لا يفوت الألمان أي فرصة للتأكيد على مقولة مدرب منتخب بلادهم السابق يورغن كلينسمان الذي دائماً ما يؤكد أن الكرة الألمانية تتمتع بقوة لا تقارن، بفضل اللاعبين الشباب. ألمانيا بحرٌ لا ينضب من المواهب التي تبقى دائماً قادرة على حمل منتخب الـ«منشافت» الى المراكز الأولى في مختلف البطولات.
ليلة أمس، بلغت ألمانيا بطلة العالم المباراة النهائية لكأس القارات للمرة الأولى في تاريخها عندما تغلبت على المكسيك بطلة الكونكاكاف 4-1 في الدور نصف النهائي.
اللاعبون الشباب هم أساس المنتخب الأول، رغم أن منتخب الشباب تحت الـ 21 عاماً يشاركون حالياً في بطولة الـ«يورو».
من الـ 44 لاعباً الذين يشاركون في هاتين البطولتين، هناك 42 لاعباً تقل أعمارهم عن 27 عاماً، 40 منهم لم يصلوا إلى 26 عاماً، ليتميزوا بقوة لاعبين تتراوح أعمارهم بين 21 و26 عاماً.
برز من هؤلاء اللبناني الأصل أمين يونس الى جانب زملائه الذين أثبتوا أن أعمارهم لن تضعهم تحت مقصلة أي منتخب مهما بلغت أعمار لاعبيه وخبراتهم.

تألق أمين يونس
وسجل الهدف الرابع لألمانيا


متعة الألمان لا تتغير، ولا يُمل منها رغم أنها متعة لا تعتمد على المهارات الفردية كحال منتخب البرازيل مثلاً، بل متعتها مقترنة بالعمل الجماعي والدمج بين عناصر الخبرة والشباب.
كان مدرب منتخب المكسيك الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو قد حذر من أن لاعبي ألمانيا لديهم خبرات كبيرة في مختلف البطولات الأوروبية، برغم كونهم شباباً.
وكان حذره بمحله، إذ لعبت ألمانيا بفعالية وبالعمل على التسجيل المبكر. حاولت المكسيك فرض أسلوبها مع انطلاق المباراة، لكن ذلك كلفها ترك مساحات في المناطق الخلفية، وإعطاء فرص للألمان. هذا ما حصل في الدقائق الست الأولى من المباراة. نجحت ألمانيا في افتتاح التسجيل عندما استغل ليون غوريتسكا كرة عرضية سددها من اللمسة الأولى بيمناه من خارج المنطقة وأسكنها على يمين الحارس غييرمو أوتشوا. بعدها بدقيقتين، أضاف غوريتسكا الهدف الثاني عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من تيمو فيرنر خلف الدفاع داخل المنطقة، فسددها من اللمسة الأولى أيضاً بيمناه على يمين الحارس.
دقائق أخرى، وأهدر غوريتسكا فرصة الـ«هاتريك» إثر تلقيه كرة داخل المنطقة، فانفرد بأوتشوا وسدد في ساقي الأخير لتتحول الكرة الى ركنية.
استمرت النتيجة على حالها الى الشوط الثاني، وتكرر نفس السيناريو. ففي الوقت الذي نزلت فيه المكسيك بقوة بغية العودة الى المباراة، وجه شباب المانشافت الضربة القاضية بتسجيل هدف جديد. في الدقيقة 59، سُجل الهدف الثالث إثر كرة خلف الدفاع من نجم باريس سان جيرمان يوليان دراكسلر الى يوناس هيكتور داخل المنطقة، فهيأها لفيرنر غير المراقب وتابعها بسهولة داخل المرمى الخالي.
لطالما تميز المكسيكيون بقوتهم وشغفهم وعدم مللهم من المحاولة والتخلي عن الاستسلام. وهذا ما أظهره لاعبو المكسيك في دور المجموعات، حيث استطاعوا دائماً تعويض تأخرهم في النتيجة والخروج بنتيجة إيجابية.
نقلوا ذلك معهم الى نصف النهائي، وتكررت محاولاتهم التي تكسرت أمام الحارس مارك - أندريه تير شتيغن. صدَّ الأخير كرات خطيرة، وابعد ببراعة تسديدة قوية للبناني الأصل ميغل لايون من داخل المنطقة الى ركلة ركنية.
ثمّ أنقذ ضربة رأس خطيرة من مدافع المكسيك هيكتور مورينو في الدقيقة 85، لكن فابيان نجح في تسجيل هدف صاروخي للمكسيك في الدقيقة 89، من على بعد أكثر من 30 متراً عن المرمى.
الهدف كان شرفياً لا أكثر، إذ جاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة. مع ذلك، لم يقبل الألمان ذلك، بل عملوا على زيادة غلة الأهداف.
ردوا بعد دقيقتين عبر اللبناني الأصل مهاجم أياكس أمستردام الهولندي، أمين يونس، بديل دراكسلر، عندما تلقى كرة داخل المنطقة فلعبها على يسار أوتشوا، لينهي المباراة بهدفه الذي سيذكره اللبنانيون والألمان معاً لموهبة بدأت تصقل معدنها الذهبي مع منتخب الـ«مانشافت» الأول.
(الأخبار)