في درج مكتب وزير الاتصالات جمال الجراح ملفٌ يحتاج إلى توقيع «معاليه». هو ملف لا يتعلّق بالاتصالات أو بأمور تقنية، بل فقط الموافقة على رعاية شركة «ألفا» لمنتخب لبنان لكرة السلة. يتحضر ملف الرعاية الشهر المقبل للاحتفال بعيد ميلاده الأول حيث سيطبق عامه بعد دخوله الى الدرج في آذار 2017. حينها كانت الاستعدادات قائمة لاستضافة كأس آسيا لكرة السلة في لبنان، وأبدت شركة «ألفا» رغبتها برعاية المنتخب اللبناني بعقدٍ يمتد لسنتين بقيمة 500 ألف دولار بمعدل 250 ألف دولار سنوياً.
عقد كان وما زال اتحاد اللعبة بأمس الحاجة اليه، حيث جرى تقديم الملف من قبل شركة «الفا» إلى وزراة الاتصالات. أشار عليه الوزير الجراح بعبارة «قيد الدرس»، ووضعه في الدرج. وما زال الدرس قائماً. والملف موضوع في الدرج. بذلت مساعي لإخراج الملف من الدرج، ولا نتيجة. صحيح أن الموضوع غاب عن السمع اتحادياً خلال الفترة الماضية، لكن مع تسلم أكرم الحلبي رئاسة المنتخبات عاد الموضوع الى الواجهة حيث تم الاتصال بأكثر من جهة للتواصل مع الوزير لتوقيع العقد. أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري اتصل بالجراح وسأله عن الموضوع فكان جواب معالي الوزير «ان شاء الله خير». وعد أنه سيهتم بالموضوع. جواب تكرر لدى محاولة الوزير السابق الياس أبو صعب والوزير الحالي لشؤون رئاسة الجمهورية، بيار رفول، متابعة الموضوع مع الجراح الذي بقي على جوابه: «سأهتم بالموضوع». الملف ما زال في الدرج. «قيد الدرس».
وبما أن الملف، في درج الوزير، كان لا بد من رفع السقف. لجأ اتحاديون إلى مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، الذي اتصل بدوره بالجراح أيضاً متابعاً المسألة، ما وضع التوقيع على نار حامية. وحاولت «الأخبار» الاتصال بالجراح، وأرسلت له رسالة نصية تتطلب رأيه بالموضوع لكن لم يكن هناك رد. ليس حتى الإجابة التقليدية: «سأهتم بالموضوع». ويبدو أن الملف ما زال في الدرج.
المنتخب في قطر، والملف... في الدرج. الاستحقاقات المادية كبيرة، إذ يشارك منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم. كل رحلة للمنتخب تكلّف آلاف الدولارات. فرحلة الهند التي سيقوم بها منتخب لبنان لخوض مباراة في 26 الجاري ستكلف المسؤولين ما يقارب الـ55 ألف دولار. أما مباراة الأردن الحساسة في 28 حزيران المقبل، فتتطلب معسكراً إعدادياً مهماً للمنتخب اللبناني نظراً لأهميتها في انتزاع بطاقة التأهل. وفي حال نجح منتخب لبنان في الصعود إلى الدور الثاني، فحينها سيواجه منتخبات من نوعية كوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبالتالي سترتفع كلفة السفر والأمور اللوجستية المتعلقة بالمباريات الى 120-150 ألف دولار للمباراة الواحدة خارج لبنان.
ولا تتوقف مصاريف المنتخب على الأمور اللوجستية، ذلك أن هناك أموالاً يجب أن تدفع كحوافز للاعبين إضافة إلى رواتب ومصاريف لتجنيس لاعبين. فالاتحاد اعتمد أتير ماجوك للمباراتين مع الهند وسوريا، ويعمل على تجنيس سام يونغ لمباراتي الأردن وسوريا، حيث سيكون اللاعبون علي حيدر وباسل بوجي قد تعافيا من الإصابة ما يسمح للمدرب باتريك سابا الاستغناء عن لاعب ارتكاز مجنّس. كما أن المسؤولين عن المنتخب وضعوا رؤية ترتكز على البحث عن لاعب مجنس من مستوى رفيع يكون عمره لا يتجاوز الـ25 عاماً بحيث يكون قادراً على اللعب مع المنتخب لفترة طويلة وخصوصاً في حال التأهّل الى كأس العالم ومواجهة منتخبات من العيار الثقيل، ولا شك أن أي لاعب من هذا المستوى لا يمكن أن يكلّف الاتحاد أقل من 150 ألف دولار. لكن الملف في الدرج. وهو «قيد الدرس». والوزير الجراح... «مهتم بالموضوع»!