القصة بدأت عندما قال مدرب منتخب مصر الأرجنتيني هكتور كوبر في مقابلة تلفزيونية إن لديه معلومات إسبانية مؤكدة عن أن هناك اهتماماً من ريال مدريد بمحمد صلاح. وأعقب هذا التصريح سؤال وُجِّه إلى مدرب الريال، الفرنسي زين الدين زيدان، بهذا الخصوص، فكانت إجابته واضحة وصريحة حول تقديره لموهبة اللاعب أيام كان مع روما، وتالياً بعد انتقاله إلى ليفربول.وإذ يبدو محسوماً أن صلاح لن يذهب إلى أيّ مكان في سوق الانتقالات الشتوية الحالية، وخصوصاً بعد رحيل البرازيلي كوتينيو إلى إسبانيا للانضمام إلى برشلونة، فإنه لا يمكن أبداً استبعاد حصول الصفقة بعد نهاية كأس العالم 2018.

وانطلاقاً من ذكر كوتينيو، يمكن التصويب على هذه النقطة، إذ إنه بات معلوماً أن ليفربول لا يعرف كيفية الحفاظ على نجومه، إذ يذكر الكل أيضاً كيف خسر خدمات الإسباني فرناندو توريس لمصلحة تشلسي، وهو في عزّ عطائه، ثم رحل هداف آخر، هو الأوروغواياني لويس سواريز إلى برشلونة، من دون أن يتمكن أحد من إيقاف هذه الصفقة.
من هنا، يمكن عدم استبعاد حدوث هذا الأمر مع صلاح، وخصوصاً أن أحداً لن يمكنه رفض عرضٍ من ريال مدريد، إن كان اللاعب الذي يعرف مدى حجم أهمية هذه الخطوة بالنسبة إليه، أو النادي الإنكليزي الذي لن يستطيع أن يقاوم كثيراً عرضاً كبيراً من نظيره الملكي.

انتقال غير مستبعد لصلاح
إلى ريال مدريد بعد المونديال

وريال مدريد، بطبيعة الحال، سيفكر بصلاح عندما ينظر إلى أفضل اللاعبين في أوروبا، وهو الذي سيكون في صدد ترميم تشكيلته بعد الموسم الكارثي الذي يعيشه حالياً. ومع توجهه للاستغناء عن الويلزي غاريث بايل وجلب جناح فعال أكثر منه، لا شك في أن صلاح سيكون خياراً مطروحاً. ويعزّز هذه المسألة أنه يمكن ريال استخدام بايل كطعمٍ لحسم صفقته، وخصوصاً أنه يعلم أن كل نادٍ في إنكلترا سيرغب في التعاقد مع لاعبٍ يبدو وكأنه ولد للعب في الدوري الإنكليزي الممتاز الذي لمع نجم بايل فيه أيام كان مع توتنهام هوتسبر. لذا، إن صفقة تبادلية مع مبلغٍ جيّد قد تنهي كل شيء.
ويضاف إلى هذه النقاط نقطة مهمة أخرى، هي أن ريال مدريد منذ مطلع الألفية الجديدة بدأ في البحث عن أسواقٍ جديدة بعيداً من الأسواق التقليدية في آسيا، ووسط الحجم السكاني الضخم لمصر، سيكون من الجيّد استقدام نجم مصر الأول الذي ينافس حالياً بشهرته نجوم الفن والتمثيل. فإذا عدنا إلى عام 2001، نجد أن الريال حاول تقديم نفسه إلى الجمهور المصري من خلال خوضه مباراة مع النادي الأهلي (انتهت بفوز الأخير 1-0)، بمناسبة احتفال الأخير بحصوله على لقب «نادي القرن». لكن بعدها تحدثت الإحصاءات عن حجم أكبر للقاعدة الشعبية لبرشلونة في البلاد، وهو الذي كان قد بدأ في الانتشار عبر مراكز الروابط، ولاحقاً عبر الأكاديميات الرسمية التابعة له. لذا، إن ضمّ صلاح إلى «الميرينغيز» سيستميل قسماً من المصريين ليشرع الريال في فتح متاجره هنا وهناك في المدن المكتظة.
وفي وقتٍ سيسعى فيه «الحمر» إلى تحسين شروط عقد صلاح، لا يبدو أن صفقة مرتقبة ستكون مستحيلة، فلا يمكن استغراب تحول النجم المصري إلى «جندي في البيت الأبيض»، إذ سبق أن كشف صلاح عن طموحات لا محدودة لحصد الألقاب، وهو أمر من الصعب تأمينه في ليفربول في الوقت الحالي، بينما سيكون متاحاً في الريال لاعتبارات عدة، على رأسها القدرة الشرائية للنادي الإسباني على صعيد التعاقد مع اللاعبين، وبالتالي تشكيل فريقٍ قوي رغم كبوة الموسم الحالي.
كذلك، يعلم صلاح أن سعره سيصيب أرقاماً كبيرة، ربما كانت قريبة من القياسية، في حال تألقه في كأس العالم، وهو أمر غير مستبعد أبداً بالنظر إلى الدور البطولي الذي يلعبه مع المنتخب المصري، وهو الدور الذي ــ على ما يبدو ــ سيفتقده ليفربول بعد أشهرٍ قليلة.