وضع مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب نصب عينيه الفوز بلقب الـ «بريميير ليغ»، وهو يسير مع فريقه بخطى ثابتة نحو هذا الهدف. ففي الموسم الماضي، رأى كلوب أن عدم الفوز باللقب كان بسبب سوء الحظ، لكن في الموسم الإنكليزي المرتقب، يرى أنه سيصعد إلى منصة التتويج.
حتى أن كلام المدرب الألماني المخضرم أوتمار هتسفيلد، يختصر المشهد بأكمله، إذ لا يُعَد كلام الأخير عبثياً على الإطلاق، بل يأتي في مكانه بعد النتائج التي يجب الالتفات إليها والتي حققها الـ «ريدز» في المباريات الودية الأخيرة. هيتسفيلد يرى أن مواطنه سيفوز بالألقاب قريباً مع فريقه الجديد، نظراً إلى الإمكانات والخصائص المميزة التي يتمتع بها.
قبل سوق الانتقالات الحالية، رصدت إدارة ليفربول مبلغ 150 مليون جنيه إسترليني من أجل ابرام صفقات قوية يحتاج إليها كلوب.
150 مليون فقط! ففي هذا العصر الكروي، بات يُعدّ هذا الرقم صغيراً. على سبيل المثال لا الحصر، سيتعاقد باريس سان جيرمان مع البرازيلي نيمار من برشلونة بـ 222 مليون يورو، وقد ينتقل الفرنسي كليان مبابي من موناكو إلى ريال مدريد بـ 180 مليون يورو. وفي إنكلترا أيضاً، يعدّ مانشستر سيتي من الأندية التي تدفع أرقاماً خيالية من أجل الظفر باللاعبين. 57 مليون يورو، من أجل البرتغالي برناردو سيلفا الذي انتقل إلى الـ «سيتيزنس»، قادماً من موناكو...
ورغم استغراب مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا، اتهام فريقه بأنه المسؤول عن الصفقات الخيالية، إلا أن إدارة ناديه، وبناءً على طلبه باتت الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات الصيفية، وتجاوز الرقم القياسي الإنكليزي في موسم انتقالات واحد حيث أنفق 223 مليون يورو.

لا ينافس ليفربول من خلال الأموال، بل بصفقات
منطقية ومقبولة


كلوب ليس من هؤلاء المدربين على الإطلاق، بل هو من طينة الرجال الذين يصنعون المواهب، ويضعون مواردهم البشرية في المكان المناسب ليعطي أفضل النتائج. ظهر ذلك غير مرة أيام تدريبه لدورتموند. أغلى صفقة كلفت ليفربول في تاريخه، هي صفقة المصري محمد صلاح الذي جاء من روما مقابل 39 مليون جنيه إسترليني. ولأن كلوب ليس كزملائه في المهنة نفسها، فقد تعرض لانتقادات عديدة من الجماهير. لكن الواضح أنه رغم ذلك لن يغير من سياسته في التعاقد مع اللاعبين. وبسوقه الحالية أثبت أنه يسير بخطىً واثقة.
تغلب على بايرن ميونيخ بتشكيلته الكاملة، بثلاثية نظيفة 3-0 في المباراة التي جمعتهما في بطولة كأس أودي الودية. أما ضد أتلتيكو مدريد الإسباني، فقد لعب ليفربول بالفريق الثاني، وخسر أمامهم بركلات الترجيح. كذلك حقق انتصارات عديدة في المباراة الاستعدادية الودية.
صلاح كان صفقة ذكية، ومهمة لزيادة سرعة الفريق بوجود السنغالي ساديو مانيه والبرازيلي كوتينيو. لكن هؤلاء يبقون من اللاعبين الذين لا يرتقون بأي شكل من الأشكال إلى نجوم الصف الأول في كرة القدم التي تملكها الفرق المنافسة. لا يعاكس ذلك هدف كلوب، فمنذ قدومه كان هدفه العمل على التشكيلة الموجودة وتعزيزها بلاعبين محددين يعرف ماذا يريد منهم، ناقلاً إليهم فكره التكتيكي المميز.
لا يستطيع كلوب مع ليفربول أن ينافس الأندية في قدرتها الشرائية في سوق الانتقالات، لكن لا شك في أنه سينافسهم على اللقب بعد جذبه لأفضل المواهب. ولا شك في أنه سيكون أمام امتحان صعب، وحتى الأصعب منذ قدومه إلى إنكلترا، إذ لم يضغط أحد عليه في الموسم الأول للظفر بأي لقب، لكن الآن بات الوضع مغايراً.
ليفربول بات بشخصية مغايرة يقارع كبار أوروبا مؤمناً بقدراته؛ ومسألة صعوده إلى منصة التتويج في إنكلترا، ستحصل عاجلاً أو آجلاً، بحسب ما قرأ هتسفيلد مستقبل مواطنه الألماني.