يحكم بعض محبي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هاجس أن ينجحوا في إنصافه. بعد نجاحات توالت، ولا يبدو أن إسدال ستارها بات قريباً، يقرر "سي أر 7" دائماً أن يحفر اسمه في تاريخ الكرة، ناقلاً إبداعاته من تتويج إلى آخر، ولا يرضى بأقل من الذهب. وهذه المرة كانت تحت عنوان "الكرة الذهبية" للمرة الرابعة في تاريخه المرصع بالإنجازات.
لم يكن رفع رونالدو ــ المعنوي ــ للكرة الذهبية مفاجئاً، إذ حاز في الموسم الماضي كأس دوري أبطال أوروبا و"يورو 2016". والسبب لمعنوية رفعها، أنه خلال لحظات الإعلان، أظهرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية مقطع فيديو، مسجلاً مسبقاً، أعطيت فيه الجائزة لرونالدو، قبل أيام قليلة.
كان التصريح مسجلاً أيضاً، وقال فيه: "إنها كرتي الذهبية الرابعة. أشعر وكأنها المرة الأولى. أنا سعيد للغاية. لقد حصلت أيضاً على الحذاء الذهبي 4 مرات".
إنجاز كبير لا يمكن العبور فوقه، وهو أن هذا النجم نجح بحيازة هذه الجائزة رغم الإصابات التي ألمّت به وأبعدته مرتين عن الملاعب في ربيع وخريف 2016. مع ذلك، واصل طريقه، ونجح في الوصول إلى عتبة 50 هدفاً مع ريال ومنتخب بلاده للعام السادس توالياً، مستفيداً من اللعب كرأس حربة تارةً ومركز الجناح طوراً.

سجل رونالدو
3 أهداف فقط مع منتخب بلاده


50 هدفاً، كانت معظمها لريال، و3 منها فقط لبلاده. رغم قلتها، إلا أنها كانت بغاية الأهمية، وبها أنقذ منتخبه من الخروج من الدور الأول أمام المجر، حين صنع هدف وسجل هدفين. وأضاف هدفاً آخر في الأداور المتقدمة أمام ويلز في نصف النهائي، وبه عادل رقم الفرنسي ميشال بلاتيني بتسجيله الهدف التاسع في النهائيات، وأصبح أيضاً أول لاعب يسجل في 4 نهائيات مختلفة (منذ 2004). كذلك حطَّم الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات، حيث خاض 21 مباراة.
أما على صعيد النادي، فمن دون الأرقام التفصيلية لأهدافه، يمكن تلخيص القول إنه قاد مجدداً فريقه إلى التتويج بدوري الأبطال للمرة الحادية عشرة في تاريخه.
هذه المساهمة التي تجلت أهدافاً كثيرة وصناعة أهداف قليلة، بادلتها إدارة النادي الملكي بتمديد عقد لخمسة مواسم إضافية، نال الكثير من الانتقادات، إذ إنه يبلغ من العمر 31 عاماً.
كلما كبر رونالدو في العمر، زاد حجم إنجازه.
طبعاً، لا يمكن ذكر اسم الكرة الذهبية وحجم بهذا الإنجاز، دون التذكير بأن المنافس الأول عليها هو نجم برشلونة ليونيل ميسي. تسعة أعوام مرت في تاريخ اللعبة، ولم يخرج هذان الاسمان من اللائحة الأولى للمنافسين عليها. دائماً ما احتلا المقعدين الأساسيين فيها، وطبعاً كلما فاز بها نجمٌ على آخر، مالت الدنيا التي تشجع الفائز للنيل من الطرف الآخر من جماهير وأندية وقنوات رياضية وصحف. هذه المرة، احتفلت صحيفة "ماركا" الإسبانية المقربة من ريال مدريد، بتتويج رونالدو، ناشرةً تقريراً بعنوان "رونالدو يعيش سنوات ذهبية، حوَّل الصراع من 4-1 إلى 5-4"، في إشارة إلى عدد مرات تتويجه بالكرة الذهبية مقابل بميسي.
لا شك في أنه اللاعب الوحيد الذي قرر عدم التنازل عن اللقب، ومنافسة "البرغوت" الذي حازها 4 مرات سابقاً.
خسرها ميسي هذا العام، رغم أنه أضاف إلى خزائن فريقه ثنائية الدوري والكأس، إلا أن الإخفاق على الصعيد الدولي لا يزال يلاحقه، آخره الخسارة مع الأرجنتين نهائي كوبا أميركا للعام الثاني توالياً، وأمام الخصم نفسه تشيلي، دون التذكير بخيبة نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا.
العنوان لعام 2016: رونالدو. المرة المقبلة غير معلوم لمن ستكون، إلا أنّ من المؤكد أنّ ميسي ورونالدو لن يستسلما على الإطلاق، إذ يأمل كل فرد منهما على إبقاء الكرة الذهبية في خزائنه لأطول مدة ممكنة.