عودةٌ الى الضبابية. تختصر هذه العبارة الصورة التي يمكن رسمها حول منتخب لبنان، الذي لم يظهر بالشكل نفسه الذي بدا عليه في التصفيات المونديالية الماضية، بعدما كان قد وضع «بلاد الأرز» بين كبار القارة. الأهم وقتذاك لم تكن النتيجة ابداً، بل ما رسمته تلك الانتصارات والنتائج التي لا تنسى من آمالٍ كبيرة يمكن ان تبشّر بمستقبلٍ افضل للكرة اللبنانية ولمنتخباتها، حتى بدأ الانحدار في الحقبة التي تولى فيها المدرب الايطالي جوسيبي جيانيني الدفة الفنية للمنتخبين الاول والاولمبي.
وبرغم التفاف الجميع حول المنتخب اللبناني عشية انطلاق التصفيات، وخلق جو يشبه كثيراً تلك الاجواء التي كانت حاضرة ايام الانتصارات الجميلة التي اصابها المنتخب، فانه مما لا شك فيه ان التأثيرات النفسية السلبية التي عصفت بالمنتخب في الحقبة السابقة، لا تزال ترخي بظلالها في مكانٍ ما، وهو امر يمكن لمسه من كلام بعض اللاعبين، الذين فقدوا قسماً كبيراً من الثقة التي تمتعوا بها سابقاً، وهذا ما اثّر في ادائهم في المباراتين امام الكويت ولاوس. ويشير مصدرٌ مقرّب من اللاعبين الى انه حتى الفوز على لاوس، وبسبب النتيجة العادية، قد لا يغيّر شيئاً في حال هؤلاء، ما يترك عملاً اضافياً امام القيّمين والجهاز الفني لاخراجهم من هذا الوضع، في موازاة تنظيف تركات وتبعات المرحلة السابقة.
وبطبيعة الحال، وبرغم الظروف الصعبة التي عاشها اللاعبون في الطريق الى لاوس، وعشية المباراة حيث قال احدهم انهم بقوا نسبياً من دون طعام منذ وصولهم بسبب سوء ما قُدّم إليهم، فانه انطلاقاً من هذا اللقاء الذي كان متوقعاً ان يحقق فيه المنتخب نتيجة كاسحة، وانطلاقاً مما كان عليه الاداء امام الكويت، تبدو المشكلات اعمق، لكنها محددة ويمكن معالجتها عبر مقاربة جديدة لا تعترف بالسير على درب التقليد القديم من خلال الحسابات التي ترتبط بالاسماء التي لا يمكن المسّ بها على سبيل المثال.
وهذه النقطة، تأخذ الآراء الفنية الى التصويب على مسألة مهمة انطلاقاً من مثلٍ صارخ عرفته كرة القدم العالمية قبل عامٍ تقريباً. منتخب المانيا كان صاحب معدل الاعمار الاصغر في مونديال 2014، وبحسب المحللين كان هذا الامر حاسماً في تحقيقه اللقب، ما يدفع غالبية المنتخبات الاخرى حالياً الى ضخّ دماء شابة قدر الامكان، وجعل مستواها افضل. وهنا يُطرح سؤال: إذا تأهلنا الى كأس آسيا 2019، كم هو عدد اللاعبين الحاليين الذي سيحضرون في التشكيلة التي ستخوض النهائيات؟

التأثيرات النفسية لحقبة جيانيني لا تزال ترخي بظلالها


بالطبع لم يكن بالامكان اجراء تغييرات جذرية وابعاد اسماء مهمة لطالما حملت المنتخب على اكتافها قبل المباراتين اللتين لعبهما لبنان، وخصوصاً ان ما كان ينتظر المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش كان مبهماً الى حدٍّ كبير، والدليل انه لم يلحق ببطولة الدوري لاختيار اللاعبين الذين يرى فيهم القدرة على تطبيق افكاره. والمدرب اصلاً لا يتحمل اي مسؤولية بمكان كون تعيينه جاء متأخراً وقبل فترة قصيرة على الاستحقاق.
ولرادولوفيتش ملاحظاته ايضاً بعيداً من مسألة تقدّم البعض في السن، فمنها ما يرتبط بلاعبين كانوا مع المنتخب برغم انهم لا يلعبون اساسيين مع فرقهم، ومنها ما يرتبط بلاعبين حضروا معه على حساب اسماء شابة وواعدة برزت في الدوري، او اخرى حتى بدت في مستوى طيّب ايام جيانيني. كذلك، وفي ظل السؤال عن سبب وجود بعض اللاعبين في المنتخب برغم ابتعادهم لفترةٍ طويلة من الموسم بسبب الاصابة وبالكاد اشتراكهم في المباريات، علمت «الأخبار» ان مدرب المنتخب ممتعض من وجود عددٍ لا بأس به من عناصره من دون نادٍ، وهو امر غير مقبول بنظره، وقد يدفعه للذهاب الى حسابات اخرى في المرحلة المقبلة.
هذه المرحلة لن تكون كتلك التي مرّت ابداً، اذ ان ملف بعض المغتربين الذين سبق ان استبعدهم جيانيني سيعود على نار حامية، اضافةً الى اسماء لطالما تركت بصمتها في الكرة اللبنانية ووجدت نفسها فجأةً خارج الحسابات الوطنية، ففي نهاية المطاف الدوري غير الساحة الدولية، حيث لم يعد هناك اي منتخب سهل في آسيا، والدليل النتائج الاخيرة التي حققتها المنتخبات الكبيرة في مواجهة تلك المغمورة.




لا اتصال مع فيتور سابا

نفت مصادر موثوقة لـ»الأخبار» ما تم الحديث عنه عن اتصالات ستجري مع البرازيلي المولد اللبناني الاصل فيتور رودريغيز سابا سيغي، المنتقل في شباط الماضي الى كروتوني في الدرجة الثانية الايطالية. وأشارت المصادر الى أن اسم لاعب الوسط المهاجم لم يُقدّم أصلاً ضمن لائحة الاسماء الى الاتحاد الآسيوي، فيما تبدو هناك استحالة لاكتشاف أساس قيد عائلة اللاعب بهدف إصدار جوازٍ لبناني له، وبالتالي فإن الفكرة غير موجودة على الاطلاق.