غاب الحكّام الدوليون عن ختام المرحلة السابعة عشرة من بطولة لبنان لكرة السلة، وتحديداً في لقاء الرياضي ومضيفه بيبلوس، والذي فاز فيه الضيف 88-80 بقيادة حكام اتحاديين من الدرجة الرابعة مطعّمين بالحكم السوري عبود سارجي، اضافة الى منصور الريس وعميد الصراف. وكان افضل مسجل من الرياضي أمير سعود مع 19 نقطة، كما سجل دونتي غرين 17 نقطة، وعلي حيدر 15 نقطة، وجان عبد النور 12 نقطة و14 متابعة.ومن بيبلوس كان نيكولوز تشيكيسفيلي 34 نقطة، وديفين بروكس 15 نقطة.

القصة بدأت في مباراة بيبلوس وضيفه اللويزة ضمن المرحلة السادسة عشرة يوم الخميس 18 الشهر الماضي والتي فاز فيها اللويزة 91 - 82. هذه المباراة شهدت اعتراضات كثيرة من فريق بيبلوس على التحكيم، وتوقفت مرتين بعد دخول رئيس النادي جان مارك خالد وراعي النادي نبيل حوّاط الى أرض الملعب احتجاجاً على حكام المباراة، وهم رباح نجيم وزياد طنوس وربيع المصري.
حكام اللقاء بشكل خاص والحكام الدوليون بشكل عام انتظروا من الاتحاد اللبناني لكرة السلة أن يتخذ قرارات بإنزال عقوبات بحق خالد وحوّاط تنفيذاً للقانون وحماية للحكام في المستقبل من الضغوط التي يتعرضون لها، رغم أدائهم الجيد في قيادة المباراة.
لكن اللجنة الادارية اكتفت بتغريم النادي من دون اتخاذ قرارات بالإيقاف، ما أثار حفيظة الحكام الدوليين الذين أرسلو كتاباً الى الاتحاد أول من أمس علقوا فيه مشاركتهم في قيادة المباريات «حتى التطبيق الفعلي لجميع القوانين والعقوبات المنصوص عليها في النظام الداخلي، لا سيما مباراة نادي بيبلوس والتي أحداثها أصبحت معروفة للجميع»، كما جاء في بيان الحكام الدوليين. وتأتي خطوة الحكام بعد سيل من الوعود من قبل رئيس الاتحاد بيار كاخيا وأمين السر شربل رزق ببيانات إعلامية «لم ينفّذ منها شيئاً، بل على العكس نجد الاتحاد عاجزاً عن حمايتنا وصون كراماتنا التي هي من صلب كرامتكم». ويعتبر الحكام أنهم الحلقة الأضعف وكبش المحرقة ومكسر العصا منذ انطلاق البطولة، رغم كل النداءات التي أطلقوها، كما جاء في بيانهم.
لعل ما يؤلم الحكام أن نادي بيبلوس تحديداً يحمّلهم مسؤولية الخسارات التي يلقاها، في حين ان الجميع يعلم ان هناك مشاكل مالية في النادي، واللاعبون لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، وليس هناك من يجيب على اتصالاتهم، سواء من الادارة أو من حواط نفسه.
تعليق مشاركة الحكام وضع الاتحاد بين نارين، فمن جهة هو غير قادر على اتخاذ قرار بالإيقاف بحق جان مارك خالد ونبيل حواط بعد أن أبلغ نائب الرئيس في الاتحاد ضومط كلّاب زملاءه في اللجنة الادارية بنية بيبلوس الانسحاب من البطولة في حال تم اتخاذ قرارات بحق المسؤولين في النادي، وهذا سيؤثر على عقود النقل التلفزيوني. ومن جهة أخرى لم يعد بالامكان الضغط على الحكام، خصوصاً أن المرة الماضية التي عادوا فيها عن تعليق مشاركتهم في قيادة مباريات البطولة نظراً إلى عدم صرف مستحقاتهم المادية كانت بتدخّل من أمين عام الاتحاد الآسيوي هاغوب خاتجيريان.
وفي ظل انتفاضة الحكام، تبقى هناك مرحلة وحيدة متبقية قبل انتهاء الإياب وهي ستقام أيام الجمعة والسبت والأحد حيث سيلعب الجمعة المتحد مع ضيفه بيروت عند الساعة 20.30، ويلعب السبت عند الساعة 17.00 الشانفيل مع ضيفه الحكمة، والتضامن مع ضيفه اللويزة. وتختتم المرحلة الأخيرة الأحد بلقاءي الأنطوني وضيفه بيبلوس عند الساعة 17.00، والرياضي مع ضيفه هومنتمن في التوقيت عينه.
وستكون العين على لقاء الحكمة في ظل ما غرّد به الثلاثي الأجنبي في الفريق جاي يونغبلاد وأتير ماجوك ودواين جاكسون، معلنين توقفهم عن اللعب إلى حين حل المشاكل الإدارية، والتي هي بشكل خاص مادية، في ظل وجود متأخرات مالية لهم.
لكن هذا لم يمنع اللاعبين من التدرب مع الفريق، كما أشار رئيس النادي سامي برباري لـ»الأخبار»، معتبراً أن هذا الكلام يحدث أسبوعياً في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي، لكن هذه المرة ظهرت الى الرأي العام بعد تغريدات اللاعبين.
وكشف برباري عن سعي الادارة لتأمين بعض الأموال كما في كل مرة، مشيراً الى ترقب الادارة وصول أموال من دورة دبي لتدفعها للاعبين. لكن رئيس نادي الحكمة بدا واثقاً من أن اللاعبين لا يمكن أن يقاطعوا المباريات، متمنياً أن يتم حل الموضوع سريعاً.