يختلف نادي بنفيكا البرتغالي عن غيره من الأندية الأوروبية، إذ بات قبلة أنظارها في كل مرة يفتح فيها سوق الانتقالات، حيث تتسابق أبرز الأندية الأوروبية للحصول على مواهبه المميزة، بينما يستفيد هو من بيعها محققاً عائدات مالية ضخمة، وذلك بفضل كشافيه الذين دأبوا على نقل النجوم الصغار إليه من مختلف أقطار العالم، إضافة إلى أكاديميته التي يقول الخبراء إنها تضاهي أكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة الخاصة بنادي برشلونة الإسباني، والدليل أن الأخير مدّ يده إلى بطل البرتغال أمس ليسد ثغرة الظهير الأيمن لديه عبر التعاقد مع نيلسون سيميدو.
البعض يقول إن بنفيكا لا يملك تلك الشهرة الأوروبية التي عرفها كبار أوروبا حول العالم، إذ رغم تاريخه المجيد أيام «الأسطورة» أوزيبيو، بقي في نظر الكثيرين نادياً من الصف الثاني، ولا يمكنه الارتقاء إلى مستوى المنافسة مع هؤلاء الكبار، بل جلَّ ما يمكنه الوصول إليه، لقب «يوروبا ليغ» إن تفوّق على نفسه على الساحة القارية.
هذا على صعيد المنافسة والألقاب، لكن على صعيد آخر، يحتل بنفيكا مكانةً عالية بين الأندية المصدِّرة للمواهب، إذ حوّلت أندية كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الإنكليزيين، أموالاً كبيرة إلى الحسابات المصرفية لبنفيكا. وهذا الأمر ثبت في السوق الحالية التي بدأها مانشستر سيتي بضمه الحارس البرازيلي إيدرسون من الفريق الأحمر مقابل 40 مليون يورو. ولحقه جاره مانشستر يونايتد، معلناً انتقال السويدي فيكتور ليندلوف إلى صفوفه من نفس الفريق مقابل 35 مليون يورو (إضافة إلى 10 ملايين يورو كحوافز).

دخل إلى خزينة
بنفيكا 351 مليون يورو
منذ عام 2010


لم يكن بنفيكا في مدار الإندية الإنكليزية وحسب، بل أيضاً كانت الأندية الإسبانية حاضرة، حيث ضم برشلونة سيميدو (23 عاماً) في صفقة تمتد إلى 5 مواسم مقابل 30 مليون يورو، وهو اللاعب الذي طال انتظاره بعدما لم يستطع أحد تعويض رحيل البرازيلي داني ألفيش عن الفريق في الصيف الماضي. عانى برشلونة في مركز الظهير الأيمن، لكن الوافد الجديد يبدو قادراً على ملء الفراغ من جديد، إذ يتمتع بثقة كبيرة بنفسه، ويتشابه مع ألفيش في القدرات الدفاعية والهجومية معاً، وخصوصاً من ناحية كراته العرضية التي كانت 6 منها حاسمة في الموسم الماضي.
135 مليون يورو هي حصيلة الواردات حتى الآن في سوق الانتقالات الخاص ببنفيكا، بعدما حصل على اللاعبين الذين باعهم بمبالغ زهيدة.
رقم مهم، لكن ليس بالجديد على النادي البرتغالي الذي لم يبدّل يوماً في سياسته الناجحة منذ سنوات، إذ أدخل إلى خزينته بحسب تقرير مالي نُشر أواخر العام الماضي 351 مليون يورو منذ عام 2010. وهذه الملايين المذكورة ليست إلا مقابل 10 صفقات أجريت خلال 6 أعوام!
فقبل الأسماء الثلاثة في الـ«ميركاتو» الحالي، كان قد باع الحارس البوسني يان أوبلاك لأتلتيكو مدريد الإسباني ليخلف البلجيكي تيبو كورتوا. أما في خط الدفاع، فخرج منه فابيو كوينتراو إلى ريال مدريد مقابل 30 مليون يورو، ثم البرازيلي دافيد لويز إلى تشلسي الإنكليزي مقابل 25 مليون يورو. لاعب آخر انضم إلى «البلوز» من بنفيكا، هو الصربي نيمانيا ماتيتش مقابل 25 مليون يورو.
هذه الأسماء وغيرها ضربت بقوة في ملاعب أوروبا وأوصلت فرقها إلى مراحل متقدمة في دوري الأبطال، كما الحال مع البرازيلي راميريش المنتقل إلى تشلسي مقابل 22 مليون يورو، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا الذي دافع عن ألوان ريال مدريد مقابل 33 مليون يورو.
بنفيكا هو ملك الواردات في سوق الانتقالات، ولا شك في أنه اليوم بعد بيعه مجموعة من نجومه أطلق مجموعة أخرى من الكشافين حول القارات لاصطياد المزيد من المواهب المجهولة بالنسبة إلى كرة أوروبا. هم بالتأكيد في كل مكان بين أوروبا وأميركا الجنوبية وحتى شرق آسيا.