عملٌ كبير ينتظر سابا ومساعديه في الجهاز الفني لتصحيح مسار المنتخب اللبناني الذي يواجه صعوبات حقيقيّة في تصفيات كأس العالم، خاصة بعد البداية المتعثّرة. بعد الفوز على منتخب الهند في لبنان «107 – 72»، تعرض المنتخب الوطني لخسارة قاسية أمام الأردن في عمّان «87 – 82» في تشرين الثاني الماضي.
خلطت الخسارة الأوراق، وعقّدت مهمة المنتخب في التصفيات. لكن سابا يحاول العمل على «المعنويات» من جهة، ومن جهة أخرى يولي الشق التقني اهتماماً جدياً. وتحضيراً للمرحلة الثانية من التصفيات، سيدخل منتخب لبنان بقيادة سابا معسكراً تدريبياً في قطر بين 13 و19 الجاري، استعداداً لمواجهة سوريا المقررة في 23 شباط، على ملعب مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل، قبل أن يتوجه بعدها إلى الهند لمواجهة نظيره الهندي في السادس والعشرين من الجاري.
يبدو سابا واثقاً من قدرات اللاعبين، ويقول إن «التحضيرات تسير على نحوٍ جيّد للمرحلة الثانية من التصفيات»، مؤكداً أنه على اللاعبين «تقديم كل ما لديهم لتحقيق نتيجة إيجابية، والقتال داخل الملعب من أجل تعويض نتيجة مباراة الأردن واستعادة صدارة المجموعة». الصدارة مسألة أساسية، ولذلك، فإن «التركيز يجب أن يكون مضاعفاً من قِبل الجميع»، خاصةً بعد الضربة القاسية التي تعرض لها المنتخب بخسارة جهود صانع الألعاب علي مزهر، الذي أُصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال مشاركته مع نادي الحكمة بدورة دبي الدولية الشهر الماضي.


ولا تتوقف المشاكل عند هذا الحد، فقد تعرض نجم المنتخب ونادي الرياضي بيروت، علي حيدر، لكسر في إصبع اليد، خلال مباريات الدوري، ليبتعد اللاعبان عن المشاركة في مباريات المنتخب نهاية الشهر الجاري. رغم ذلك، يبدو سابا مطمئناً: «لاعبو المنتخب يمتلكون جميع القدرات التي تمكّنهم من الذهاب بعيداً في التصفيات وتحقيق نتائج جيّدة».
صحيح أن المعنويات مرتفعة، وأن سابا يذكّر في أكثر من مرة، أنه لا شيء مستحيلاً رغم كل الصعوبات»، لكنه لا يغفل ضرورة العمل بجدية عالية: «على اللاعبين أن يتحلوا بالروح القتالية عالية على أرض الملعب، فلا شيء ينقص اللاعب اللبناني الذي أثبت خلال السنوات أنه من أفضل اللاعبين في آسيا». وفي إشارة لافتة، أشار المدرب الجديد إلى أن «الباب مفتوح في أي وقت لعودة النجم فادي الخطيب إلى صفوف المنتخب». يسرّ سابا إلى «الأخبار» أنه تحدث مع الخطيب... «الذي لم يقطع الطريق أمام عودته إلى المنتخب»، معتبراً أن «لاعباً بمستوى فادي الخطيب سيكون إضافة كبيرة».
وعطفاً على «الدردشة» بين سابا والخطيب، فمن الأمور الإيجابية لتولي سابا قيادة سفينة المنتخب، هي علاقته الإيجابية مع جميع اللاعبين اللبنانيين، ومعرفته بالمستوى الفني لكل لاعب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعد على حلّ الخلافات التي ظهرت داخل المنتخب خلال فترة تولي بوتاتوس. نقل حديث كثير عن أن الأخير خلق التوترات مع اللاعبين والاتحاد على حدّ سواء، وهو الأمر الذي أدى إلى رفض بعض اللاعبين في صفوف المنتخب تحت قيادته خلال تصفيات كأس العالم.

يسرّ سابا إلى «الأخبار» أنه تحدث مع فادي الخطيب الذي لم يقطع الطريق أمام عودته إلى المنتخب
وإلى اللبنانيين، هناك مسألة المجنّسين. وبعد الحديث عن ارتباط اسم نجم نادي هومنتمن سام يونغ، ليكون لاعباً مجنساً مع أحد المنتخبات الخليجية، أكدت مصادر في الاتحاد اللبناني للـ«الأخبار»، أن اللاعب اللبناني المجنس سيكون نجم نادي الحكمة جاي يونغبلود، على اعتبار أن المنتخب بحاجة إلى لاعب مسجل، نظراً إلى عدم وجود لاعب يسجل عدداً كبيراً من النقاط في المنتخب، وهو الأمر الذي ظهر خلال المباريات الأخيرة، حيث كان أفضل مسجل في معظم المباريات هو صانع الألعاب وائل عرقجي. كما أن فشل كل من نورفال بيل والمجنس الآخر آتر ماجوك في تقديم الإضافة المطلوبة للمنتخب في آخر تجربتين، عجّل في ضرورة تجنيس لاعب يقدم مستوى كبيراً، ويساهم في حل مشكلة ضعف التسجيل. وضعنا هذه المعطيات أمام سابا، فأعاد التذكير بثقته بالمنتخب اللبناني كمجموعة بشكل عام. والثقة متبادلة، إذ يضع الاتحاد اللبناني للعبة بدوره ثقة كبيرة بالمدرب باتريك سابا ومساعده مروان خليل «لاستعادة التوازن وتصحيح المسار، خاصة بعد تغيير لجنة المنتخبات». حسب المتابعين، فإن تولي أكرم الحلبي، رئاسة اللجنة الجديدة، ساعد على حل الخلافات الكبيرة التي كادت أن تفجّر الاتحاد اللبناني للعبة خلال الفترة الماضية. الخلافات التي انعكست سلباً على المنتخب في بطولة آسيا الأخيرة، التي خرج فيها لبنان من الدور ربع النهائي على يد إيران، وعلى المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم. إلى ذلك، يحظى سابا وخليل بدعمٍ كبير من المدربين اللبنانيين في دوري الدرجة الأولى لما يعززه تولي مدرب لبناني قيادة المنتخب من دور المدرب اللبناني ومكانته.




الطريق إلى بكين

تقام تصفيات آسيا وأوقيانوسيا، المؤهلة لكأس العالم للمرة الأولى بنظام الدوري ذهاباً وإياباً، ويتأهل ثلاثة منتخبات من كل مجموعة، ليتم تقسيمها إلى مجموعتين لاحقاً، بواقع ست منتخبات لكل مجموعة. ويتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة إلى نهائيات كأس العالم بالإضافة إلى أفضل مركز رابع. وبعد هذا الدور سيخوص لبنان مبارتين مع الأردن في 28 حزيران المقبل على ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل، ومع سوريا في الأول من تموز المقبل على الملعب نفسه. وكان لبنان شارك ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم، كانت في 2002 في انديانا بوليس الأميركية وفي 2006 في اليابان، وفي 2010 في تركيا.