أشعل «دربي» الشمال و«موقعة الجبل» نهايةَ الأسبوع السادس من الدوري اللبناني لكرة القدم، بعد أن تحولت الدقائق الأخيرة من المباراتين بين طرابلس والسلام زغرتا في الشمال، والإخاء الأهلي عاليه وضيفه الصفاء في بحمدون إلى دقائق جنونية مثيرة خطف فيها فريقا طرابلس والإخاء التعادل في التوقيت عينه تقريباً، وتحديداً في الوقتين الإضافيين.
«موقعة الجبل» بين «أولاد العم»، الإخاء والصفاء، كانت الأكثر إثارة، وانتهت بالتعادل 3 -3، حيث توجّه الصفاء إلى بحمدون لاستعادة الصدارة من العهد وتمديد إقامته فيها أسبوعاً جديداً، في ظل الإصابات العديدة التي يعاني منها صاحب الأرض، مع غياب الثلاثي الأجنبي وواحد من أفضل لاعبيه المحليين، حسن الحاج.

سيناريو اللقاء كان يوحي أن رياح المباراة كانت تجري وفق ما تشتهيه سفن الصفاء، خصوصاً مع التقدّم المريح في الشوط الأول 2 – 0 عبر الكاميروني إرنست ناناغ ومحمد جعفر من ركلة جزاء.
أمرٌ تبدّل جذرياً في الشوط الثاني، مع وجود نجمين في الإخاء أثبتا انهما يوازيان مجموعة أجانب، الأول هو ألكسي خزاقة الذي سجّل هدفي الأخاء، معيداً الأمور إلى النقطة الصفر، وصادماً الصفاويين على صدارة اهتزت مجدداً.
لاعب الصفاء السوري محمد المرمور أعاد التقدّم للضيوف، حين سجّل الهدف الثالث للصفاء، ليعود فريقه متصدراً بغضّ النظر عن نتيجة الأنصار مع الإصلاح في ختام الأسبوع.
وهنا جاء دور بطل المباراة الثاني في الإخاء أحمد حجازي، الذي سجّل الهدف الغالي، معادلاً النتيجة في الوقت الإضافي، وحارماً الصفاويين الصدارة.
في الوقت عينه، وأيضاً في الوقت الإضافي، كانت الإثارة تصل إلى ذروتها على ملعب طرابلس البلدي حين خطف صاحب الأرض التعادل 2 – 2 من ضيفه السلام زغرتا، في مباراة حملت عنوان العنصر الأجنبي الذي سجّل أهداف المباراة. واللافت أن سيناريو ملعب بحمدون تكرر في طرابلس وبالطريقة عينها تقريباً، فالضيف السلام تقدّم 2 – 0 عبر الموريتاني أمادو نياس، وقلّص البرازيلي تياغو النتيجة للطرابلسيين. وتمرّ الدقائق مع تقدم زغرتاوي قبل أن يخطف البوسني نيناد نوفاكوفيتش هدف التعادل في الدقيقة 93 لتنفجر مدرجات الفريق الطرابلسي بفرحة جنونية وتلاقي احتفالاً هستيرياً للفريق على أرض الملعب.

لقاء مرتقب
بين الانصار والصفاء في المرحلة السابعة

بدوره، كان فريق الأنصار يقسو على ضيفه الإصلاح البرج الشمالي برباعية نظيفة على ملعب المدينة الرياضية لينفرد «الأخضر» في صدارة الترتيب بفارق الأهداف أمام الصفاء قبل لقائهما الناري في الأسبوع المقبل يوم الجمعة على ملعب المدينة الرياضية.
نتيجة الأنصار والإصلاح قد تكون ظالمة بعض الشيء بحق الضيف الصوري، الذي رغم إمكاناته المتواضعة قارع خصمه في الشوط الأول بأداءٍ جماعي قاده موسى زيات، وكان قادراً على الخروج متعادلاً لولا لاعب الأنصار خالد تكه جي الذي سجّل هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، انكشف الإصلاح في ظل خوضه المباراة على ملعب كبير، وهو المعتاد على ملعب صور الأصغر حجماً، والذي يملك أرضية اصطناعية بعكس ملعب المدينة الرياضية. أمر ظهر من خلال المساحات التي ظهرت في صفوف الإصلاح واستغلها الأنصاريون على أفضل وجه، فسجّلوا ثلاث مرات عبر السنغالي الحاج ماليك وزميله علاء البابا، قبل أن ينهي تكه جي ما بدأه، ويسجّل الهدف الرابع، منهياً مسلسل الأهداف في الأسبوع الأكثر تسجيلاً هذا الموسم مع 22 هدفاً، وكان من الممكن أن يكون أكثر لولا براعة حارس الأنصار حسن مغنية في التصدي لركلة الجزاء التي احتُسبت للإصلاح ونفذها السنغالي بايي سيسيه.
وإذا كان يوم الأحد هو يوم الإثارة الفنية، فإن يوم السبت كان يوم النهوض بالنسبة إلى العهد والنجمة. الأول فاز على الشباب العربي 3 – 0 على ملعب صيدا، بينما عاد النجمة من البقاع بثلاث نقاط غالية وفوز 2 – 0 كان بطله الحارس علي السبع الذي تصدى لركلتي جزاء للنبي شيت.
في صيدا كان العهد يحقق فوزه الثاني هذا الموسم، لكن بقيادة مدربه الجديد باسم مرمر وعودة قائده هيثم فاعور، مع غياب الثلاثي علي السعدي، محمد حيدر وحسين دقيق. السعدي بقي على مقاعد الاحتياط، وحيدر غاب لارتباط عائلي خاص، أما دقيق فبقرار من المدرب مرمر.
العهد كان بأمسّ الحاجة للفوز، ووجد في خصمه الشباب العربي فريسة سهلة، في ظل الحالة الفنية الصعبة للخصم الشبابي الذي لم يكن اسماً على مسمى، في ظل «عواجيز» الفريق الذين أثقلوا كاهله، فكانوا لاعبين بلا روح أمام خصم آتٍ للفوز، ولا شيء سواه.
هدف تحقق عبر تألق فوق العادة لأحمد زريق الذي سجّل الهدف الأول ليخرج فريقه متقدماً 1 – 0 في الشوط الأول. وفي الثاني تعززت النتيجة من ركلتي جزاء ترجمهما نور منصور والسنغالي إبراهيما ديوب إلى هدفين قتلا المباراة التي وُلدت ميتة أصلاً للشباب العربي.
قبلها كان النجمة يفوز على النبي شيت في البقاع بهدفين لحسن معتوق والنيجيري كبيرو موسى، في لقاء شهد حدثين مهمين:
الأول مشاركة الحارس السبع بدلاً من عباس حسن، فكانت مباراة العمر بالنسبة إلى الحارس الشاب الذي كان له دور البطولة في فوز فريقه.
والحدث الثاني عودة نادر مطر من الإصابة، فشارك في اللقاء أساسياً، ما أراح الفريق باستعادة عناصره تدريجاً، بانتظار عودة الجمهور بعد انتهاء فترة إيقافه أربع مباريات، ستكون آخرها أمام التضامن صور في الأسبوع المقبل في صور.