لن تكون ليلة السبت، كغيرها من الليالي في عالم كرة القدم. كذلك لن تكون لدى الجماهير فرصة إلا أن تتحول من شاشات الدراما إلى شاشة واحدة تنقل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ويوفنتوس. لا صوت ولا مشهد سيعلو فوق هذه المباراة التي ستخط اسم الفائز على الكأس ذات الأذنين الطويلتين. لا تمثيل هنا، بل وقائع تقودها أقدام اللاعبين، رغم عدم معرفة النهاية إلا بعد 90 دقيقة كحد أدنى، أو ركلات جزاء قبلها شوطان إضافيان كحد أقصى.
إثارة تحمل مفاجآت، ستكون للفريقين بمثابة مباراة العمر، فريال بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان سيجتهد لأن ينهي موسمه بنحو ممتاز بعدما تصدر ترتيب الدوري الإسباني، فضلاً عن أن «زيزو» يريد أن يكون أول مدرب يتوج باللقب لعامين متتاليين في دوري الأبطال. من جهة أخرى، يريد مدرب جوفنتوس ماسيمليانو أليغري، أن يتوج بالثلاثية بعد الدوري والكأس.
ظمأ «السيدة العجوز» إلى اللقب أكبر وأكثر حدة من ظمأ ريال مدريد. الأخير توج باللقب الموسم الماضي، أما «يوفي» فيريد أن يعوض خسارته الأخيرة في النهائي منذ عامين حين سقط أمام برشلونة 1-3. كان قد توج بدوري الأبطال مرتين عامي 1985 و1996، وخسره 6 مرات أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015.
الصراع بين الفريقين لن يقتصر على اسميهما الكبيرين وحسب، بل أيضاً هناك منافسة بين اللاعبين وعلى رأسها الحرب التي من المفترض أن تستعر بين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والحارس الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون. من المتوقع أن يصعد الفائز بينهما في هذه المباراة إلى منصة حفل «الفيفا» ليحمل جائزة الكرة الذهبية لعام 2017.

يتنافس بوفون ورونالدو في المباراة على الكرة الذهبية

فعلها رونالدو سابقاً 4 مرات، أما بوفون فيريدها للمرة الأولى في مسيرته العامرة بالألقاب. كان بوفون ورونالدو قد التقيا 4 مرات في «تشامبيونز ليغ»، ونجح الأخير في التسجيل 5 مرات. وفي آخر 4 مباريات لريال، سجل رونالدو 8 أهداف. في المقابل، لم يدخل في شباك بوفون إلا 3 أهداف فقط خلال 12 مباراة. لن تقف الأمور عند هذين اللاعبين، بل الشاب الأرجنتيني باولو ديبالا سيخطف بعضاً من الأضواء أيضاً. قال فيه زيدان: «إنه الخطر الأول، جميع لاعبي يوفنتوس جيدون للغاية، ولكن ديبالا هو أحد أفضل اللاعبين». سيسعى في هذه المباراة إلأى أن يؤكد للمتابعين أنه الأرجنتيني الآخر الذي سيكون موجوداً في النهائي على غرار نجم برشلونة ليونيل ميسي في الأعوام الأخيرة.
على صعيد الفريقين، ستكون مواجهة خطة زيدان 4-3-3 أو 4-4-2 إذا ما لعب إيسكو، أمام خطة أليغري الأكثر اعتماداً، الا وهي 3-5-2. الخطة الأخيرة تحولت في بعض المباريات إلى 3-4-3 حسب صعوبة الخصم، ومع ذلك حافظ الفريق على قوته وثباته مرَّ عبرها فوق فرق صعبة أبرزها برشلونة.
كذلك، ستكون مواجهة بين خط الهجوم الأقوى في البطولة «بي بي سي» المؤلف من رونالدو والويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم ينزيما، أمام أقوى خط دفاع المؤلف من الثلاثي ليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني وأندريا بارزالي الذين ساعدوا بوفون بشكل كبير للحفاظ على نظافة شباكه.
زامل بوفون زيدان يوم كان لاعباً في يوفنتوس. لم ينسَ أحد من الجماهير فضل الأخير على «السيدة العجوز» حين جاء من بوردو عام 1996. حاول هناك التتويج مع الفريق بدوري الأبطال، لكنه فشل، إذ خسر مرتين عامي 1997 و1998.
لا يحمل أحد من عشاق «اليوفي» البغض لأسطورتهم السابقة، لكنهم لن يتمنوا له إلا الخسارة، والعكس صحيح. إنها مواجهة متجددة بين فريقين كلاسيكيين يمثلان عراقة أوروبا. في نسخة دوري أبطال أوروبا عام 1998 التقيا في النهائي ليثبت ريال علو كعبه يومها، وفي أيار 2015 التقيا في نصف النهائي، وأثبت يوفنتوس علو كعبه. فإلى مَن تميل كفة التاريخ بين عملاقي أوروبا في المواجهة المرتقبة؟