لا يمكن نسيان ان تشلسي انهى الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم في المركز العاشر في الموسم الماضي. الا ان "البلوز" احتفلوا ايضاً وبطريقة جنونية في المراحل الاخيرة من عمر البطولة. كيف لا وهم الذين حرموا العدو القديم توتنهام هوتسبر مواصلة مشوار السباق الى اللقب ففتحوا باجباره على التعادل (2-2) في "ستامفورد بريدج" الباب للمفاجأة ليستر سيتي لاطلاق احتفالات مبكرة بالتتويج.
يومذاك كان بالامكان لمس مدى الكره الذي يكنّه الفريق الازرق لنظيره الابيض في انكلترا، وقد بدا هذا الامر واضحاً في كلام هداف "السبرز" هاري كاين الذي انتقد ممتعضاً: "احتفل لاعبو تشلسي بتعادلهم معنا وكأنهم احرزوا اللقب".
فعلاً كان احتفال "البلوز" شبيهاً الى حدٍّ ما بذاك الذي اطلقوه في الموسم قبل الماضي عندما حسموا اللقب لمصلحتهم عقب تغلبهم على كريستال بالاس، وهذا الامر اذا ما دلّ على شيء فهو على تاريخٍ اسود يجمع الناديين، اللذين نقلوه الى فريقيهما الحاليين وحتى الى اللاعبين الاجانب فيه.
من زار لندن سابقاً يعرف ان تشلسي وتوتنهام ليسا بالجارين بالمعنى الحقيقي للجيران، اذ ان ملعب "ستاد الامارات" الخاص بأرسنال اقرب الى "ستامفورد بريدج" معقل تشلسي منه الى "وايت هارت لاين" اي مقرّ توتنهام، لكن برغم ذلك فان مسائل كروية واجتماعية وحتى دينية فرضت كرهاً بين الطرفين انسحب حتى ايامنا هذه، ويترك آثاره في كل مباراة، وطبعاً يتوقّع ألّا يشذ لقاء الليلة عن سابقيه.

كان تشلسي سبباً
رئيساً في عدم احراز توتنهام للقب في الموسم الماضي


اذاً التاريخ في لندن يحكي عن كرهٍ متبادل بين ارسنال وتوتنهام، في وقتٍ كان فيه تشلسي يخوض مباريات "دربي" حساسة مع فرقٍ لندنية اخرى مثل فولام وكوينز بارك رينجرز، لكن فجأة غيّر لاعبٌ واحد مسار التاريخ، وهو جيمي غريفز الذي عدّ دائماً اسطورة لدى جمهور "البلوز"، قبل ان يقرر ارتداء قميص توتنهام. وهذه الخطوة فجّرت الوضع بين جمهوري الناديين، فتعرض مشجعو تشلسي لخصومهم بعبارات معادية للسامية انطلاقاً من ان توتنهام عُرف بأنه نادي اليهود في العاصمة البريطانية.
وتراكمت المسائل على مرّ السنوات وبات كل لاعبٍ اجنبي ينضم الى احد الفريقين يعلم القواعد الاساسية للعبة، فالعدو معروف والقتال ضده بكل الوسائل مشروع.
وهذه الصورة يمكن لمسها من اللقاء المذكور اعلاه، ففي اياب الموسم الماضي وصل الامر بالحكم مارك كلاتنبرغ الى رفع البطاقة الصفراء 12 مرة في وجه لاعبي الفريقين، 9 منها كانت للاعبي توتنهام الذين استحق عددٌ منهم الطرد لولا رحمة الحكم.
العنف والشد العصبي كانا واضحين برغم ان لاعبي الكتيبتين اللندنيتين لا يرتبط غالبيتهم بالنادي منذ الصغر، لكنهم لم يكترثوا سوى لتاريخٍ سمعوا عنه وارادوا نسخه. وهذه المسألة بدت جليّة في كلام البلجيكي إيدين هازار والاسباني سيسك فابريغاس بعد المباراة عندما جاهرا علناً بأنهما قدّما كل شيء لديهما لكي يحرما توتنهام فرصة احراز لقب "البريميير ليغ".
خسارة هذا "الدربي" لا شك في انها تترك ذيولها على الخاسر، وقد ثبتت هذه المقولة عندما تعثر توتنهام مرتين بعد السقوط في ملعب الغريم، لينهي الموسم ثالثاً خلف ليستر والعدو الآخر ارسنال.
اليوم يعود الفريقان الى المكان نفسه لكن مع شراسة اكبر. تشلسي يتصدر الترتيب وتوتنهام يحتل المركز الخامس بفارق 4 نقاط فقط. الاول فاز بست مباريات متتالية في البطولة المحلية مسجلاً 17 هدفاً من دون تلقيه اي هدف، والثاني لم يخسر حتى الآن بل فاز في 6 مباريات وتعادل في 6 اخرى. كل هذا يعني ان مسألة التفوّق الليلة تأخذ بعداً آخر يتعدى المنافسة القديمة، التي تتخطى كل اطر المنافسة الحالية على اللقب وتذهب الى تصفية حسابات مجبولة بالكره ولا شيء سواه.




برنامج بطولتي إنكلترا وإيطاليا

إنكلترا (المرحلة الـ13)

- السبت:
بيرنلي - مانشستر سيتي (14,30)
هال سيتي - وست بروميتش ألبيون (17,00)
ليستر سيتي - ميدلسبره (17,00)
ليفربول - سندرلاند (17,00)
سوانسي سيتي - كريستال بالاس (17,00)
تشلسي - توتنهام هوتسبر (19,30)
- الأحد:
واتفورد - ستوك سيتي (14,00)
أرسنال - بورنموث (16,15)
مانشستر يونايتد - وست هام (18,30)
ساوثمبتون - إفرتون (18,30)

إيطاليا (المرحلة الـ 14)

- السبت:
تورينو - كييفو (19,00)
إمبولي - ميلان (21,45)
- الأحد:
باليرمو - لاتسيو (13,30)
بولونيا - أتالانتا (16,00)
كالياري- أودينيزي (16,00)
كروتوني - سمبدوريا (16,00)
جنوى - يوفنتوس (16,00)
روما- بيسكارا (21,45)
-الإثنين:
نابولي - ساسوولو (20,00)
إنتر ميلانو - فيورنتينا (22,00)