تمرّ كرة القدم اللبنانية بأزمة حقيقية ولعل ما يحصل على أكثر من صعيد يؤكّد حقيقية أن اللعبة الشعبية الأولى في لبنان فقدت رونقها. فحين يطرد حكم ما مدرباً بعد شتمه الحكام وتتوقف المباراة لمدة 16 دقيقة لرفض المدرب الخروج من الملعب قبل أن تُستأنف المباراة بعد إذعان المدرب، فهذه من "علامات الساعة" كروياً.
وحين يقوم مراقب مباراة بضرب حكم مساعد خلال لقاء في بطولة الدرجة الثانية ويرفض الحكم اكمال اللقاء بعد امتهان كرامته ويبقى داخل غرفة الحكام ويكمل اللقاء الحكم الرابع فهذه أيضاً من "علامات الساعة".
وحين يكون هناك لقاء بين فريقين أحد لاعبيه تحوم شكوك حول مشاركته لنليه انذاراً ثالثاً في لقاء لم يستكمل ولا يجد المسؤولون في الناديين من يجيبهم حول قانونية مشاركته من عدمها، فهذه أيضاً من العلامات.
وحين تنطلق مرحلة من دوري الدرجة الأولى وهناك مباراة ضمن هذه المرحلة غير معروف مكان اقامتها وموعدها فهذه "علامة" أخرى.
وحين يستقيل الأمين العام لاتحاد اللعبة جهاد الشحف اعتراضاً على فقدان الاتحاد هيبته بسبب عدم تنفيذ القرارات التي يتخذها، علماً أن ما أدى الى عدم تطبيق القرارات هو الضغط الممارس من أشخاص من المفروض اما أن يدعموا الأمين العام أو يسهلوا عمله لا دفعه الى الاستقالة، فهذه علامة جديدة من "العلامات". وحين يجلس هذا الأمين العام المستقيل في مباراة الأنصار والراسينغ على مدرجات الدرجة الأولى بعد أن يشتري بطاقة بعشرين الف ليرة فهذه قصة بحد ذاتها.
هذه هي خلاصة اليومين الماضيين كروياً، فالمدرب الذي رفض الخروج هو موسى حجيج احد أهم من أنجبت الكرة اللبنانية، والمراقب الذي اعتدى على الحكم هو أركان أبو مجاهد الذي ضرب الحكم المساعد محمد حرب في لقاء الشبيبة المرزعة والحكمة على ملعب الصفاء كرد فعل على طلب حرب منه القيام بواجبه خلال تلاسن بين مدربي الفريقين.
في حين أن اللاعب التائه بين الإيقاف والمشاركة هو لاعب الأنصار ربيع عطايا الذي عاد وشارك في المباراة مع الراسينغ.
أما المباراة اللقيطة والمجهولة الزمان والمكان فهي مباراة الإخاء الأهلي عاليه والسلام زغرتا ضمن المرحلة التاسعة. المهم ان هذه المرحلة انطلقت أمس بمباراتين، الأولى انتهت بفوز النبي شيت على مضيفه الإجتماعي 4 - 1 على ملعب المرداشية، والثانية ماراثونية احتاجت الى 121 دقيقة لتنتهي رغم انها مباراة دوري ولا وجود لتمديد الوقت فيها وجمعت الأنصار والراسينغ وانتهت بالتعادل 1 - 1 على ملعب بيروت البلدي. فالمباراة توقفت 16 دقيقة في الشوط الأول حتى خرج حجيج من الملعب و15 دقيقة قبل نهاية الشوط الثاني لانقطاع التيار الكهربائي.
في اللقاء الأول بين الاجتماعي والنبي شيت، تقدم الفريق المضيف في الدقيقة 20 من ركلة جزاء ارتكبها لاعب النبي شيت حسن ضاهر على عبد الله علي، وترجمها هشام نابلسي الى تقدّم الاجتماعي 1 - 0. وعادل النبي شيت في الدقيقة 26 عبر قاسم منّاع، قبل أن يمنح حسين العوطة التقدم للفريق البقاعي في الدقيقة 45. وفي الشوط الثاني، نجح درامي في تعزيز النتيجة 3 - 1 في الدقيقة 83، وأضاف علي بزي الهدف الأخير بعد دقيقتين من ركلة جزاء إثر عرقلة قاسم مناع.
وفي لقاء الأنصار والراسينغ، تقدم الأنصار عبر علاء البابا وعادل الراسينغ بهدف محمد جعفر الذي كان عرضة للشتائم من قبل جمهور الأنصار على نحو معيب وعلى مدى دقائق اللقاء منذ تسجيله هدف التعادل.
وأمس حصل تطورٌ في قضية ملعب مباراة السلام والاخاء، اذ صدر بيان عن ادارة نادي السلام جاء فيه:

امام الاوضاع التي يمر بها الاتحاد البناني لكرة القدم، وبخصوصاً بعد ان تقدم الصديق العزيز السيد جهاد الشحف امين عام الاتحاد بإستقالته والمرفوضة من قبلنا وامام الحائط المسدود الذي وصل اليه الدوري اللبناني وبعد توضيح عدد من الامور، قررنا ما يلي:

١- نتمنى على الامين العام العودة عن استقالته وعلى اعضاء اللجنة حماية لعبة كرة القدم وتطويرها وضرب بيد من حديد لضبط الملاعب وحماية الحكام والفرق والجماهير.

٢- ان بحمدون هي بالنسبة الينا كزغرتا واهلها اهلنا ونادي الآخاء الاهلي - عاليه هو نادي شقيق كسائر الاندية اللبنانية، وإن رفضنا اللعب في بحمدون أتى تجاوباً مع قرار الاتحاد اللبناني الذي صدر بعد اجتماع اللجنة التنفيذية مساء الاربعاء ٢٣ تشرين الثاني وتغير صباح اليوم التالي الخميس في ٢٤ تشرين الثاني وهذا أمر يعود بالضرر على لعبة كرة القدم عموماً وعلى اللجنة التنفيذية بشكل خاص وليس على نادي السلام فقط وان ضرب هيبة الاتحاد هو ضرب للعبة بأسرها ولكل الاندية.

٣- وبناءً عليه نقرر قبولنا اللعب على ملعب بحمدون اذا كان هذا القرار يساهم في حل مشاكل الاتحاد وعودة الألفة والمحبة عسى ان يتعلم الجميع الدروس اللازمة.