يواصل المسؤولون في نادي النجمة عملهم لاستيعاب صدمة الخسارة أمام الأنصار 1 - 5 في الأسبوع الثالث من الدوري اللبناني لكرة القدم. فالقيمون على النادي يعلمون تماماً حجم هذه الخسارة على الجهاز الفني، وعلى اللاعبين وحتى على الجمهور. وعليه، عُقِد أمس اجتماعٌ في مكتب نائب رئيس النادي صلاح عسيران، بحضور أمين السر سعد الدين عيتاني والمدير الفني جمال الحاج ومدير الفريق بهيج قبيسي قبل أن ينتقلوا الى ملعب النجمة، حيث كان اللاعبون في انتظارهم.
خلاصة الاجتماعين أمس هو تجديد الثقة بالمدرب الحاج وبالحارس عباس حسن، حيث أوضح عسيران لـ"الأخبار" أن الإدارة لديها ملء الثقة باللاعبين والجهاز الفني، وخصوصاً الحارس عباس حسن، لافتاً الى أن المباراة شهدت أخطاءً ستكون درساً للمستقبل. وشدد على أن الإدارة تعلم تماماً أن لاعبيها بعيدون كل البعد عن أي شبهات، وخصوصاً في موضوع التلاعب بالنتائج لمصلحة مكاتب المراهنات. "وإذا كانت هذه الآفة موجودة لدى أطراف آخرين، فلا داعي لرميها على نادي النجمة. ما حصل هو أخطاء إنسانية ستكون حاضرة في أذهان المسؤولين لتلافيها والاستفادة منها".
هذا على الصعيد الفني، لكن ماذا على الصعيد الجماهيري والأحداث التي شهدتها المباراة؟
لدى المسؤولين في النادي علامات استفهام كثيرة حول ما حدث، والسيناريو الذي حصل، وخصوصاً في ظل الأجواء الجيدة التي سيطرت على المدرجات حتى الدقائق العشر الأخيرة حين انفجرت الأمور بشكل سريع ودراماتيكي، ما يثير الشبهات حول وجود سيناريو منظّم وعودة المقنّعين الى المدرجات في صورة مشابهة لمباراة النجمة والوحدات الأردني في كأس الاتحاد الآسيوي.

عسيران يؤكّد أن
لاعبي النجمة فوق مستوى الشبهات


ويتقاطع هذا المشهد مع وجود أشخاص كانوا من جمهور النجمة سابقاً وانتقلوا الى فريق آخر، وجرى التحقيق معهم من قبل القوى الأمنية في صيدا على خلفية أحداث مباراة الوحدات، حتى إن مدعي عام صيدا طلب منهم عدم الحضور الى مباريات النجمة طالما أنهم أصبحوا من مشجعي فريق آخر كما ذكروا في التحقيقات، ورغم ذلك كانوا حاضرين في المباراة وتحديداً في منصة الشرف.
ما يعزز فرضية العمل المنظم لدى أكثر من طرف هو السيناريو الذي يتكرر في كل مرة مع دخول أحد المشجعين من آل كركي المعروف من قبل الجميع والذي لا علاقة له بأي مخطط نظراً إلى طيبته، لكن في كل مرة يكون هو الشرارة التي تشعل المدرجات حين تتعامل معه القوى الأمنية بقسوة وهو واجبها تجاه كل مخلٍّ بالأمن كونها لا تعرفه ولا تعرف طبيعته. فلا شك أن أحد الأطراف "يدفع" كركي للنزول الى الملعب، وبالتالي يجرّ الأمور الى الانفجار.
لكن يبدو أن نظرية العمل المنظم لا تجد لها أرضية لدى القوى الأمنية، إذ يرى أحد المسؤولين الكبار فيها أن ما حصل هو فورة غضب نتيجة الخسارة الكبيرة. والدليل على ذلك أن الأمور كانت مضبوطة حتى ما قبل الهدف الرابع، ثم انفجرت بعد الخامس نتيجة إشكالات بين الجمهور الواحد على خلفية الخسارة. وهو أمرٌ تنبّه له المسؤولون الأمنيون في الملعب، حيث حاولوا استيعاب الجمهور قدر الإمكان وعدم اللجوء الى القنابل الدخانية قدر الإمكان، قبل أن تتفاقم الأمور ويلجأ العناصر الى القنابل لتفريق الجمهور نتيجة الاعتداء على القوى الأمنية.
فبالنسبة إلى المسؤولين الأمنيين، الهاجس الأكبر كان عدم وصول الجمهورين الى بعضهما البعض، حيث كانت ستحصل كارثة، وهو ما نجحت فيه القوى الأمنية وحصرت الإشكال بين الجمهور الواحد وعناصر الأمن.
أما نظرية وجود عمل منظم، فهي بحسب المرجع الأمني ضعيفة وليس لها دلالات واضحة.
لكن هل ما حصل سيمهّد لمنع الجمهور؟
الأمور أصبحت الآن في يد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي واتحاد اللعبة، وكل شيء وارد وخصوصاً في ظل الإصابات العديدة في صفوف عناصر الأمن.