عصيان كروي، هذا ما طغى على سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، وأخذ مكانه في بعض الصحف العالمية، طاغياً على خبر انتقال لاعب من فريق إلى آخر. فحالة التمرد الجديدة التي شهدها الـ"ميركاتو" كانت من لاعبين لم يرضوا بأوضاعهم الحالية داخل أنديتهم، بل رأوا أنفسهم في بعض المواقف أكبر من تلك الأندية. أدى هذا إلى ترجمته سلوكاً ضاعف المشاكل مع النادي وعلى مرأى من وسائل الإعلام التي كانت طرفاً في بعض الأحيان بين اللاعب والنادي. الجماهير أيضاً، طبعاً، لها رأيها، إذ تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من مشروع النادي، رغم أن رأيها لا يؤثر كثيراً على الصعيد العملي، إلا أنه يلعب دوراً في تأجيج الموقف.
كل ما يحصل من تمرد للاعبين أمام أنديتهم في جانب منه هو نتاج قانون "بوسمان" الذي صدر عام 1995، والذي قلّص من صلاحيات الأندية، في المقابل زاد من حرية اللاعبين في الانتقال من ناد إلى آخر، حتى قبل انتهاء عقودهم، والشرط الوحيد هو دفع الشرط الجزائي للنادي.
وأتاح "بوسمان" للاعبين التفاوض مع أي نادٍ أرادوه قبل ستة أشهر من انتهاء عقودهم ودون الرجوع للنادي الذين يلعبون له، ما يمنع النادي من التحكّم باللاعب كما كان في العهد القديم.
هذا ما يحصل اليوم، وما حصل أمس، وبالتأكيد سيحصل في الأيام المقبلة، وفي كل "ميركاتو" مقبل.
لعل أبرز حالات التمرد الناجحة في السوق الأخيرة، هي البرازيلي نيمار الذي تمرد على فريقه السابق برشلونة الإسباني، من دون أن يصرح بأي تصريح، وسعياً للانتقال الى فريقه الجديد باريس سان جيرمان الفرنسي. تورط في مشادات مع لاعبي النادي الكاتالوني وصلت إلى حد التشابك بالأيدي، وفعل كل ما يوفّر انتقاله؛ نجح في ذلك وانتقل مقابل 222 مليون يورو.

نجح لاعبون في تمردهم
وفشل آخرون، إنها مراهنة كبيرة أن يتمرد اللاعب على فريقه

كوتينيو فشل حتى اللحظة حيث نجح مواطنه نيمار. فالأول يحاول إجبار فريقه ليفربول الإنكليزي على بيعه إلى برشلونة، وأبلغ الإدارة أنه يريد الرحيل. لكن حينما تمسك به النادي والمدرب الألماني يورغن كلوب، ادعى الإصابة، وغاب عن مباراة فريقه في الملحق التأهيلي لدوري الأبطال، وفي الدوري المحلي. لم ينجح حتى الآن، ولم يصل إلى ما يطلبه. قصته تتشابه مع قصة لاعب بوروسيا دورتموند الفرنسي عثمان ديمبيلي. وصفته الصحافة الألمانية بـ"المتمرد" و"الطفل غير المسؤول عن أفعاله". وصل به الأمر إلى تغيبه عن تدريبات فريقه بهدف الضغط على إدارة النادي من أجل السماح له بالرحيل إلى برشلونة. لم تتعاون معه إدارة الفريق، وأبقته إلى حين دفع المبلغ المطلوب والذي تجاوز الـ 120 مليون يورو.
في المقابل، نجح لاعب فالنسيا الإسباني الجديد الفرنسي جيفري كوندوغبيا الذي انتقل من انتر ميلانو الإيطالي بعدما رفض حضور تدريبات فريقه السابق. صحيح أنه تعرض لإجراءات تأديبية، لكنه في النهاية نجح في مسعاه، وانتقل على سبيل الإعارة.
مثله، نجح لاعب فيورنتينا الإيطالي الكرواتي نيكولا كالينيتش في الوصول إلى ميلان، بعد تمرده وتغيّبه عن المران من دون أن يعطي أي عذر.
ولعل أشهر حالات التصادم بين اللاعبين والأندية هذا الموسم كانت للإسباني دييغو كوستا، الذي كشف أنه يريد الرحيل عن الـ"بلوز" لأن مدرب الفريق الإيطالي أنطونيو كونتي لا يريد استمراره مع الفريق. أكد كوستا أن ليس لديه أي خيار سوى مغادرة تشلسي بعدما تبلّغ من كونتي أن لا مستقبل له مع الفريق. غاب بدوره أيضاً عن فترة إعداد الفريق للموسم الجديد، وعوقب بحسم أسبوعين من راتبه.
نجح لاعبون في تمردهم وفشل آخرون. إنها مراهنة كبيرة أن يتمرد اللاعب على فريقه، إذ تؤكد التجارب أن هذا السلاح الفعال، إذا ما فشل، يتحوّل إلى جحيم على اللاعب الذي قد يُلصق بمقاعد الاحتياط بعد فشله في مخططاته.