لا «ريمونتادا» في مباراة أمس، ولا معجزات تعيد برشلونة إلى زمنه الذي كان قد سيطر فيه على أوروبا. ليلة أمس، كانت الحكاية مغايرة لتلك التي جمعت بين الـ "برسا" وباريس سان جيرمان في ربع النهائي؛ حتى أن أمل جماهير النادي الكاتالوني لم يكن هو نفسه الذي يحدوهم قبل مواجهة يوفنتوس الذي فاز ذهاباً 3-0. هوت العظمة الكاتالونية أمام الـ «كاتيناتشو» الإيطالية، بعدما نجح «يوفي» بإجباره على التعادل السلبي 0-0، لتتأهل «السيدة العجوز» بقيادة المدرب ماسيمليانو أليغري الذي تألق وقدم مع فريقه أداءً تاريخياً ذهاباً وإياباً.
الحقبة الذهبية انتهت، والأوجب على إدارة برشلونة التي ستبحث نهاية الموسم عن مدرب جديد - بعدما أعلن سابقاً المدرب لويس إنريكه رحيله نهاية الموسم الحالي - أن تبحث عمّن يعيد بناء فريق قادر على استعادة رهبة الكاتالونيين الكروية وهيبتهم، وعمّن يستطيع بناء فريق قادر على ابتكار حلول أمام حالات مستعصية ومفاجآت على أرض الملعب. قد يكون ذنب إنريكه أنه افتقر طوال فترة قيادته لدفة التدريب لحلول جديدة، تساعده والفريق على قلب النتيجة لمصلحته، إلا ما ندر.

لم يسجل برشلونة للمرة الأولى على
أرضه هذا الموسم

أمام دفاع الـ «يوفي» الحديدي، لم يجد حلولاً على الإطلاق. الخطة نفسها، والأداء نفسه طوال التسعين دقيقة. لا قدرة على الاختراق من الوسط، لا إمكانات بدنية قوية، ولا مهارات فردية أسعفتهم.
مع بداية المباراة، تبادل الفريقان السيطرة في الدقائق العشر الأولى من اللقاء دون فرص حقيقية على المرميين، قبل أن يفرض برشلونة هيمنته دون فعالية وخطورة على المرمى. الفرصة الخطيرة الأولى كانت بعد مرور 20 دقيقة، عبر الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لازمته مراقبة لصيقة صعبت عليه الإبداع، ما أجبره غير مرة على العودة إلى الخلف والانطلاق بالكرة.
توالت الهجمات، وتوالى صدها من قبل الجدار الإيطالي، ومن قبل الحارس جيانلويجي بوفون.
في بداية الشوط الثاني، كان يوفنتوس قريباً من توجيه الضربة القاضية لبرشلونة إثر هجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة من الأرجنتيني غونزالو هيغواين إلى الكولومبي خوان كوادرادو قبل أن يسددها أرضية قرب القائم الأيمن.
انتقل الخطر مجدداً وزاد الضغط في نصف الساعة الأخير، على مرمى الإيطاليين، ليحصل الكتلان على أخطر فرصة حين أفلت بوفون الكرة إثر ركلة ركنية فوصلت الى ميسي لكنه سددها فوق العارضة رغم أن المرمى كان خالياً من حارسه.
وفي الدقائق العشرة الأخيرة بدا كل شيء في نهايته، إذ استحوذ يوفنتوس على الكرة وحاول إهدار الوقت حتى صافرة النهاية، ليتأهل يوفنتوس ويودع برشلونة دوري الأبطال دون أن يسجل للمرة الأولى على أرضه هذا الموسم في البطولة.

موناكو - دورتموند

واصل موناكو الفرنسي تألقه في البطولة وأثبت علو كعبه على خصومه مجدداً، حيث تأهل إلى نصف النهائي، بعد أن جدد فوزه على ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني 3-1. وكان موناكو قد عاد من دورتموند بفوز ثمين 3-2 ذهاباً.
تفاجأت جماهير دورتموند بسرعة موناكو في التسجيل، إذ في الدقيقة الثالثة انطلق بنجامين ميندي بالكرة وسددها قوية؛ صدها الحارس فتهيأت أمام كيليان مبابي الذي سجلها في الزاوية اليمنى للمرمى.
حاول الفريق الألماني الرد بسرعة، فأصاب التركي نوري شاهين القائم الأيسر من ركلة حرة في الدقيقة 14، لكن الهدف جاء في الاتجاه المعاكس حين انطلق موناكو بهجمة مرتدة مرر على إثرها توماس ليمار كرة من الجهة اليسرى تابعها الكولومبي راداميل فالكاو برأسه في المرمى في الدقيقة 17. بعد ثلاث دقائق على انطلاق الشوط الثاني، قلص دورتموند الفارق إثر اختراق الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ من الجهة اليمنى وتمرير الكرة إلى ماركو رويس، ليتابعها الأخير في الزاوية اليسرى للمرمى.
وبعد سلسلة من الفرص، أضاف موناكو الهدف الثالث عبر فاليري جيرمان الذي تلقى كرة في منتصف منطقة الجزاء من دون رقابة، فأكملها من بين قدمي الحارس قبل النهاية بتسع دقائق، وينهي المباراة بالفوز 3-1.