يمرض ولا يموت. عبارة ليست بجديدة، لكنها فرضت نفسها مع فريق الصفاء الذي أثبت أنه يمرض ولا يموت. فبطل لبنان، الذي يمر بظروف صعبة، على أكثر من صعيد، انعكست على أدائه الفني، جاء أمس الى ملعب صيدا وألحق خسارة مذلة بفريق النجمة 4 - 1 في نصف نهائي كأس لبنان، فجرّده من لقبه وأقصاه من الكأس وصدمه مع جمهوره الكبير الذي حضر بأكبر الأعداد هذا الموسم، فناهز حضوره تسعة آلاف مشجع. هم "مجانين النجمة"، هكذا رفعوا اللافتات التي تتحدث عنهم، فكانوا حاضرين بقوة، لكنهم خرجوا خائبين من الخسارة القاسية والمذلة التي لحقت بفريق يسعى إلى الحفاظ على الكأس كي ينقذ موسمه.
جمهور صب غضبه على مدرب الفريق جمال الحاج، ونسي لاعبيه الذين كانوا خارج الخدمة فنياً، فلا خالد تكه جي "حضر" ولا أكرم مغربي كان الهداف القناص، حتى إنه أهدر فرصة العمر بطريقة غريبة في مطلع الشوط الأول، كان من الممكن أن تقصم ظهر الصفاويين. ولا حسن المحمد كان موفقاً، ولا من خلفهم نادر مطر رغم المحاولات الحثيثة. لكن مقتل النجمة كان في دفاعه، فعودة الصربي بتر بلانيتش لم تكن حميدة، ولعل الهدف الثاني للصفاء يؤكد ذلك، ولا بلال نجارين كان صمام أمان خط الظهر، وظهر ذلك في الهدف الثالث، فجاء الضعف الدفاعي على الغياب الهجومي ليقصي النجمة من الكأس.
="" title="" class="imagecache-465img" />
رسم جمهور النجمة لوحة رائعة، لكنه خرج حزيناً | للصورة المكبرة انقر هنا

وحده السوري عبد الرزاق الحسين كان حاضراً، وسجّل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة 30، لكن يداً واحدة لا تصفق. جمهور النجمة حمّل المدرب الحاج مسؤولية الخروج من الكأس، معتبرين أن تبديله غير الموفق بإخراج بشار المقداد وإشراك محمد حمود أدى الى خسارة النجمة. لكنها معادلة غير منطقية، إذ لا يمكن لخروج لاعب ما أن يؤدي الى تلقي النجمة ثلاثة أهداف في ظرف خمس دقائق (من الدقيقة 78 حتى الدقيقة 83). ولا يمكن لتبديل أن يؤدي الى عدم تهديد النجمة لمرمى الحارس الصفاوي مهدي خليل في أي فرصة حقيقية طوال الشوط الثاني. فالنجمة مليء باللاعبين، وهؤلاء من هم قادرون على حمل الفريق لا الوقوف متفرجين على فريق يسحقهم وهو يمر بأصعب الظروف الفنية والمادية، لكنه تحلى بالروح القتالية المطلوبة للفوز بالمباريات. فريق لم يكن يملك جمهوراً ولا إدارة حتى، باستثناء أمين سره هيثم شعبان الذي حضر المباراة.

يلعب الصفاء في النهائي مع الفائز من لقاء الأنصار والعهد
فريق يعاني على أكثر من صعيد، لكنه لعب أمام آلاف مؤلفة ونجح في صعقهم برباعية استحق معها الصفاويون التأهل الى نهائي كاس لبنان للقاء الفائز من مباراة الأنصار والعهد.
أمس تفوّق السنغالي تالا نداي على غاني النجمة نيكولاس كوفي، فسجّل نداي مرتين في الدقيقتين 15 و78، في حين سجّل "الختيار" محمد قصاص الهدف الثالث في الدقيقة 80 وعمر الكردي الرابع في الدقيقة 83، وسط ذهول نجماوي جماهيري وإداري وتدريبي ولاعبين.
قبل 24 ساعة، كان العهد يتأهل الى نصف النهائي بفوزه على السلام زغرتا 3 - 1 على ملعب برج حمود، في ختام الدور ربع النهائي. نتيجة لا تعكس واقع المباراة الذي كان زغرتاوياً في الشوط الأول عرضاً وتسجيلاً، فتقدم الشمالي عبر الموريتاني مامادو نياس بعد مجهود فردي رائع أحرج فيه مدافع العهد السنغالي داوود ديوب حين تخطاه بعدما كان ديوب متقدماً عليه بأمتار ليدخل نياس ويسجل هدف السبق. لكن العهداويين امتصوا الصدمة وسجلوا هدف التعادل عبر السنغالي الآخر إيبنو بعد 11 دقيقة. وفي الدقيقة 81 سجل الهدف الثاني.
وفي الشوط الثاني بدا كأن المباراة تسير نحو التمديد، قبل أن يسجّل أحمد رزيق في الدقيقة 81 بمتابعته كرة محمد حيدر، ثم أضاف مهدي فحص الهدف الثالث في الدقيقة 89 لفريقه ليؤكّد تأهله الى نصف النهائي لمواجهة الأنصار.