لن يعلّق الحارس «التاريخي» للمنتخب الإيطالي، جيانلويجي بوفون، مشاركته دولياً، وسيعود إلى المنتخب. كانت هذه آخر الأخبار التي خرجت من داخل مقر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم Federazione Italiana Giuoco Calcio.
لا شكّ بأن عودة بوفون سببها رغبته بمواصلة اللعب بالدرجة الأولى، ومن ثمّ رغبة المدرب المؤقّت للمنتخب الإيطالي الأوّل، لويجي دي بياجيو، (مدرب منتخب إيطاليا تحت 21 سنة) والذي يحثّ بوفون ليلاً ونهاراً، لـ«إطالة مدّة حراسته لمرمى المنتخب»، والمشاركة في ثلاث مباريات وديّة على الأقل مقررة للمنتخب خلال الفترة المقبلة. وهي المباريات التي ستجري أمام كلّ من الأرجنتين وإنكلترا يومي 23 و27 آذار المقبل في مدينتي مانشستر ولندن الإنكليزيّتين، ومباراة من وديتين في فرنسا وهولندا، المقرّرتين في الأول والرابع من حزيران المقبل.
ويعتبر دي باجيو، وهو لاعب وسط نادي روما سابقاً، أنّ لاعباً بحجم بوفون ـ وبعد كلّ ما قدّمه للكرة الإيطاليّة ـ «لا ينبغي أن ينهي مسيرته الدوليّة بمباراة مثل مباراة السويد». وهي المباراة التي تعادل فيها المنتخب الإيطالي بنتيجة سلبيّة في إيطاليا بعد أن كان خاسراً بهدف دون رد ذهاباً، في الملحق المؤهل لمونديال روسيا 2018، والتي وُضِعَ «الأتزوري» بسببهما خارج كأس العام لأوّل مرّة منذ 60 عاماً.
قَبِلَ بوفون الدعوةَ ضمنيّاً، رغم أنه لم يُعبّر عن ذلك علناً، واعتبر ابن الـ40 عاماً بعد سماعه كلام المدرب، أنّه لن يتخلى عن مسؤوليته بالدفاع «عن ألوان المنتخب الإيطالي» إذا دعت الحاجة، أو إذا طلب منه ذلك. واعتبر أن طلب استدعائه مجدداً هو «وسيلة لإظهار الولاء والشعور بالمسؤولية نحو إيطاليا، حيث يولد حالياً منتخب وطني جديد ولن تكون المباريات الأولى سهلة لأنها أمام الأرجنتين وإنكلترا»، لافتاً إلى أنّ وجوده سيكون مفيداً لزملائه الشباب، كلاعب خبرة.

عودة مؤقتة يريدها المدرب الحالي لمحو الصورة الحزينة التي طبعت اعتزال الحارس القوي


وكان «الأخطبوط» يعلّق آمالاً كبيرة على التأهل لمونديال روسيا، حيث كان سيصبح المونديال السادس في مسيرته وهو رقم غير مسبوق، كما كان سيزيد عدد مبارياته الدولية إلى 175 بقميص المنتخب، وهو الأعلى في تاريخ المنتخب الإيطالي. ولكن، رغم دعوته بوفون إلى العودة لحراسة مرمى المنتخب، يعتبر دي بياجيو أنّ حراسة إيطاليا بأمان للسنوات العشرين المقبلة بوجود حارس نادي ميلان جيانلويجي دوناروما، إضافة إلى سيموني سكوفيت حارس مرمى أودينيزي، وأليكس ميريت حارس سبال الوافد الجديد لدوري الدرجة الأولى في إيطاليا. والغريب، أن دي بياجيو استثنى من لائحته ماتيا بيرين حارس جنوى، وكونسيلي حارس ساسولو.
وإضافة إلى بوفون كشف المدرّب المؤقت للمنتخب أنّ مدافع نادي يوفنتوس المخضرم جيورجيو كيليني يمكنه توقّع استدعائه للمنتخب، في وقت سيغيب نجم الدفاع الآخر أندريا بارزالي، ولاعب وسط نادي روما دانييلي دي روسي. واختار المدرب المؤقت للمنتخب الإيطالي تشكيلة من 23 لاعباً، لم يسبق لمعظمهم المشاركة مع المنتخب، وذلك بهدف تجديد دماء الأتزوري بعد الفشل بالوصول إلى مونديال روسيا. وتضم قائمة دي بياجيو، مهاجم ساسولو دومينيكو بيراردي، فيدريكو كييسا مهاجم نادي فيورنتينا، وفيدريكو دي فرانسيسكو مهاجم بولونيا، كما أكّد أن الباب لم يقفل أمام إمكانية عودة مهاجم نادي نيس الفرنسي والمنتخب الإيطالي سابقا ماريو بالوتيللي.
وفي حين من المقرر أن تستمر مهمة لويجي دي بياجيو حتى نهاية الموسم، يبدو من بين المرشحين لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإيطالي، المدرب السابق للمنتخب أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي الإنكليزي الحالي، وروبرتو مانشيني مدرب زينيت سان بطرسبرج الروسي، وكلاوديو رانييري مدرب نانت الفرنسي وكارلو أنشيلوتي الذي لا يرتبط بأي منصب تدريبي حالياً.
عودة مؤقتة يريدها المدرب الحالي للمنتخب الإيطالي، لتمحو الصورة الحزينة التي طبعت اعتزال الحارس القوي للمنتخب بعد مباراة السويد، والدموع التي ذرفها حزناً على عدم التأهل. فالحارس الأسطوري الذي حمل لقب أفضل لاعب في أوروبا عام 2003، وقاد بلاده للفوز بكأس العالم عام 2006، كما رفع لقب الدوري الإيطالي 8 مرات ولقب الكأس 4 مرات، وكأس السوبر في 6 مناسبات إضافة الى الدوري الاوروبي موسم 98 ـ 99 يحتاج إلى اعتزال بظروف أفضل من التي حصلت. برغم أنّ الخروج من الباب الضيق لمنتخب عريق كالمنتخب الإيطالي شيء لا يمكن نسيانه بسهولة. ويُستَبعَد أن يشارك بوفون في أي بطولة رسميّة مقبلة يشارك فيها المنتخب الإيطالي على غرار بطولة أوروبا للمنتخبات المقبلة «يورو 2020»، أو المباريات الرسمية في التصفيات الأوروبية، بل ستقتصر مشاركته على المباريات الودية خلال العام الجاري بهدف دعم اللاعبين الشبان، وتحسين صورة اعتزاله التي ظهر عليها بعد مباراة السويد. لكن الخيار، قد لا يكون صائباً، وقد تهتز صورة الحارس الكبير مجدداً.