«خلصت العهد بطل لبنان». واحدة من العبارات التي ملأت ملعب بحمدون البلدي في ختام الدوري اللبناني لكرة القدم، حيث توّج العهد بلقبه الخامس بعد فوز خماسي نظيف على الأنصار في الأسبوع الثاني والعشرين من الدوري اللبناني. انتهى الموسم الأسود، لكنه ليس موسماً للنسيان، بل هو موسم يجب أن يبقى محفوراً في الذاكرة تحت شعار «ينذكر وما ينعاد».
موسم شهد كل ما هو سيّئ على جميع الصعد، وذهب على أمل أن يكون إلى غير رجعة.
سوداوية الموسم لا تنتقص من أحقية العهد بإحراز اللقب. فبطل لبنان الجديد - القديم الذي استعاد كأس الدوري عن جدارة، كان الفريق الأفضل دون منازع. أحرز العهد اللقب وقدّم أوراق اعتماده ممثلاً أول للبنان في كاس الاتحاد الآسيوي. استحقاق جديد سيسعى العهد إلى وضع بصمته فيه، ولعل العبارة التي رُفعت في الملعب «حلمنا ما بموت، راجعين نرفع آسيا بنص بيروت» تمهّد لما يتطلّع إليه العهداويون.
العهد فاز أمس على الأنصار 5 - 0، سجل الأهداف جاد الزين (2) وخليل خميس وابنو با وجهاد أيوب واحتفل طويلاً مع لاعبيه وجمهوره الكبير على الطريقة الأيسلندية مع قمصان صفراء حملت أصابع اليد الخمسة مع عام 2017، في مباراة كان لعنصر الشباب دور فيها، فتفوّق شباب العهد بأشواط أو قلة خبرة الأنصاريين الذين استاؤوا كثيراً مع جمهورهم من النتيجة الثقيلة.

أحرز العهد اللقب وقدّم أوراق اعتماده ممثلاً أول للبنان في كأس الاتحاد الآسيوي
استياء ظهر بوضوح في الحوار الذي حصل بين مدربي الفريقين، الأنصار سامي الشوم، والعهد باسم مرمر، مع لوم من الأول على أن اللقاء لا يستحق مثل هذه النتيجة. استياءٌ انعكس أيضاً على مدرجات الأنصار الذي هتف جمهوره للألقاب الكثيرة، معدداً إياها، في إشارة إلى عراقة النادي وخزائنه المليئة بالكؤوس. ليأتي الرد من نجم العهد أحمد زريق بعد المباراة الذي اعتبر أنه اللقب الخامس للعهد عن جدارة!
تتويج العهد جاء بحضور اتحادي، مع وجود رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف وعضو اللجنة التنفيذية موسى مكي، على أمل أن تنسحب هذه «الجَمعة» على جلسة اتحادية اليوم للبت بمباراة النجمة والعهد وإعلان القرار حولها. هذا التتويج كان قد حسم أمره قبل يوم حين تعادل النجمة مع السلام زغرتا 1 - 1 على الملعب عينه قبل 24 ساعة، وسجّل للسلام مايكل هيليغبي في الدقيقة 56 وللنجمة خالد تكه جي من ركلة جزاء في الدقيقة 84.
على ملعب صور، كان الراسينغ يفوز على التضامن صور 1 - 0 بهدف عدنان ملحم في الدقيقة 58. وعلى ملعب برج حمود، كان النبي شيت يفوز على الصفاء 3 - 0، سجّلها علي موفق الموسوي (12)، بابا سال (33)، وعبد الفتاح عاشور من ركلة جزاء (54). ولم تتوقف خسارة الصفاء عند النتيجة، حيث كانت خسارته أكبر مع طرد لاعبه السنغالي تالا نداي في الدقيقة 84 بسبب التحايل ليغيب عن نهائي كأس لبنان. وسيكون نداي اللاعب الثالث الذي سيغيب عن اللقاء بعد محمد قاسم والكاميروني ستانلي إتشابي الموقوفين أيضاً لنيلهم الإنذار الثاني. وهذا أمر يُسأل عنه المسؤولون في الصفاء الذين أشركوا معظم لاعبيه الأساسيين في مباراة هامشية، فخسروا نداي. كذلك فإنهم لم يتصرفوا بطريقة صحيحة للمحافظة على قاسم وستانلي كما فعل الأنصاريون في نصف نهائي الكأس حين تعمّد علي الأتات الحصول على بطاقة صفراء ثانية في اللقاء مع العهد ويُطرَد كي لا يغيب عن نهائي الكأس ويكتفي بالغياب عن أول مباراة رسمية، وكانت في الدوري، في حين أن الصفاويين لم يتعاملوا مع حالات قاسم وستانلي، وحتى نداي بالطريقة الصحيحة، فخسروهم في أهم مباراة هذا الموسم.