلى الدوري اللبناني حين سجّل هدف تعزيز النتيجة بعد تقدّم النجمة بهدف القائد علي حمام.
هي المرة الأولى التي يلعب فيها الحاج أساسياً، وهي المرة الأولى التي يسجّل فيها في الدرجة الأولى، وتعتبر الدقيقة 22 تاريخية للدوري أيضاً حين أصبح نجل النجمة السابق ومدير الكرة في النادي جمال الحاج أصغر لاعب يسجّل في بطولة الدرجة الأولى بعدما كان هذا الإنجاز من نصيب أخيه الأكبر يوسف.
تاريخية الدقيقة 22 لم تتوقف عند التسجيل فقط، بل جعلت علي الحاج أول لاعب يسجّل في ثلاث بطولات رسمية هذا الموسم، حيث سبق أن سجّل في بطولة الناشئين ويملك 14 هدفاً، وهو هداف بطولة الشباب التي أحرز النجمة لقبها أخيراً، مسجلاً 27 هدفاً.
الاحتفالية بنجومية علي الحاج لا تعني أنه كان النجم الأوحد في اللقاء، ذلك أن «نجمة» المدينة الرياضية كان مجموعة نجوم لم يتأثروا بغياب حارسهم الأساسي عباس حسن بسبب الإصابة ولا بمدافعهم المقدوني جاسمين، ذلك أن حنكة الثعلب الألماني ثيو بوكير أوجدت حلاً لغياب جاسمين، فأشرك القائد علي حمام كقلب دفاع وقد تكون المرة الأولى للظهير الطائر اللعب في هذا المركز. لكن «حمام» النجمة أجاد وسجّل وصنع الفوز مع زملائه من دون استثناء، وخصوصاً الحارس علي السبع الذي نجح في طمأنة الجمهور الى مركز حراسة المرمى.
الصفاء من جهته، كان لا حول له ولا قوة، خصوصاً في الشوط الأول قبل أن يستفيق في الشوط الثاني وينتعش بهدف جاد نورالدين، لكن نادر مطر أعاده الى سباته بتسجيله الهدف الثالث.

تشويه الانتصار

نقطة سوداء شوّهت جمالية مباراة النجمة والصفاء، وهي الشائعات التي سرت حول محاولة نجماوية لرشوة لاعبين من الصفاء مقابل التخاذل في اللقاء. «ضربة تحت الحزام» في توقيت مشبوه وبنقل التنافس على اللقب الى مرحلة جديدة عبر شائعات، يصرّ الصفاويون وتحديداً مدير النادي يوسف بعلبكي على أنها لا تزال في إطار الشكوك حول أداء بعض اللاعبين وداخل البيت الصفاوي، رافضاً كل ما قيل عن اتهامات صفاوية للنجماويين وتحديداً مدير الفريق بهيج قبيسي، مؤكداً أن القضية شأن داخلي سيجري التأكّد منه، وفي حال بروز معطيات سيتم تقديمها الى الاتحاد.

أصبح علي الحاج
أول لاعب يسجّل في ثلاث بطولات رسمية
هذا الموسم

سطحية الموضوع تكمن في أكثر من نقطة. أولاً، الشخصية المتهمة أي قبيسي المعروف بنزاهته والبعيد كل البعد عن هذه الأمور. ثانياً، اللاعب الصفاوي الذي طُرح اسمه وهو عمر الكردي. اللاعب المهاجم في الفريق، ما يشكّل نقطة ضعف في القضية، حيث إن أي تفكير في أمر غير شرعي سيكون نحو حارس المرمى أو المدافعين، وليس نحو مهاجم يمكن تبديله إذا أهدر أكثر من فرصة بشكل مريب. النقطة الثالثة، الحديث عن تحقيق اتحادي سيبدأ اليوم، في حين أن الاتحاد خارج الموضوع حتى الآن وليس هناك أي كلام عن تحقيقات، بانتظار ما سيظهر من معطيات وهو أمرٌ تأكّد منه المسؤولون في النجمة باتصال مع مسؤول اتحادي.
فرحة يوم السبت لم تتوقف عند النجماويين، بل وصلت الى البقاعيين وتحديداً النبي شيت الذي تلقى جرعة معنوية بفوزه على التضامن صور 1 - 0. فوز تقاطع مع خسارة الشباب العربي أمام الراسينغ 0 - 1، ما أدى الى تقديم المدير الفني للشباب العربي مالك حسون، ومساعده سامي الشوم استقالتهما بعد شهر على تسلم المهمة. استقالة جاءت رداً على تقاعس الإدارة في دعم الفريق في هذه الفترة الحرجة، وخصوصاً على الصعيد المادي من رواتب ومكافآت. استقالة بمثابة جرس إنذار للقيّمين على النادي بأن البقاء في الدرجة الأولى لا يمكن أن يكون عبر ترك حسون والشوم ومدير النادي حمزة نجم وحيدين في هذه المعركة. ومن المؤسف أن فريق الشباب العربي قد كلّف أكثر من 900 ألف دولار هذا الموسم، ورغم ذلك دخل في دوامة الهبوط وأصبح أقرب إليها بعد الخسارة، وفي ظل إهمال الإدارة للفريق. فالأمور بدأت تتوضح مع ضمان الراسينغ بقاءه بعد الفوز، والنبي شيت ابتعد بعد السقوط المستغرب للتضامن، الذي أهدر ركلة جزاء عبر وسيم عبد الهادي، وطرد لاعبه داوودا ديوب لاعتراضه على الحكم ومسكه من قميصه بعد احتساب خطأ عليه كان يريده اللاعب السنغالي له.
صراع الهروب شهد أيضاً جرعة معنوية كبيرة للإصلاح البرج الشمالي، الذي حقق نتيجة مفاجئة بفوزه على ضيفه طرابلس 2 - 1، ليتساوى مع الشباب العربي بالنقاط. ويأتي الفوز بعد الانفراج الذي شهده النادي إدارياً ومالياً، فكان الفوز والنقاط الغالية تأكيداً على أن سفير الجنوب الثاني يستحق الدعم والوقوف الى جانب اللاعبين.