كثيرة هي المحطات التي كان بالإمكان التوقف عندها في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا. تلك البطولة التي حملت معها مفاجآت عدة في غالبية مواسم العصر الحديث للعبة، حيث باتت صغار الأندية رقماً صعباً فيها وأطاحت بالرؤوس الكبيرة في مناسبات عدة.
كذلك، إن هذه المسابقة قدّمت أسماء لمعت لاحقاً في عالم النجومية، ونقلتها من الظل إلى دائرة الضوء، فحطّت في أهم الفرق لتصنع معها الإنجازات المحلية والقارية.
وانطلاقاً من هذا الكلام، كان المشهد المنتظر على صعيد الترشيحات والأسماء المتوقع بروزها كلاسيكياً إلى حدٍّ ما قبل انطلاق المسابقة في الموسم الجديد، لكن أحداثاً عدة شهدتها جعلت الآراء تبدو مغايرة أقله قبل ختام دور المجموعات.
فإذا ذهبنا إلى مسألة ترشيح الفرق للمنافسة على اللقب، يمكننا التوقف في ألمانيا عند بايرن ميونيخ. بطل ألمانيا لم يدخل يوماً البطولة القارية من دون أن يكون احد أقوى المرشحين لرفع كأسها، وهذا الأمر ينطبق بالتأكيد عليه منذ أكثر من 10 سنوات.
لكن أين البايرن اليوم من هذه الترشيحات؟
الواقع أن خسارة الفريق البافاري لمباراتين في دور المجموعات تترك علامات استفهام عليه، وتُهبط أسهمه إلى مستويات متدنية في بورصة الترشيحات. فإذا سلّمنا جدلاً أن الخسارة أمام أتلتيكو مدريد الإسباني تعدّ طبيعية، فإن سقوط الفريق البافاري في الجولة الماضية أمام رستوف الروسي يعدّ أمراً غير طبيعي، وخصوصاً أن البايرن كان قد سحق خصمه بخماسية نظيفة ذهاباً قبل أن ينحني أمامه إياباً وسط أداء متواضع لغالبية لاعبيه.

قد تقدّم المسابقة
في النهائي هذا الموسم فريقان لم يكونا في الحسبان


رؤية أتلتيكو يحسم صدارة مجموعة يتواجد فيها بايرن، هي مسألة لا تحصل كل موسم حيث اعتاد "هوليوود الكرة الألمانية" على الوقوف أمام كل منافسيه مهما كانت قوتهم، لكن الآن وكما قال نجم "الأتليتي" الفرنسي انطوان غريزمان لم يعد البايرن بنفس القوة التي ظهر عليها أيام المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا. الأخير لم يجلب اللقب القاري إلى ميونيخ، وهذا اللقب لا يبدو أنه سيعود إلى الخزائن البافارية مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
وبالحديث عن غوارديولا، يعدّ فريقه الجديد مانشستر سيتي الإنكليزي أيضاً من الفرق التي هبطت أسهمها في بورصة الترشيحات، إذ اتضح أن قدوم "بيب" لا يكفي لتحويل سيتي (حتى الآن) إلى فريقٍ يحمل هوية مستحقة للوقوف بين كبار المنافسين على الكأس صاحبة الأذنين الطويلتين.
دوري أبطال أوروبا لا يفضح الفرق ومدربيها فقط، إذ فضح بعض النجوم أيضاً، وعلى رأسهم الألماني توماس مولر، الذي لطالما لعب دوراً كبيراً في نتائج بايرن ميونيخ. ومثله زميله المدافع جيروم بواتنغ الذي حمّله كارل هاينتس رومينيغيه مسؤولية الخسارة أمام روستوف، في وقتٍ كان الفريق الألماني يرى فيه أنه أكمل خط دفاعه بعد ضم ماتس هاملس إلى المدافع الأسمر الذي انكشف أخيراً.
كذلك، ظهر نجم ليستر سيتي في الموسم الماضي جايمي فاردي ظلاً لذاك المهاجم الذي حطّم الأرقام ليقود "الثعالب" إلى لقبٍ محلي تاريخي في الدوري الإنكليزي الممتاز، في وقتٍ كان الكل ينتظر منه أن يرسم ملحمة أوروبية خرافية تماماً كما فعل في "البريميير ليغ".
ومع تراجع أسهم العملاقين الإسبانيين ريال مدريد حامل اللقب وبرشلونة لأسبابٍ مختلفة، قد تحمل الأدوار الإقصائية المقبلة مفاجآت لم تكن في الحسبان، وفريقين لم يقفا في الصف الأول بين المرشحين لبلوغ المباراة النهائية، فهل شاهدتم الأداء الذي يقدّمه بوروسيا دورتموند الألماني وآرسنال الإنكليزي على المستويين المحلي والأوروبي أخيراً؟