كانت الترجيحات قبل المباراة، تشير الى سهولة عبور المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه المتألق كريستيانو رونالدو الى نهائي كأس القارات، وهذا ما ظهر في دقائق عدة من المباراة التي جمعته مع خصمه تشيلي.
لكن النهاية التراجيدية على «سي أر 7» لم تكن متوقعة، إذ سقطت «برازيل أوروبا» أمام تشيلي 0-3 بركلات الترجيح، بعد التعادل 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي.
إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها تشيلي النهائي في مشاركتها الأولى في البطولة، ولا شك أن التحضيرات بدأت لمباراة النهائي المرتقبة أمام أحد طرفي النزاع: ألمانيا والمكسيك اللذين يلتقيان أيضاً في نصف النهائي.
استعاد مدرب تشيلي الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي ذكريات قديمة حين تواجه مع مدرب البرتغال فرناندو سانتوس، الذي لعب تحت قيادته في بورتو عام 2000. ورغم تجارب «الأستاذ» سانتوس وخبراته، إلا أن التلميذ تفوق عليه، وعرف كيف يلعب ضد أحد أهم أسلحة البرتغال: رونالدو.
نجحت خطة بيتزي الذي عمل على عدم منحه الكثير من المساحات لأنه من نوعية اللاعبين الذين يتمكنون من حسم المباراة من لعبة واحدة.
في الجهة الأخرى من الملعب، كان الاعتماد الكبير على أرتورو فيدال وألكسيس سانشيز. الأخير، ورغم أنه انطلق في البطولة ببداية ضعيفة، إلا أنه كان الأكثر حسماً في كأس القارات، بإخراجه وحده منتخب بلاده من جميع العقبات التي وقف أمامها. أمام الكاميرون لعب نصف ساعة فقط، لكنه تمكن فيها من صناعة هدفي الفوز. وأمام الألمان، سجل سانشيز هدف التقدم في اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1.

تصدى الحارس التشيلياني كلاوديو برافو لـ 3 ركلات ترجيح



أما ليلة أمس، فقد عمل بكل الصعد كمهاجم وصانع ألعاب لتمكين منتخبه من التسجيل. لم ينجح في ذلك، بل صنع مع فيدال قوة هجومية أبقتهم ضمن دائرة المنافس حتى اللحظات الأخيرة. كانت هذه قوة التشيليانيين، البقاء والقتال حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، عكس البرتغاليين الذين أكلهم التعب.
في الشوط الأول، كانت البرتغال الأقرب الى افتتاح التسجيل من كرة عرضية لعبها رونالدو إلى أندريه سيلفا، الذي سددها، لكن كلاوديو برافو صدها. سريعاً، رد التشيليانيون بهجمة مرتدة أضاعها إدواردو فارغاس رغم انفراده بالمرمى، لكن تسديدته كانت ضعيفة أمام الحارس البرتغالي روي باتريسيو.
كانت هاتان الفرصتان الأخطر، لكن في الشوط الثاني، اقترب الفريقان أكثر من افتتاح التسجيل، حيث تصدى روي باتريسيو لركلة مقصية خطيرة من فارغاس، كما أضاع أرتورو فيدال فرصتين، بضربة رأس وتسديدة قوية فوق العارضة. تشيلي كانت الأخطر، وكانت صاحبة النفس الطويل، إذ لم تكلّ من المحاولة مرةً تلو أخرى.
أظهر ذلك عطش تشيلي إلى التتويج باللقب، وترجم اللاعبون كلام بيتزي الذي قال: «سنكافح على كل كرة ونحاول استعادة كل كرة من المنافس للاستفادة منها».
لم ينجح أي من المنتخبين في التسجيل، ما جعل المدربان ينشّطان الصفوف، حيث أشرك سانتوس الثنائي، ناني وريكاردو كواريزما، مكان أندريه سيلفا وبرناردو سيلفا، بينما شارك مارتن رودريغيز مكان فارغاس، قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق.
في الشوط الإضافي الأول، أثبتت تشيلي خطورتها ونيتها التفوق على زعماء أوروبا. مرت رأسية لسانشيز بجوار القائم الأيمن، وضاعت رأسية فيدال في أحضان باتريسيو.
ذروة الجنون التشيلياني بلغت أقصاها في الدقيقة 119 حين وقف الحظ الى جانب البرتغال وتصدى القائم الأيمن لتسديدة فيدال، التي ارتدت إلى رودريغيز الذي وضعها بقدمه اليسرى في العارضة مرةً أخرى، لتضيع فرصة مزدوجة لتشيلي في الوقت القاتل.
الحظ وقف الى جانب البرتغال أثناء الشوط الإضافي الثاني، لكنه عاد ومال نحو تشيلي حين وصلوا الى ركلات الترجيح التي كان نجمها برافو، إذ تصدى لـ 3 ركلات. تأهلت تشيلي، وخسر رونالدو لأول مرة هذا الموسم الذي كان من المفترض أن يكون الموسم الأمثل له بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا مع فريقه ريال مدريد.




المكسيك عقبة بين ألمانيا والنهائي

يبحث المنتخب الألماني الشاب عن إكمال تألقه في كأس القارات التي تستضيفها روسيا وبلوغ المباراة النهائية عندما يواجه نظيره المكسيكي بطل الكونكاكاف، الليلة الساعة 21,00 بتوقيت بيروت، في ثانية مباراتي نصف النهائي.
وتصدرت ألمانيا بتشكيلتها الشابة بأقل معدل وسطي في أعمار اللاعبين بين جميع المشاركين (24 عاماً و4 أشهر) المجموعة الثانية بفوزين على أوستراليا والكاميرون وتعادل مع تشيلي، فيما حلت المكسيك ثانية بفارق الأهداف خلف البرتغال في المجموعة الأولى بعد التعادل معها وفوزها على روسيا ونيوزيلندا.
ويعتقد أكبر لاعبي ألمانيا وأكثرهم خبرة إيمري كان، لاعب وسط ليفربول الإنكليزي، وشكودران مصطفي، مدافع أرسنال، أن المواجهة ستكون صعبة، وهي أقرب إلى اللقاء مع تشيلي الذي انتهى بالتعادل 1-1.
في المقابل، يعتمد مدرب منتخب المكسيك، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، على الانسجام والخبرة التي يتمتع بهما معظم عناصره، بدءاً من مدافع روما الإيطالي هكتور مورينو، مروراً بلاعب وسط لوس أنجلس غالاكسي، الأميركي جيوفاني دوس سانتوس، ووصولاً إلى خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» مهاجم باير ليفركوزن الألماني. لكن المنتخب المكسيكي سيفتقد قائده لاعب وسط أيندهوفن الهولندي، أندريس غواردادو، بسبب الإيقاف.




الخميس 21:00

ألمانيا _ المكسيك