لي نيلسون هو أكثر من ممثل كوميدي، إذ لا يمكن وضع اسم هذا الرجل إلا في الإطار الرياضي، وفي ساحات كرة القدم تحديداً.هو يرتبط ارتباطاً وثيقاً باللعبة التي يجد فيها أرضاً خصبة لتقديم «آخر أعماله». وهذا الأمر ليس غريباً، ففي نهاية المطاف يأتي الرجل من بيئة حاضنة ومتيّمة باللعبة، أي إنكلترا، التي قدّمت نجوماً إلى المستديرة، لكن اليوم يسرق منهم جايسون بنت كل الأضواء.

جايسون بنت؟ نعم هو اسم غريب بالنسبة إلى البعض، لكنه اسم للاعب كرة قدم وهمي يدافع عن ألوان مانشستر سيتي ومنتخب إنكلترا. لكن هذا اللاعب ليس سوى لي نيلسون، أو سايمون برودكين وهو الاسم الحقيقي لهذا الممثل، الذي يبدو متيّماً باللعبة الشعبية الأولى في العالم. وبالتأكيد، إن حبه للعبة جعله يُقدِم على فعلته التي ضجّ بها العالم أخيراً، وذلك عندما رمى عملة مزيّفة على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر، قائلاً له: «تفضل يا سيب، هذا من كوريا الشمالية لاستضافتها مونديال 2026».
في كلام الممثل الكوميدي الذي يستخدم اسم بنت في مقالبه الكروية الكثير من الدلالات، وفي اختياره كوريا الشمالية تحديداً دلالة أكبر، فهو أراد الإشارة إلى أن بلاتر مرتشٍ ويقبل أن يستضيف أي بلدٍ كأس العالم، حتى لو كان غير قادرٍ على هذه الخطوة، أو حتى لو أن العالم يتهم نظامه بالديكتاتورية التي أراد بنت أن يوصَم بلاتر بها أيضاً، لذا كان اختياره لهذا البلد الآسيوي المثير للجدل تحديداً.

في اختيار جايسون
بنت لكوريا الشمالية
في هجومه على
بلاتر دلالات كبيرة


وبطبيعة الحال، أصبح الجمهورالإنكليزي يترقب بنت، وهو لم يكن مستغرباً ما فعله أخيراً في قلب «الفيفا»، إذ إنه يخطّط لفعلته ويدرسها بدقة ويؤمن لها كل المستلزمات والتجهيزات، من ملابس إلى بطاقات تصريح وغيرها. هو يحاول أن يضع صورة النجوم الإنكليز في إطار كوميدي، فيسرّح شعره مثل النجوم ويرتدي نفس ملابسهم، ويحاول أن يندمج معهم، لكن من طريق التسلل، وحتى إنه غرّد على تويتر قبل مؤتمر «الفيفا»: «متحمس لوجودي في «الفيفا» ومقابلة سيب بلاتر لتأمين حصول كوريا الشمالية على استضافة مونديال 2026».
قبل عامين وخلال قيام لاعبي مانشستر سيتي بالتحمية لمباراتهم مع مضيفهم إفرتون على ملعب «غوديسون بارك» تفاجأوا بوجود زميلٍ بينهم لم يروا وجهه سابقاً. هو بنت الذي ارتدى الملابس الخاصة بالتحمية نفسها واختلط بالبوسني إدين دزيكو والارجنتيني كارلوس تيفيز الذي غرق في الضحك، وخصوصاً بعدما سحب رجال الأمن اللاعب الدخيل من الملعب، ليقف بعدها أمام المحكمة بسبب مخالفته قانوناً صارماً خاصاً باقتحام الملاعب.
حادثةٌ أخرى حصلت في العام الماضي عندما ارتدى بنت نفس البزة الرسمية الخاصة بلاعبي منتخب إنكلترا ووقف بينهم في مطار لوتون محاولاً ركوب الطائرة معهم قبل اتجاهها إلى البرازيل لخوض غمار المونديال، قبل أن يُقبض عليه.
أما المشهد الأخير في «الفيفا»، فكان أكثر من كوميدي. هو مشهدٌ يختصر واقع المؤسسة الكروية الأعظم ونظرة عدم احترام العالم لها حالياً.