عادةً ما ينتظر متابعو كرة القدم تألق هذا اللاعب أو ذاك، لكن اللافت في التصفيات المونديالية الحالية في أوروبا هو قدرة بعض المدربين على لفت الأنظار الى أسمائهم التي صنعوها سريعاً. على سبيل المثال لا الحصر، وضع مدرب إنكلترا غاريث ساوثغايت، ومدرب إسبانيا خولين لوبيتيغي اسميهما على اللائحة الذهبية لأفضل مدربي التصفيات الحالية، إلى جانب الأسماء الكبيرة للمدربين العالميين بعدما خطّوا نتائج لافتة كثيرة في هذه التصفيات.
ظاهرة تفوّق مدربين غير منتظرين أو ما يمكن إطلاق عليهم تسمية "الفلاسفة الجدد" في التصفيات الأوروبية بدت لافتة، وكانت شاهدة على وصول مدربين «من الصف الثاني» إلى مصاف المدربين الأبرز في العالم. في المقابل، تراجع المدربون الذين يفترض أن يكونوا أول المتأهلين أو أكثر من ينتظر انتصارات على أرض الملعب، فلم يكن أفضل المتفائلين بين جماهير إٍسبانيا يرى أن مدرب منتخب بلاده سيقوده بهذه السرعة الى استعادة بعض مجده على صعيد الأداء، والاقتراب من حلم المونديال مجدداً، لكن المباراة الأخيرة أمام إيطاليا (3-0) أسقطت كل الكلام السلبي.

قاد لوبيتيغي
عدداً من لاعبي المنتخب سابقاً حين أشرف على منتخبات الفئات العمرية


لوبيتيغي أقر بأنه لا ينوي إحداث تغيير جذري في أداء منتخب بلاده، بل يريد تطوير ما كان مع المدرب الأسبق فيسنتي دل بوسكي الذي رحل عن منصبه بعد "يورو 2016". لا يريد لوبيتيغي العيش في الماضي، بل يريد نقل المنتخب من مرحلة الى أخرى من خلال التغيير على صعيد المنتخب، إذ بعدما وجه الاتحاد الإسباني لكرة القدم انتقادات كبيرة لدل بوسكي لعدم منحه الفرصة الكافية للجيل الجديد من اللاعبين، جاء لوبيتيغي مدركاً لقدرات اللاعبين الشبان بعدما أشرف على منتخبات دون 19 و20 و21 سنة بين عامي 2010 و2014، وقد منح مهمة قيادة المنتخب الأول لهذا السبب.
بناء منتخب جديد يضم لاعبين شباناً، لا الخبرة وحسب. مع منتخب تحت 21 عاماً، حقق لقب بطل أوروبا عام 2013 بوجود لاعبين باتوا اليوم عماد المنتخب الأول وعلى رأسهم إيسكو وألفارو موراتا وتياغو ألكانتارا والحارس دافيد دي خيا. بهذه الأسماء، يبني لوبيتيغي منتخباً جديداً يعرف تفاصيله جيداً، ويسير فيه نحو المونديال بخطى ثابتة.
أما ساوثغايت، فقد أقنع الاتحاد المحلي بقدراته بأربع مباريات فقط، قاد فيها المنتخب بصورة مؤقتة بعد إقالة سام ألاردايس الذي ترك منصبه بعد 67 يوماً فقط على توليه المهمة بسبب تصرف لا أخلاقي.
فشلت إنكلترا سابقاً في ترك أي بصمة في البطولات الكبرى منذ عقود. وما يعمل عليه ساوثغايت يرتكز بشكل أولي على الوصول الى المونديال. لكن مع هذه المهمة، يتطلع المدرب الشاب الى تأسيس منهج يريد من خلاله أن تعود بلاد مهد كرة القدم إلى زمنها السابق.
هذا المنهج، هدفه الأولي تضييق الهوة مع الخصوم الأساسيين كالمنتخب الألماني على سبيل المثال لا الحصر. من هنا، يسعى ساوثغايت الى التخلي عن عقلية "العزلة" التي تقضي بعدم الاستفادة من تجارب الآخرين، وهو يقول إن الخطط معدة لوضع منتخب إنكلترا في مكانة تؤهله في النهاية للنيل من غريمه الألماني (الذي يعدّ خصمه الأزلي) صاحب الانتصارات المتواصلة. يريد التعلم من خصمه، من خلال استنساخ بعض تجاربه مثل إصلاح الأكاديميات الكروية، وإعطاء تركيز أكبر على التدريب. كذلك، الاستفادة من العلاقة الممتازة التي تربط الاتحاد الألماني بالدوري الذي يعطي أولوية لأبناء بلده. هذا التكامل أفضى الى وصول ألمانيا الى المراكز الأولى في معظم البطولات. وفي هذا الإطار، قال ساوثغايت: "علينا الخروج من دائرة العزلة، وأن نتعلم من مصادر أخرى. لدينا نقاط قوة كبيرة، وإذا ما دمجنا بعضاً من هذه النقاط بالسمات الأخرى، ربما نكون أكثر قوة من أي منتخب آخر، لكن يجب علينا بذل الكثير من الجهود لبلوغ هذه المرحلة".
لوبيتيغي وساوثغايت اسمان جديدان في عالم التدريب، يقتربان من إنجاز المهمة بنجاح في تصفيات المونديال. هي خطوة أولى مهمة في المشوار نحو الألقاب.




نتائج تصفيات أوروبا لمونديال 2018

-المجموعة الرابعة:

جمهورية إيرلندا - صربيا 0-1
ألكسندر كولاروف (55).

مولدافيا - ويلز 0-2
هال كانو (80) وأرون رامزي (90).

النمسا - جورجيا 1-1

- الترتيب:
1- صربيا 18 نقطة من 8 مباريات
2- ويلز 14 من 8
3- جمهورية إيرلندا 13 من 8
4- النمسا 9 من 8
5- جورجيا 5 من 8
6- مولدافيا 2 من 8

- المجموعة السابعة:

ليشتنشتاين - إسبانيا 0-8
سيرجيو راموس (3) وألفارو موراتا (15 و54) وإيسكو (16) ودافيد سيلفا (39) وإياغو أسباس (52 و63) وماكسيمليان غوبل (89، هدف في مرماه).

إيطاليا - إسرائيل 1-0
شيرو إيمبولي (53).

مقدونيا - ألبانيا 1-1

- الترتيب:
1- إسبانيا 22 نقطة من 8 مباريات
2- ايطاليا 19 من 8
3- ألبانيا 13 من 8
4- إسرائيل 9 من 8
5- مقدونيا 7 من 8
6- ليشتنشتاين 0 من 8
- المجموعة التاسعة:

تركيا - كرواتيا 1-0
سينك توسن (75).

أيسلندا - أوكرانيا 2-0
غيلفي سيغوردسون (47 و66).

كوسوفو - فنلندا 0-1

- الترتيب:
1- كرواتيا 16 نقطة من 8 مباريات
2- أيسلندا 16 من 8
3- تركيا 14 من 8
4- أوكرانيا 14 من 8
5- فنلندا 7 من 8
6- كوسوفو 1 من 8