حين رفع رئيس نادي النجمة أسعد السقال كأس النخبة يداً بيد مع مدرب الفريق حينها جمال الحاج، بعد أربع وعشرين ساعة على انتخاب السقال رئيساً للنادي، لم يكن أحد يتوقع أن تأخذ العلاقة بين الطرفين هذا المنحى المتوتر. ما جمعهما في نهائي كأس النخبة، أول لقب أحرزه النجمة هذا الموسم، فرّقته النتائج المتواضعة للفريق في ذهاب الدوري اللبناني.السقال طالب مبكراً بإقالة الحاج ليصطدم برأي مغاير في الادارة نجح في دعم الحاج حتى قرر الأخير الاستقالة والانتقال الى منصب مدير الكرة في النادي.

قد يكون السقال محقاً في مطلبه، خصوصاً أن نتائج الفريق لم تكن على مستوى الآمال، لكن وجهة النظر الأخرى التي تمسّكت بالحاج لم تأتِ من فراغ. فالتيار الداعم لـ»الكابتن جمال» في الادارة ينطلق ممّا قام به الحاج للنجمة والعلاقة بينه وبين النادي التي هي أبعد بكثير من علاقة مدرب وفريق ونتائج في الدوري؛ فالنجمة يعيش أجواء صحية لطالما افتقدها على صعيد العلاقة بين اللاعبين بعد عملية «التطهير» التي حصلت قبل شهور، وكان الحاج قائد هذه الحملة بدعم من الادارة، عبر إبعاد العناصر السلبية في النادي و«الرؤوس الكبيرة» التي ظهر تأثيرها السلبي في الأندية التي انتقلت اليها. ولعل كلام المدير الفني الجديد للنجمة، الألماني ثيو بوكير، عن الاختلاف الكبير في الأجواء بين السابق، حين كان مدرباً للنجمة قبل ثلاث سنوات، والحاضر سواء في كلامه في هذا الإطار مع بعض أعضاء الادارة أو في دردشة مع «الأخبار»، يؤكّد النتائج الإيجابية لعملية التطهير هذه، والتي كان للحاج دور أساسي فيها.

الحاج منزعج من هجوم بعض المقرّبين من السقال عليه


أيضاً أصبح النجمة يملك «سلاحاً فتّاكاً» هو حسن معتوق، مع كل ما يقدمه قائد منتخب لبنان في الدوري من أداء وتهديف وصناعة أهداف وإمتاع كروي، وهذا أيضاً يعود الفضل فيه للحاج. فالكل يعلم أنه لولا جمال وعلاقته المميزة به لما أتى حسن الى النجمة. فلا المال ولا العقود هي من فتحت الطريق أمام معتوق كي ينضم الى النجمة. وحدها العلاقة مع «أبيه الروحي» جعلت معتوق يرتدي قميص النجمة.
أمرٌ آخر هو موضوع الفئات العمرية التي قام الحاج «بنفضة» على صعيد المدربين قبل سنتين، فاستعاد أبناء النادي كمحمد ابراهيم وبلال فليفل، ما أعاد النجمة الى منصات التتويج، وخصوصاً في فئة الشباب على مدى سنتين، مع ما تشكّله هذه الفئة من دعم للفريق الأول. وطبعاً موضوع الفئات العمرية يشمل نجلي الحاج يوسف وعلي، خصوصاً الأخير الذي يعتبر مكسباً كبيراً للنجمة في المستقبل.
وجهة النظر هذه تطلبت جهداً كبيراً من بعض الاداريين، وخصوصاً نائب الرئيس، صلاح عسيران، وأمين السر سعد الدين عيتاني، كي يقنعوا الرئيس بها، فهل اقتنع؟
«جمال الحاج حاجة ملحّة للنادي ووجوده أساسي ودوره كبير في النجمة. فهو ابن النادي، ورأيه أساسي في رسم خارطة الفريق الفنية، ولن نفرّط به أبداً، وهو باقٍ معنا»، يقول السقال في اتصال مع «الأخبار». كلامٌ مفاجئ في ظلّ الهمس الكثير الدائر حول علاقة الرجلين؛ «هيدا حكي فايسبوك ومواقع تواصل اجتماعي وسعي من أطراف عديدة لتعكير صفو العلاقة ودقّ إسفين بيني وبين جمال. على الصعيد الشخصي ليس هناك أي مشكلة مع جمال، فهو شخص خلوق وأنا أحبه، وعلى الصعيد المهني النجمة ليس الفريق الأول فقط. فهناك تدرّج في العمل من الفئات العمرية حتى الفريق الأساسي، والمسؤول عنه جمال الحاج.
وإذا كان جمال منزعجاً من أمرٍ ما، فمكتبي وبيتي مفتوحان له للحديث عن كل ما يزعجه».

لكن ماذا يزعج الكابتن جمال؟

يرفض جمال الحديث عن الموضوع مطلقاً. موقف يشير الى وجود مشكلة ما لا يريد الحاج «تكبيرها». البعض يقول إن الرئيس لا يريده وغير مقتنع بدوره وأحقيته بمنصب مدير الكرة في النادي. أمرٌ نفاه السقال جملة وتفصيلاً، لكن هناك من يؤجّج النار بين الطرفين. «هناك أشخاص يسعون الى عرقلة مسيرة النادي، والطريقة المثلى هي ضرب الجمهور بعضه ببعض على مواقع التواصل الاجتماعي. بعضهم مع الرئيس وآخرون مع جمال، لكن أؤكّد للجميع أننا واحد وليس من مصلحة الفريق حصول خلافات في ظل المنافسة القائمة».
تشير المعلومات إلى أن ما أوصل جمال الى هذه المرحلة من الاستياء هو ما ورد في «فايسبوك» على حساب لشخص مقرّب من السقال ويشغل منصباً في النادي حصل جدال بينه وبين الحاج قبل أن يعود ويشكر الادارة وبوكير واللاعبين مستثنياً جمال، بعد الفوز في المباراة الأخيرة للفريق.
أمرٌ اعتبره الحاج رسالة من السقال، كون هذا الشخص مقرّباً منه ويعمل في النادي، وبالتالي لا يمكن أن يكون ما قام به عادياً. فهو ليس واحداً من الجمهور، بل واحد من النادي، وحين يتعرّض للحاج فهذا يعني أن الرئيس موافق.
أمرٌ ينفيه السقال، ويؤكّد أن لا علاقة له بما حصل، مشيراً الى أن جميع الأمور يمكن حلّها ما دام الأساس موجوداً.
الكرة الآن في ملعب الطرفين القادرين على حلّ الموضوع في جلسة مصارحة قد تحصل بمسعى من القيّمين على النادي والغيورين على مصلحته، بشرط تصفية النيّات ووضع كل الاختلافات وليس الخلافات خلف ظهورهم حرصاً على مصلحة النادي وقطعاً للطريق أمام من يضع الزيت على النار، إما لتصفية حسابات قديمة مع جمال أو للاستفادة من حالة الخلاف بين الرجلين.