ليسَ نهائي «يوروبا ليغ» وحسب، بل يمكن القول أنها «مباراة الموسم المقبل» التي حسمت اسم المشارك في بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2017/2018. إنه مانشستر يونايتد الذي رفع الغطاء عن أنيابه في نهائي البطولة، وأنقذ موسمه المتثعر حين تُوِّج على حساب أياكس أمستردام بالتغلب عليه في النهائي 2-0.
كان اللوم كبيراً على مدرب «الشياطين الحمر» البرتغالي جوزيه مورينيو، رغم أنه لم يعِد حين مجيئه إلى ملعب «أولد ترافورد» بالتتويج في أي بطولة في الموسم الأول. يهمّ الجمهور في إنكلترا لقب الدوري المحلي قبل أي شيء، ومع ذلك يحلّ يونايتد في المركز السادس بعد 38 مباراة، 10 بينها انتهت بالتعادل على ملعبهم، و5 خسرها، ودخل شباكه 29 هدفاً. هذه أرقام سلبية بطبيعة الحال، لكن ذلك اختفى من عقول الجميع، الجماهير والإدارة واللاعبين، فالنتيجة التي حصلوا عليها مكّنت الفريق من وضع اسم مرصَّع بالذهب على لقب أوروبي، وقلب موسمهم رأساً على عقب، معوضاً خيبة الدوري.

سجل بوغبا الهدف الأول لفريقه وأضاف مخيتاريان الثاني


سبق أن تواجه يونايتد وأياكس في البطولة 4 مرات بواقع انتصارين لكل منهما، والكفة الثالثة كانت لمصلحة الأول، بفريق غير مكتمل، إذ كان عدد من اللاعبين على العكازات أو غير قادرين على الركض، أبرزهم المدافعان لوك شو والأرجنتيني ماركوس روخو وأشلي يونغ، إضافة إلى السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي جاء إلى الملعب وتجوَّل بعربة خاصة قبل إطلاق الحكم صافرته.
بالعودة إلى المباراة، ومنذ اللحظات الأولى، حاول أياكس بدء هجماته عبر البوركيني برتران تراوري، لكن مانشستر تعامل مع المباراة بواقعية، وقدم أداءً متوازناً من الناحيتين الدفاعية والهجومية. ورغم تحصيل أياكس أفضلية امتلاك الكرة، إلا أن الشوط الأول انتهى لمصلحة «الشياطين الحمر»، حيث سدد الفرنسي بول بوغبا الكرة من خارج المنطقة، ارتدت من قدم المدافع الكولومبي دافينسون سانشيس داخل الشباك، بعد أن بدت سهلةً للحارس الكاميروني أندري أونان في الدقيقة 18.
لم يحمل الشوط الأول الكثير من التشويق، لكن في الشوط الثاني، وسريعاً، سجّل يونايتد هدف الحسم في الدقيقة 48 بعد ركنية حولها كريس سمولينغ إلى الأرميني هنريك مخيتاريان الذي سددها هدفاً ثانياً في مرمى أونانا، مسجلاً هدفه الخامس في آخر 6 مباريات في البطولة.
عبثاً حاول أياكس الوصول إلى مرمى الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو، في ظل تكتل دفاع يونايتد، لتبقى النتيجة على حالها 2-0. وقبل انتهاء المباراة، أدخل مورينيو المهاجم المخضرم واين روني ليحمل شارة القائد من أجل تكريمه لرفع الكأس.
كان هذا النهائي هو النهائي القاري الأول ليونايتد منذ دوري أبطال أوروبا موسم 2010-2011 عندما خسر أمام برشلونة الإسباني 1-3 على ملعب «ويمبلي». يومها كان الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون جالساً على دفة التدريب، لكن «السير» أمس كان في منصة الجماهير يصفق للفريق الذي صنع له أمجاده، بعدما عاد أبناؤه ليحققوا أول لقب بعد رحيله.
رجع مانشستر يونايتد كبيراً بين الكبار، بفعل تأهله إلى «تشامبيونز ليغ» وتتويجه باللقب للمرة الأولى في تاريخه.