بالتأكيد، كان الموسم الماضي مميزاً بكافة المقاييس وعلى كافة الصعد بالنسبة إلى يوفنتوس الإيطالي، حيث خطف فيه الأضواء ليس فقط على المستوى المحلي بحصوله على الثنائية، بل أوروبياً بتقديمه أداءً قوياً في بطولة دوري أبطال أوروبا، معيداً الهيبة والحضور لكرة «الكالتشيو» بوصوله إلى النهائي الذي خسره بصعوبة أمام برشلونة الإسباني 1-3 في برلين، بعد أن كان قد أطاح غريم الأخير ريـال مدريد في نصف النهائي وسيطر لاعبوه على التشكيلة المثالية للبطولة.
وبطبيعة الحال، إن وصول «اليوفي» إلى هذه المرتبة، أوروبياً دائماً مع انعدام المنافسة على المستوى المحلي، نظراً إلى التراجع الكبير للفرق الكبرى مثل ميلان وإنتر ميلانو على وجه الخصوص، جعل «البيانكونيري» وإدارته أمام مهمة الحفاظ على ما تحقق، خصوصاً أن الفريق عانى كثيراً في السنوات الأخيرة بين كبار «القارة العجوز»، وأن العيون تفتّحت أكثر على نجوم الفريق، فضلاً عن قرار آخرين بالرحيل.
هكذا، فإن «الضربات» التي تلقاها فريق مدينة تورينو لم تكن سهلة منذ مطلع الصيف، إذ غادره نجم وسطه المخضرم أندريا بيرلو، متجهاً نحو الولايات المتحدة ونجم هجومه الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي عاد أدراجه إلى بلاده ليرتدي قميص فريقه السابق بوكا جونيورز، فيما يبدو أن أيام نجم الوسط الآخر التشيلياني أرتورو فيدال باتت معدودة في الفريق، وحتى إن صحيفة «ذا غارديان» البريطانية أكدت أمس توصّل بايرن ميونيخ الألماني إلى اتفاق للتعاقد معه مقابل 37 مليوناً، وهي الصفقة التي تحتل العناوين في الفترة الأخيرة، بينما يخوض «اليوفي» حرباً ضروس للحفاظ على نجمه الموهوب الفرنسي بول بوغبا المطلوب تحديداً من برشلونة الإسباني، وهو إن لم يرحل عن صفوفه هذا الصيف، فبالتأكيد سيحدث هذا في الصيف التالي.

قرر يوفنتوس اعتماد سياسة ضم لاعبين شبان على حساب النجوم


صحيح هنا أن التغيير كان واقعاً حتماً في يوفنتوس مع تقدم العديد من نجومه في السنّ، وهذا ما ينطبق على بيرلو وتيفيز وما سيطاول لاحقاً آخرين مثل جيانلويجي بوفون وأندريا بارزاغلي، إلا أن قرب رحيل فيدال معهما شكّل ضربة قوية، خصوصاً أن هؤلاء الثلاثة يمثّلون مركز القوة في الفريق.
ما هو ردّ فعل يوفنتوس في المقابل؟ حتى الآن تعاقد الفريق مع الألماني سامي خضيرة والكرواتي ماريو ماندزوكيتش والأرجنتيني باولو ديبالا والمحلي سيموني زازا.
الأكيد أن هذه الأسماء لا ترقى إلى سلفها. إذ باستثناء ديبالا الذي ينتظره مستقبل واعد، إلا أنه لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، فإن زازا لا يُقارن بتيفيز، أما ماندزوكيتش فلا يعدو أن يكون سوى مهاجم كلاسيكي ويُتخوّف أن يكون مصيره مع الفريق مثل شبيهه في الأسلوب الإسباني فرناندو لورينتي، أما خضيرة فقد شهد مستواه تراجعاً كبيراً بعد مونديال البرازيل ليصبح جليس مقعد البدلاء مع ريـال مدريد الإسباني.
ومن ثم، فإن التعاقدات بمجملها في الجانب الهجومي على غرار ما حصل سابقاً بتكديس عدد كبير منهم، بينما أن الحاجة تبدو كبيرة لتدعيم خط الوسط بلاعبين «من الوزن الثقيل» لتعويض نجم مثل بيرلو والرحيل الوشيك لنجم آخر بمواصفات فيدال.
المدرب ماسيميليانو ألليغري دافع عن هذه التعاقدات ولم يخف أن سياسة النادي هي الاتجاه لتعاقدات مع لاعبين شبان لخفض معدل السن المرتفع، وهذا ما يتمثل بالتعاقد مع ديبالا وما حُكي أيضاً عن اهتمام بضم الألماني جوليان دراكسلر من شالكه، فضلاً عن ارتفاع أسهم العديد من الشبان في الفريق وفي مقدمهم الإسباني ألفارو موراتا والأرجنتيني روبرتو بيريرا.
ما يبدو واضحاً، إزاء هذا الواقع، أن الفريق الملقب بـ»السيدة العجوز» قرر كسر تقليده في السنوات الأخيرة وبدأ يعدّ العدة لاستعادة شبابه بسرعة دون الاكتراث بالأسماء الكبيرة وعامل الخبرة تحديداً في الوسط والهجوم، وهي خطوة لا تخلو، بالتأكيد، من مخاطرة.