الجميع في مأزق. أزمة جديدة تعيشها كرة القدم اللبنانية في موسم «لعين» أسود لا يعرف أحد كيف سينتهي. كل المؤشرات تشير إلى وجود أزمة. من عدم تثبيت نتيجة مباراة النجمة والعهد، إلى تأجيل جلسة اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم التي كانت مقررة أمس والتي كان من المفروض أن تقرر في وضع المباراة، مروراً بالتجمّع الذي شهده مقر الاتحاد مع حضور عدد من جمهور النجمة استباقاً للجلسة التي كان مقرراً أن تُعقَد عند الخامسة وأُجِّلَت إلى موعد يُحدَّد لاحقاً. انتهاءً بالحديث عن اللجوء إلى السياسة لحل مشاكل الرياضة.
كثيرون متورطون في إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه. وكثرٌ أصعدوا... إلى المئذنة ولا يعرفون كيف ينزلونه. تعنُّت ونكايات وتصفية حسابات، ووجد الجميع أنفسهم أمام ورطة. فمباراة النجمة والعهد التي لم تُقَم لعدم حضور النجمة، يبدو أنها ستتحوّل إلى كرة ثلج، خصوصاً في ظل محاولة استغلال البعض لما جرى لحسابات ضيقة وشخصية قد تطيح الموسم بكامله وتهدّد الاتحاد في أيامه الأخيرة قبل الانتخابات في الصيف المقبل.
فعدم حضور النجمة الذي كان من المفترض أن ينتهي بتخسير النادي وشطب ست نقاط من رصيده، تحوّل إلى مشكلة كبيرة، في ظل وجود مادة أخرى تشير إلى عقوبة تنص على إسقاط النجمة إلى الدرجة الثانية لكونه انسحب من مباراة في المراحل الأربع الأخيرة من الدوري. صحيح أنه كان لهذه المادة ظروفها وحيثياتها حين وُضعَت، وتحديداً في منع فرق ضمنت بقاءها في الدرجة التي هي فيها ولم يعد لها حظوظ في اللقب، ومنعها من عدم إكمال البطولة. لكن هذا في روح هذه المادة وليس نصها، ومن هنا ذهب البعض إلى المطالبة بتطبيقها. مطالبة، ليس حباً بالقانون الذي جرى دَوسُه مراراً في هذا الموسم، لكن لكون تطبيق القانون في مصلحة الطرف المطالب، وخصوصاً في ما يتعلّق بعدم الهبوط إلى الدرجة الثانية. فما أجمل إسقاط النجمة وانقضاء المسألة بسقوط النادي العريق وفريق الاجتماعي، وينعم الآخرون بجنة الدرجة الأولى موسماً آخر.
مجموعة عُقَد برزت في خلال الساعات الماضية أفضت إلى الحل «الأمثل»، وهو تأجيل الجلسة وإبقاء النتيجة معلقة إلى حين اتخاذ اللجنة التنفيذية قرارها الذي قد يكون الأسبوع المقبل إن لم تجتمع اللجنة هذا الأسبوع.
لكن كيف يكون القرار بعد انتهاء البطولة مع إصدار برنامج مباريات الأسبوع 22 الأخير وتحديد يوم الأحد موعداً لمباراة العهد والأنصار التي من المفترض أن يتوّج العهد فيها ويتسلّم الكأس على ملعب بحمدون؟
إذا لم تجتمع اللجنة التنفيذية هذا الأسبوع، سيذهب العهد ويكون مجبراً على عدم الخسارة أمام الأنصار، وخصوصاً إذا كان النجمة قد فاز السبت على السلام زغرتا. فالعهد يحتاج إلى نقطة كي يتوّج بغض النظر عن باقي النتائج. وبناءً عليه، إن موسماً "استثنائياً" لا يمكن إلا أن يحظى بنهاية عجائبية، فيُتوَّج البطل، وهناك مباراة له لا يعرف نتيجتها بعد. أما إذا اجتمعت اللجنة التنفيذية واتخذت قرارها قبل يوم الأحد، حينها يكون الأعضاء قد نجحوا في حفظ بعض ماء الوجه وأنهوا الموسم الشكل الطبيعي.
الأمور ما زالت غير واضحة، لكن ما هو مؤكّد أن الجميع في ورطة، خصوصاً مَن يحاول اللجوء إلى الشارع في بلد شهد تجارب عدة على صعيد الشارع، ولم يصل إلى حلّ إلا بالحوار وبتقديم تنازلات حتى لا يندم الجميع على لعبة شارك الكل في ذبحها.
من جهة أخرى، حددت لجنة المسابقات برنامج مباريات الأسبوع 22 الذي ينطلق الجمعة بلقاءَي
شباب الساحل والإخاء الأهلي عاليه على ملعب العهد، والاجتماعي مع طرابلس (طرابلس البلدي). ويلعب السبت النجمة مع السلام زغرتا في بحمدون، والتضامن صور مع الراسينغ في صور، والصفاء مع النبي شيت في برج حمود، على أن تقام جميع المباريات عند الساعة 3.30.
آسيوياً، تلقى فريق الصفاء خسارة جديدة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي حين سقط أمام فريق القوة الجوية العراقي 0 - 2 في العاصمة القطرية الدوحة ضمن المجموعة الثانية. وواجه الصفاء مجموعة صعوبات، من إصابة لاعبه السنغالي دومينيك مندي في الدقيقة 17، إلى تسجيل علي السعدي هدفاً من طريق الخطأ في مرماه، إلى طرد لاعبه قاسم ليلا بعد اعتراضه الكرة باليد قبل دخولها المرمى ليحتسب الحكم ركلة جزاء ويطرد ليلا في الدقيقة 37 ويسجّل منها أمجد راضي الهدف الثاني للقوة الجوية.
وبهذا الفوز تشارك القوة الجوية مع الحد البحريني في صدارة المجموعة، مع أفضلية الأهداف للحد برصيد تسع نقاط، مع فوز البحرينيين على الوحدة السوري 2 - 0 على ملعب صيدا سجلهما محمد داوود في الشوط الثاني. ويحتل الوحدة المركز الثالث برصيد 8 نقطة والصفاء أخيراً بنقطة واحدة، على أن يلتقي الفريقان في الجولة الأخيرة في 2 أيار على ملعب المدينة الرياضية، فيما يلعب القوة الجوية مع الحد البحريني.