يخوض منتخب لبنان لكرة القدم مباراته الثالثة ضمن تصفيات كأس آسيا 2019، حين يحلّ ضيفاً على منتخب كوريا الشمالية غداً عند الساعة 11.30 صباحاً بتوقيت بيروت.أمورٌ عدة رافقت رحلة المنتخب إلى بيونغ يانغ، بعضها بسبب الظروف الخاصة بالبلد وصعوبة الوصول إليه، إضافة إلى تعذّر التواصل مع البعثة اللبنانية. بعضها الآخر يتعلّق بظروف خاصة بالمنتخب كانت مادة دسمة للشائعات في الشارع الكروي عشية المباراة الحساسة للمنتخب.

نقاط عدة جرى تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، أهمها عودة المدير التقني للمنتخب يوسف محمد إلى بيروت، في خطوة بدت مفاجئة في شكلها وتوقيتها ومضمونها.
الرواية الرسمية هي طلب محمد من رئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي العودة لظروف عائلية خاصة لم يفصح عنها. رواية من الصعب قبولها، في ظل الأخبار التي شاعت في اليومين الماضيين عن مشاكل وخلافات داخل المنتخب، إضافة إلى انتقادات لطريقة إدارة الأمور والتخطيط لها والمعسكر الذي أقيم في أبو ظبي إلى جانب نواحٍ أخرى.
لكنّ متابعةً لتفاصيل ما حصل خلال الأسبوعين الماضيين تكشف أن عوامل عدة عاكست المسؤولين عن المنتخب، من لحظة بدء العمل على رحلة بيونغ يانغ، حتى وصولهم إلى مطارها.
انتقادات عديدة وُجّهت إلى اختيار أبو ظبي مكاناً للمعسكر، في ظل درجة حرارة عالية، لكن ما تبيّن أن الهدف كان إقامة المعسكر في الصين، إلا أن العائق الوحيد هو عدم القدرة على تأمين تأشيرات دخول لجميع أفراد البعثة، بعد أن أبلغ القنصل العام في السفارة الصينية المسؤولين اللبنانيين بضرورة حضور جميع اللاعبين إلى السفارة ووضع بصماتهم على الطلبات. فبالصمة أمرٌ أساسي للحصول على التأشيرة بقرار من السلطات الصينية.

يحلّ منتخب لبنان ضيفاً على كوريا الشمالية غداً 11.30 صباحاً
ولم يكن بالإمكان القيام بذلك لوجود بعض اللاعبين خارج لبنان، وبالتالي لا يمكن حضورهم سوى خلال أيام «الفيفا» المسموحة التي تبدأ في 28 آب، أي قبل يومين على عطلة عيد الأضحى وإقفال السفارة الصينية أبوابها، وهي فترة قصيرة للحصول على التأشيرات.
وبناءً عليه، صُرف النظر عن معسكر الصين، وبدأ التفكير بمعسكر آخر في قطر، حيث تقام معظم معسكرات لبنان. لكن مشكلة أخرى برزت، هي عدم وجود رحلات إلى الصين تتلاءم مع الرحلات من بكين إلى كوريا الشمالية، التي هي بمعدل يومين في الأسبوع، ما سيفرض على البعثة اللبنانية البقاء في المطار ليومين قبل التوجه إلى كوريا.
وبعد متابعة مع شركات الطيران، تبيّن أن توقيت طيران الاتحاد يتلاءم مع توقيت الطائرة من الصين إلى كوريا، فجرى اختيارها، وبالتالي أبو ظبي مكاناً للمعسكر، حيث سيتوجه المنتخب إلى هناك حكماً، ومنها إلى الصين.
مسألة أخرى كانت مدار نقاش، هي مكافآت الفوز على ماليزيا البالغة 1500 دولار لكل لاعب، حيث كان هناك نية لدفعها قبل السفر إلى كوريا، لكن الصعوبات المالية والكلفة العالية للرحلة نظراً إلى الحاجة لدفع جزء منها نقداً، وتحديداً بطاقات السفر من الصين إلى كوريا، إضافة إلى تكاليف تأشيرات الدخول، فرضت على الاتحاد أن يؤجّل المكافآت إلى ما بعد العودة، حتى يتسنى له توفير المؤونة المادية للرحلة إلى كوريا.
تبقى مسألة عودة محمد والكلام عن خلاف مع بعض اللاعبين، وتحديداً بعد الشجار الكلامي بين هيثم فاعور والقائد حسن معتوق، الذي تدخل فيه دودو بقوة لحسم الموضوع، وهو أمر ممكن أن يحدث في أي بعثة. لكن لا شك أن المسألة تحتاج إلى توضيح أكثر، قد يكون توقيته مفيداً بعد انتهاء استحقاق المنتخب.
على الصعيد الفني، خضع المنتخب مساء السبت لحصة تدريبية «تنشيطية»، وفضّل الجهاز الفني بقيادة المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش إراحة اللاعبين قبل ظهر أمس الأحد استعداداً للمران الأساسي الذي أجري مساء على ملعب المباراة ذي الأرضية الاصطناعية، المعتمدة في ملاعب كورية الشمالية عموماً.
ويعقد الاثنين الاجتماع الفني – الإداري، والمؤتمر الصحافي الرسمي الخاص باللقاء، حيث يتطلّع منتخب لبنان إلى تحقيق نتيجة جيدة تعوّض عناء الرحلة ومشقاتها وتعزّز صدارته على طريق التأهل، ولمَ لا تحسمه باكراً؟
من هذا المنطلق يعمل الجميع لهذه الغاية، وينكبّ الجهازان الفني والإداري على توفير ما يلزم وإزالة أي معوقات قد تطرأ. وقد تفهّم اللاعبون الأجواء العامة، على الرغم من بُعد المسافة وصعوبة التواصل مع عائلاتهم، إذ لا تتوافر وسائل حديثة معهودة «تقرّب المسافات» وتريح البعض نفسياً.
وأوضح رادولوفيتش أن منتخب لبنان في مهمة «وطنية» تسهل أمامها التضحيات، مناشداً عناصره المدركين للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، العمل لتكون النهاية سعيدة وتصبح ذكرى الرحلة جميلة.
لذا، ينصبّ التركيز على التجهيز النفسي والمعنوي سعياً إلى تقديم الصورة اللائقة في المباراة ومجاراة الطرف الكوري الشمالي على أرضه، حيث يتوقّع أن يكون اللقاء حاشداً جماهيرياً، وباعتبار أن أصحاب الأرض يريدون تحسين موقعهم لكونهم لا يملكون إلا نقطة واحدة من تعادلهم مع هونغ كونغ، وبعد تأجيل مباراتهم الافتتاحية في التصفيات مع ماليزيا مرتين.