لا صوت يعلو على صوت المنتخب. عبارة قد تكون أفضل ما يوصّف الفترة الحالية في كرة القدم اللبنانية مع توقف النشاط الكروي المحلي لصالح استحقاق منتخب لبنان الآسيوي، والذي سيبدأ يوم الثلاثاء المقبل على ملعب المدينة الرياضية بمواجهة هونغ كونغ.
تغيب الحميّة الجماهيرية اللبنانية على صعيد الفرق في حضرة المنتخب الذي من المفترض أن يلتف الجمهور اللبناني بكافة أطيافه حوله، فتغيب أندية النجمة والأنصار والعهد والصفاء والتضامن صور والاجتماعي وغيرها من الفرق لصالح فريق واحد هو منتخب لبنان.
هذا المنتخب الذي يبدأ الثلاثاء مشوار تحويل الحلم الى حقيقة بالتأهّل الى نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى عن طريق التصفيات؛ فلبنان حتى الآن لم يشارك في أكبر عرس آسيوي سوى مرة واحدة حين استضاف نسخة عام 2000. ومنذ ذلك الوقت وحتى سنوات عديدة في المستقبل لن يكون هناك امكانية للمشاركة في النهائيات سوى عبر التأهل من التصفيات. فنسخة عام 2019 ستكون في الإمارات ونسخة 2023 في الصين و2027 في اليابان وحين ستعود البطولة الى غرب آسيا، فمن الصعب أن يكون لبنان المضيف لأسباب كثيرة.
وعليه، فإن الطريق الوحيد للحضور الآسيوي الكروي الأهم في القارة هو عبر التصفيات.

لا صوت يعلو على صوت المنتخب في الفترة الحالية

هذه التصفيات التي أصبحت أسهل مع رفع عدد المشاركين الى 24 منتخباً لا تعني أن لبنان أصبح في الإمارات. فالمنافسة في المجموعة التي تضمّه الى جانب كوريا الشمالية وهونغ كونغ وماليزيا لن تكون نزهة للبنانيين. صحيح أن لبنان تطوّر كروياً على صعيد المنتخب، خصوصاً مع وجود عدد كبير من المحترفين في الخارج، لكن المنتخبات الأخرى تطورت أيضاً، من كوريا الشمالية الصعبة الى هونغ كونغ المتطورة بمجنسيها، وستكون مهمة لبنان غير سهلة للذهاب الى الإمارات.
أمور عدة يحتاج إليها التأهل الى آسيا، يأتي في طليعتها الدعم الجماهيري والالتفاف حول المنتخب. منتخب لبنان. منتخب كل لبنان. فلا هو منتخب الاتحاد أو أي شخص فيه، ولا منتخب الأندية ولا منتخب الإعلام. هو منتخب كل محب ومشجع لكرة القدم اللبنانية. وعليه، فإن الوقوف خلف المنتخب سيتحول مع مرور الوقت الى الوقوف أمامه لتعبيد الطريق نحو الإمارات.
لا شك في أن على اللاعبين والجهاز الفني والاتحاد، وتحديداً لجنة المنتخبات، مسؤوليات كبيرة. لكن على الإعلام والجمهور مسؤوليات أيضاً، ولعل أفضل ما يمكن القيام به هو التزام كل طرف بمسؤولياته، وفي حال النجاح سيكون النجاح للجميع، وفي حال الفشل سيتحمل كل طرف مقصّر مسؤوليته.
أمس أطلق رئيس الاتحاد هاشم حيدر دعوة إلى الإعلام للعمل على حشد أكبر عدد ممكن من الجمهور. كلام حيدر الذي جاء بحضور رئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي، وأمام أكثر من خمسين إعلامياً ومصوّراً، جاء خلال حفل أقيم بهدف دعم المنتخب إعلامياً، مع وجود هذ الحشد من الإعلاميين، "والذي لا يمكن أن يكون عدده كما كان بالأمس سوى لمنتخب لبنان"، كما قال حيدر في الحفل.
ولفت حيدر الى أن تأهل المنتخب الى كأس آسيا 2019 سيشكل نقلة نوعية للكرة اللبنانية، متمنياً تأمين أكبر حشد جماهيري، لكن تحت شعار التشجيع بشكل حضاري وروح رياضية، "ذلك أن أي إساءة هي إساءة لمنتخب لبنان".