69 يوماً تفصل لبنان عن أهم حدث رياضي يستضيفه منذ كأس آسيا 2000 لكرة القدم. استضافة استثنائية بكل المعايير، فكأس آسيا لكرة السلة ستحل للمرة الأولى ضيفةً على أحد بلدان منطقة غرب آسيا بمشاركة 16 منتخباً.
هذه الاستضافة تحتاج إليها بلاد الأرز بعد غيابها عن احتضان الأحداث الرياضية الكبرى طوال الأعوام الماضية، وهي كانت غير قصيرة، إذ إن المخاوف الأمنية من جهة، وممانعة عدة بلدان عربية الحضور إلى بيروت، أفقدتا المجتمع الرياضي الدولي الثقة بلبنان، الذي يستعيد اليوم دوره الرياضي، حيث تبدو الجهة المنظمة مطالبة بالنجاح كونها تحمل سمعة بلدٍ لا سمعة لعبةٍ فقط.
حفل سحب القرعة الكبير الذي أجري أمس في فندق "لو رويال" تلاقى مع المعايير المطلوبة، لكن رغم الصورة الجذابة، كانت الهمسات موجودة في القاعة، بينها من يسأل عن موعد ترجمة التطمينات التي حصل عليها الاتحاد اللبناني من المسؤولين في البلاد لصرف ما يقارب الـ 3.5 ملايين دولار من أجل تأمين مصاريف الاستضافة. ومنها من يسأل (تحديداً أحد المدربين الوطنيين المعروفين) عن التأخر في تسمية مدربٍ للمنتخب، كان من المفترض أن يكون موجوداً في الحفل لاختيار المجموعة الأنسب للبنان، الذي مُنح هذه الميزة على اعتبار أنه البلد المنظم.
الأكيد أن لبنان يحتاج الى نجاحٍ تنظيمي يترافق مع نجاحٍ فني لمنتخبه، الذي طلب القيّمون عليه وضعه في المجموعةِ الثالثة الى جانب كازاخستان وكوريا الجنوبية، إضافةً الى الضيفة الجديدة نيوزيلندا التي ستحمل الى جانب أوستراليا التحدي الأكبر لكل المنتخبات القوية في آسيا.

مفاوضات جديّة
لضم هولمان وخزوع
إلى المنتخب

خيار استغربه كثيرون، وخصوصاً أولئك الذين توقعوا أن يذهب لبنان للعب في المجموعة الأولى الأسهل عملياً. لكن حسابات اختيار الثالثة بشكلٍ اعتبره البعض مخاطرة، كانت ترمي الى المراحل المتقدّمة، حيث يريد اللبنانيون الابتعاد عن مواجهة أوستراليا ونيوزيلندا حتى الدور نصف النهائي، لكن عليه أولاً تخطي الدور الأول من دون مشكلات جمّة، علماً بأن ثلاثة منتخبات ستتأهل عن كل من المجموعات الأربع الى الدور الثاني، فيلعب المتأهلون من المجموعة الأولى (تضم: إيران، الأردن، سوريا والهند) مع المتأهلين من الثانية (العراق، قطر، الصين حاملة اللقب والفيليبين وصيفتها)، والمتأهلون من الثالثة مع المتأهلين مع الرابعة (أوستراليا، اليابان، تايبه وهونغ كونغ)، لتنتقل بعدها أربعة منتخبات من كل مجموعة إلى ربع النهائي.
المهم أن رئيس الاتحاد بيار كاخيا كشف في دردشة بعد الحفل أن لجنة المنتخبات وصلت الى الخطوة الأخيرة لاختيار المدرب الجديد للمنتخب، من دون أن يحدد جنسيته. وأشار الى أن هذا المدرب هو من سيحدد نقطة الضعف في التشكيلة، ليتم بعدها العمل على تسمية اللاعب المجنّس.
أما رئيس لجنة المنتخبات ياسر الحاج، فكان أكثر وضوحاً بتحديده أن المدرب المقبل سيكون ليتوانياً أو يونانياً، متطرقاً أيضاً الى مسألة المفاوضات التي تجرى مع عملاق الرياضي السابق الأميركي إيليا هولمان ليكون لاعب الارتكاز المقبل، مع عدم استبعاد انضمام جوليان خزوع أيضاً الى المنتخب، رغم كل ما يقال عن مغالاة الاثنين في مطالبهما المادية للقبول بالدفاع عن ألوان منتخبنا. لكن الأكيد أنه في حال نجاح الاتحاد بإقناعهما بهذه الخطوة، فإن السلة اللبنانية ستكون محمية بوجود لاعبين قويين تحتها، وهما أيضاً صاحبا إمكانات هجومية لافتة، ما يعزّز من حظوظ لبنان في مقارعة كبار القارة الصفراء والوافدَين الجديدين إليها.