انتهى الموسم، وظهرت المواهب الكروية في البطولات الأوروبية التي ستكون نواة نجوم المستقبل، لتبني فرقاً تحقق الألقاب. ففي المواسم المقبلة، لن تبقى هذه الأسماء تحت مجهر المواهب الشابة وحسب، بل أيضاً قد تأخذ أماكن النجوم الحاليين الذين يتصدرون العناوين ويحصدون الجوائز الفردية ويشدّون انتباه وسائل الإعلام.
في فرنسا، لم يستطع أحد حجب نجومية مهاجم موناكو كيليان مبابي الذي تألق وصعد بقوة في سماء الملاعب الأوروبية. ليس عبثاً أن تسعى خلفه وبشكل سريع أندية كبيرة مثل مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني وغيرها. في سن الثامنة عشرة، وبخبرة بسيطة، سجل حضوره القوي وكان من أهم الأسباب التي ساعدت فريقه على الوصول الى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل الخروج أمام يوفنتوس الإيطالي.
لا يملك مبابي ميزة دون أخرى، بل ظهر لاعباً متعدد الأدوار وقادراً على اللعب في كل المراكز. أهم ما يملكه هو السرعة والمهارة والقدرة على التسجيل. كما استطاع إبراز نفسه في مراكز الهجوم كجناح أيسر أو كجناح أيمن أو حتى كمهاجم صريح، ما يجعله "جوكر" يستطيع المدرب أن يستفيد منه كيفما شاء في الخط الأمامي. تتم مقارنته حالياً بصعوده السريع والمفاجئ مع مواطنه المعتزل تييري هنري نظراً إلى أسلوب لعبهما المشابه، علماً بأن الأخير كان قد بدأ مسيرته مع موناكو أيضاً، ما يجعل مبابي متفائلاً لمستقبله.
الى جانب مبابي، وفي صف مواهب هذا الموسم، برز مواطنه عثمان ديمبيلي، لكن في بوروسيا دورتموند الألماني. منذ صغره، كانت الجماهير في مسقط رأسه تناديه "السكين". أيام خوضه غمار كرة القدم للصالات، ووصولاً حتى اللحظة، لم يتغير لقبه. ويعود ذلك الى طريقة مروره واحتياله على خصمه أمامه، بشكل يشبه طعنات السكين، بحسب الصحافة الألمانية.
كان رائعاً هذا الموسم مع فريقه، فهو لم يتميز كثيراً بتسجيل الأهداف، بل بصناعتها. سجل 10 أهداف وصنع 20 آخرين. الغريب في هذا اللاعب أنه لا يستطيع بعد أخذ قراره بنفسه، إذا ما قرر البقاء مع فريقه أو الرحيل الى فريق آخر. الكلمة الأخيرة هي لوالدته فاطمة التي تدير أعمال ابنها منذ بداية مسيرته، وتحدد له اتجاهه. هدفه الحالي هو الانتقال الى برشلونة، لا إلى أي نادٍ آخر بحسب قوله، وهو ما لا يجب أن يقبل بأدنى منه وخصوصاً بعدما برزت نجوميته على أرض الملعب وبين الجماهير.

أثبت بيلوتي
أن الدوري الإيطالي لم يعد «دوري العجّز»

وكانت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية قد أجرت استطلاعاً للرأي حول نجوم الكرة الفرنسية المحترفين خارج فرنسا واللاعب الأكثر متابعة. وجاءت النتيجة مفاجئة، إذ تفوق ديمبيلي على نجم مانشستر يونايتد بول بوغبا ونجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان على التوالي.
في إنكلترا، كان الألماني ليروي سانيه القادم من شالكه الموهبة الأجمل مع مانشستر سيتي، وهو لفت الأنظار رغم تعرضه لبعض الانتقادات في بداية الموسم. لكن بعد فترة، بدأت مقارنته بالبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي حينما كانا في العشرين من عمرهما. مشاركات ميسي مع برشلونة كانت حوالى 2007 دقائق، بينما لعب رونالدو مع مانشستر يونايتد 2284 دقيقة، أما سانيه فقد لعب مع سيتي 1788 دقيقة فقط. لكن على صعيد تقييم الأهداف، معدل تسجيل سانيه هو 0.64 متقدماً على رونالدو الذي كان 0.62، أما ميسي فيتقدم بفارق كبير وهو 0.99. لا يحتاج سانيه إلا الى المزيد من الوقت وسيثبت أنه بمستوى كبار ألمانيا وأوروبا معاً مثل توماس مولر وطوني كروس وآخرين نجحوا في بطولات أخرى غير ألمانيا، إذ ترشح لجائزة أفضل لاعب شاب في إنكلترا في موسمه الأول، وهذا ما لم يحصل لأي لاعب من سيتي منذ عام 1976 عندما فاز بها بيتر بارنز، والذي كان يلعب أيضاً كجناح أيسر.
يملك ما يجعله يسير على خط النجوم، ولن يتردد في الإبقاء على اسمه لامعاً الى حين وصوله الى منصات التتويج الفردية.
أندريا بيلوتي، اسم شعَّ في سماء إيطاليا رافعاً نجوميته الى مقام اهتمام كل وسائل الإعلام هناك به، لأنه لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل نهجاً يثبت فيه أن مواهب إيطاليا الهجومية على قلتها لا تزال موجودة. بعدما ظلَّ الدوري الإيطالي لفترة طويلة يلقب بـ"دوري العجّز"، نظراً إلى غياب الهدافين الشباب، جاء بيلوتي ليثبت أنه بات علامة مميزة في ملاعب إيطاليا.
ولا شك في أن هذه الأسماء هي التي سيزيد بريقها في الموسم المقبل، كل مع فريقه أو مع فرق أكبر منها تقف في الصف الأول، لكن خوف المتابعين هو أن يؤول مصيرهم الى مصير الفرنسيين بول بوغبا وأنطوني مارسيال اللذين انتقلا الى مانشستر يونايتد مطلع الموسم المنتهي والذي سبقه، الأول بـ 120 مليون يورو، والثاني بـ 80 مليوناً. الأنظار توجهت إليهما لرؤية ما سيقدمانه. لم يكن متوقعاً انخفاض مستواهما، فبوغبا لم يتفوق على الضغوط التي رافقته، والثاني عانى أخيراً لفرض نفسه على أرض الملعب.